شاركت الإمارات في فعاليات قمة «فيزا لأمن المدفوعات» لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في برشلونة الإسبانية، حيث أكد المشاركون أن الإمارات نجحت في اكتمال خارطة الطريق لأمن المدفوعات الرقمية عبر تعاون المصرف المركزي و«فيزا» لتتصدر دول الشرق الأوسط، في هذا المجال، فيما جاءت من بين أكبر 5 دول من حيث نسبة انتشار المدفوعات الرقمية.
وأضاف المشاركون، في تصريحات لــ «البيان الاقتصادي»، أن الإمارات توفر بنية تحتية قوية لتسهيل عمليات الدفع الإلكترونية والذكية، إلى جانب الاتجاه بقوة نحو التعاملات غير النقدية التي تمثل فرصة استثنائية لتعزيز النمو الاقتصادي في الدولة علاوة على تبنيها أحدث التوجهات في زيادة مستوى أمان المعلومات والحد من معدلات الاحتيال.
وتعد القمة التي نظمتها «فيزا»، الشركة العالمية المتخصصة في تكنولوجيا المدفوعات 30 و31 أكتوبر الماضي، أكبر حدث لأمن المدفوعات في المنطقة حيث شارك فيه أكثر من 200 خبير من المؤسسات المالية والتجار والمنظمين وموردي البطاقات ومقدمي خدمات الدفع، لمناقشة التوجهات والتحديات والابتكارات المتعلقة بأمن المدفوعات، التي تساهم في إحداث تحول في الطريقة المستخدمة للدفع في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
وأقيمت القمة تحت عنوان «تشكيل مستقبل الأمن العالمي»، وسلطت الضوء على الأمن والابتكار والاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على الدفع البيئي مع الحفاظ على نمو الأعمال، كما تم مناقشة فرص للتعلم والتواصل مع الخبراء وقادة الفكر، بما في ذلك المسؤولون التنفيذيون في «فيزا» والعملاء والشركاء من وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها.
التجاوب السريع
وقال فادي مقدم رئيس الإدارة المالية لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «فيزا»، إن الإمارات تتصدر المنطقة في مجال أمن المدفوعات الرقمية، لافتاً إلى أن من بين أهم الأسباب وراء وصول الدولة إلى تلك المكانة هو التجاوب السريع من جانب مصرف الإمارات المركزي الذي ألزم جميع البنوك تبني خارطة طريق لأمن المدفوعات الرقمية ضمن أولويات أعمالهم ومواكبة آخر التطورات العالمية الراهنة.
وأضاف أنه مع النمو السريع للتجارة الالكترونية والمدفوعات الرقمية كان لوضع خارطة طريق لأمن المدفوعات الرقمية أهمية كبيرة في الإمارات، حيث قامت «فيزا» بالتعاون مع المصرف المركزي في وضع خارطة لأمن المدفوعات الرقمية لتأتي في مقدمة دول المنطقة في اعتماد هذه الخارطة بهدف تحقيق الأمن المطلق للمدفوعات الرقمية لجميع المستخدمين والمستهلكين وحمايتهم من أي احتيال أو اختراق، هذا إلى جانب دعم الابتكار في الدولة.
وتابع: «تعتبر الإمارات رائدة في مجال المدفوعات الرقمية كما هي من الدول الخمس الأولى في منطقتنا من حيث نسبة انتشار الدفع الرقمي بشكل عام الذي بلغ 30%، فيما تصل نسبة اختراق بطاقات الدفع اللاتلامسية إلى 40%».
محاولات جديّة
وأكد فادي مقدم أن النموذج المصرفي الرقمي في الإمارات يعد الأفضل في المنطقة في ظل وجود محاولات جدية من كبار البنوك في الدولة لتقديم الخدمات المصرفية الرقمية، متوقعاً استمرار النمو المتواصل في تقديم تلك الخدمات خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأوضح أن «فيزا» تعمل مع شركائها في الإمارات على توفير حلول رقمية متكاملة تبدأ وتنتهي بعملية دفع، كما تخطط لتقديم حلول ومنتجات جديدة لأصحاب الدخل المنخفض من المقيمين ليصبحوا قادرين على تحويل مدفوعاتهم لبلادهم بطريقة سهلة وآنية باعتبارهم الفئة غير القادرة على الحصول على حلول تقليدية من البنوك وذلك ضمن تقديم خدمات من «فيزا» لجميع الفئات، إلى جانب القيام بتقديم منتج مبتكر آخر لأصحاب المعاشات المنخفضة حتى يتم إشراك تلك الفئة في الاقتصاد.
وأشار إلى أن «فيزا» شريك مؤسس مع واحة دبي للسيليكون عبر «مسرعة دبي للمدن الذكية» بالإضافة إلى الشركاء الآخرين بهدف مساعدة رواد الأعمال في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى أعمال ناجحة مما يسهم في تمهيد طريق النجاح أمام الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية «فينتك» مؤكداً أن الإمارات أصبحت توفر فرصاً لا تحصى لرواد الأعمال الطموحين حول العالم.
ولفت رئيس الإدارة المالية لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «فيزا»، إلى انه يوجد حالياً أكثر من 20 مليون بطاقة مدفوعات في دولة الإمارات موزعة ما بين بطاقات الخصم والدفع المسبق والائتمان مصدرة من البنوك وتحمل علامات شركات الدفع الإلكتروني المختلفة بما في ذلك «فيزا».
وقال: إن «فيزا» على تواصل دائم مع الشركاء في القطاع وعلى رأسهم مصرف الإمارات المركزي كما تتعاون بشكل وثيق مع جهات حكومية مختصة بهدف تعزيز منظومة المدفوعات في الدولة دعماً لأجندة الحكومة الإماراتية بخصوص التجارة الخالية من التعاملات النقدية، والتي ستعود بالفائدة على المستهلكين والشركات في وقت واحد، مشيراً إلى أن مجالات التعاون تتمثل في تحسين إجراءات الدفع لمعاملات التجارة الإلكترونية، والتصدي لعمليات الاحتيال الناجمة عن التكنولوجيا التقليدية، وتنفيذ خطط الالتزام بحماية المستهلك من مخاطر الاحتيال، وضمان الامتثال لمعايير أمن البيانات لمنع الاختراق.
وأشار أن التزام شركة «فيزا» واضح تجاه الإمارات من خلال اعتماد الشركة لدبي كمقر عام لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وبناء مبنى جديد سيتم افتتاحه في 2021.
خارطة الطريق
وقال بول فابارا كبير مسؤولي المخاطر في «فيزا»، إن الإمارات وجنوب أفريقيا نجحتا في اكتمال خارطة الطريق في مجال المدفوعات الرقمية بين دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وشرق أوروبا وعددهم 90 دولة حيث أصبحتا جاهزتين للتطبيق فيما لا تزال كل من المغرب وكينيا في طريقهما لاستكمال خارطة الطريق.
وأضاف إن الإمارات توفر بنية تحتية قوية لتسهيل عمليات الدفع الإلكترونية والذكية، إلى جانب الاتجاه بقوة نحو التعاملات غير النقدية، التي تمثل فرصة استثنائية لتعزيز النمو الاقتصادي في الدولة علاوة على تبنيها أحدث التوجهات في زيادة مستوى أمان المعلومات والحد من معدلات الاحتيال.
وأشار بول فابارا إلى أن فيزا استطاعت من خلال الجهود المبذولة تخفيض معدلات الاحتيال إلى مستويات تاريخية، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في تقديم أنظمة آمنة للمدفوعات عبر كافة المنصات، وتعزيز مقاييس أمن البيانات والحماية من الاحتيال والتي تتخطى المعايير المعتمدة في هذا القطاع الحيوي، عبر نهجها للابتكار التكنولوجي وشراكاتها الوثيقة مع عدد من المؤسسات المالية والهيئات الحكومية والتنظيمية والتجار في الإمارات.
تحسن متواصل
وأشار سيفارام راماكريشنان رئيس أصول الأفراد وأعمال البطاقات في بنك الإمارات دبي الوطني، إلى أن البنك يعتبر من أسرع البنوك في المنطقة من حيث التحول الرقمي بعد أن نجح في تحقيق تحسن متواصل في قدراته الرقمية والتقنية ما جعله يقتنص حصة سوقية جيدة من الخدمات البنكية الرقمية في الدولة، مضيفاً أن البنك أدخل العديد من التحسينات على قنواته للخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المتحرك في العام الماضي علاوة على طرح وظائف جديدة في مجموعة من خدماته الرقمية سعياً لتحسين تجربة العملاء.
وأوضح أن منصة الخدمات المصرفية الرقمية Liv التي أطلقها البنك تعمل فقط عبر الهواتف المتحركة، تقدم أول تجربة مصرفية تستند إلى أسلوب الحياة اليومية، حيث توفر إمكانية فتح حساب مصرفي مباشرة دون أي معاملات ورقية، وإجراء التحويلات عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتقاسم الفواتير مع الأصدقاء على الفور، وتصنيف المدفوعات لتمكين العملاء من إدارة مواردهم المالية بصورة أفضل، وإجراء حوالات مصرفية دولية خلال 60 ثانية فقط.
مركز الابتكار
قال أكشاي شوبرا نائب الرئيس لتصميم الابتكار لدول شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «فيزا»، إن البينة التحتية الذكية التي توفرها دبي شجعت الشركة على افتتاح مركز الابتكار في الإمارة لخدمة عملائها في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا ومساعدة الشركاء في بناء اقتصاديات لا نقدية، لافتاً إلى أن المركز يأتي ضمن 12 مركزاً للابتكار تابعة لــ«فيزا» حول العالم.
البيان