هل سيكون الذكاء الاصطناعي بديلاً للأطباء؟ تساؤل طرح نفسه ضمن فعاليات “المؤتمر الخليجي الثاني لتطوير كوادر الرعاية الصحية الرقمية”، الذي استضافته دبي، وكانت الإجابة من الأطباء أنفسهم أنه لن يستبدلهم لكنه سيكون بمثابة المستشار للطبيب الذي يتخذ قرار العلاج وأن مستقبلهم مرهون بمعرفة تقنيات الذكاء الاصطناعي والإلمام بها على أكمل وجه، معتبرين أن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوت في المجال الصحي سيحد من الأخطاء الطبية بنسبة كبيرة جداً ويسهم في إجراء الجراحات بدقة تصل إلى 100 بالمائة.
وأفاد أطباء متخصصون مشاركون في المؤتمر بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي رفعت من جودة القطاع الصحي بدول الخليج العربي، لافتين إلى أنها تتيح اكتشاف الأمراض مبكراً أو توقعها قبل حدوثها وتمكن من استشراف طرق العلاج وتوفير الرعاية الصحية الأفضل للمرضى بدقة متناهية.
وذكروا أنه أصبح بإمكان الأطباء التنبؤ بأمراض القلب والإصابة بقصور في عضلة القلب من خلال نبضة واحدة وبدقة تصل إلى 100 بالمائة عبر برامج الذكاء الاصطناعي.
ونبه المؤتمر إلى إن نقص كوادر الرعاية الصحية المؤهلة للتعامل مع التقنيات الطبية الرقمية يعد عقبة رئيسة في الاستفادة من التطبيقات الحديثة وخدمات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي بالدول العربية.
وقال الدكتور أسامه الحسن الأخصائي بإدارة المعلوماتية الصحية والصحة الذكية بهيئة الصحة بدبي نائب رئيس شعبة الإمارات للمعلوماتية الصحية المنسق العام للمؤتمر، إن المؤتمر يشارك به أكثر من 70 متحدثاً يمثلون 20 دولة حول العالم لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث الممارسات في مجالات تطوير كوادر الرعاية الصحية الرقمية بإشراف المجموعة الخليجية لتطوير كوادر الرعاية الصحية الرقمية وتحت رعاية وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات وبشراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى دعم توطين كوادر الصحة الرقمية في دول مجلس التعاون من خلال تصميم مناهج تعليمية متخصصة ومسارات مهنية جاذبة للكوادر الوطنية الشابة تمهيداً لانخراطها في هذا المجال الحيوي بما يسهم في دعم الاقتصاد الرقمي ورفع كفاءة المنظومة الصحية ككل.
من جانبه، أشار الدكتور عمرو بن أحمد جمال استشاري طب الأسرة والمعلوماتية الصحية بكليه الطب بجامعة الملك سعود بالرياض رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أن برنامج المؤتمر تضمن 10 ورش عمل تدريبية متخصصة في مسارات الصحة الرقمية من بينها ورشة لتصميم الكفايات المهارية لمسارات وظائف الصحة الرقمية والذي تم تطويره من قبل هيئة التخصصات الصحية كنموذج محلي للمسارات الوظيفية للسعودية ودول الخليج العربي، منوها إلى أنه تم كذلك استعراض تجارب عالمية للوصول إلى المواءمة بين مخرجات البرامج الأكاديمية واحتياجات الصحة الرقمية.
وتم خلال فعاليات المؤتمر إعلان جوائز التميز في مجال تطوير الكوادر الوطنية في الرعاية الصحية الرقمية حيث فاز بأفضل مؤسسة صحية مستشفي الملك فيصل التخصصي بالرياض وإدارة تقنية المعلومات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات. في حين، فاز بجائزة أفضل مشروع صحي مشروع “موعد” المقدم من وزارة الصحة بالسعودية ومشروع الكفايات المهارية لتخصصات الرعاية الصحية الرقمية المقدم من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وفاز بفئة المنظمات الطوعية الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية.
المصدر: وام