كشف العقيد عبدالله الخياط مدير مركز حماية الدولي، عن قصة واقعية تروي حكاية امرأة تعافت من الإدمان بدعم زوجها الوفي، الذي احتواها وشجعها على تلقي العلاج بسرية تامة، لاسيما وإنها أرادت الهروب من ضجيج الحياة، وظنت أن تناول الحبوب المنومة، الحل الأمثل لمواجهة الضغوطات الاجتماعية التي تحيط بها، إلى أن وقعت في فخ الإدمان الذي كاد أن يدمر حياتها لولا إرادتها وموقف زوجها البطولي.
جاء سرد القصة في إطار بحث مركز حماية الدولي في شرطة دبي، عن أفضل الأعمال التوعوية في المجال الأمني من خلال جائزة «حماية كليب» التي تهدف إلى تشجيع طلبة الجامعات من جميع الجنسيات لمواجهة خطر المخدرات والأدوية الطبية النفسية والابتزاز الإلكتروني وإدمان الانترنت.
وفي التفاصيل، قال العقيد عبدالله الخياط مدير مركز حماية الدولي: السيدة أم لثلاثة بنات، وموظفة مجتهدة ومثابرة في أحد البنوك، وقد بدأت معاناتها مع الإدمان دون أن تشعر عبر البدء بتناول الحبوب المنومة، في محاولة منها للراحة والاسترخاء والهروب من ضجيج الحياة وضغوطات العمل والمنزل، إلا أنها أدمنت تلك الحبوب لاحقاً وأصبحت غير قاردة على العيش بدونها لدرجة أنها كانت تتناول 10 حبات دفعة واحدة.
وتابع العقيد الخياط: تغيرت تصرفاتها وأصبحت أكثر ميلاً للانعزال، حتى إنها أصبحت تقضي جلّ وقتها في غرفتها كما أهملت نفسها وأسرتها، وكانت تفكر بالطلاق من زوجها، وكلما نفد الدواء ادعت المرض ليصرف لها طبيبها مزيداً منه.
وتحدث العقيد الخياط عن أخطر المواقف التي واجهتها هذه السيدة بسبب الإدمان، وقال: قامت هذه السيدة وتحت تأثير الحبوب بالتدخين على متن أحد خطوط الطيران العالمية، وقد اكتفوا حينها بمنعها فقط من السفر على متن خطوطهم مرة أخرى لكونها من ركاب الدرجة الأولى، كما إنها تسببت في إحراق منزل عائلتها المكون من ثلاث طوابق تحت تأثير الحبوب، وخضعت لعلمية جراحية نتيجة تعرضها لحادث مروري.
وأضاف: لم يخطر على بال الزوج أن زوجته تعاني من الإدمان، إلى أن اعترفت هي له بذلك طالبة منه مسامحتها وإنقاذها مما هي فيه، ورغم توقعاتها بأنه يستغل إدمانها للانفصال والحصول على حضانة البنات، إلا أنه فاجأها بموقفه الرجولي، حيث بحث عبر الإنترنت عن أفضل مراكز علاج الإدمان وشجعها على تلقي العلاج وسافر معها ليقدم لها الدعم المعنوي والنفسي.
وحذر مدير مركز حماية الدولي من خطورة إساءة استخدام الأدوية النفسية أو المسكنات أو الحبوب المنومة، لافتاً أنه يمكن التخلص من الطاقة السلبية والتوتر والضغوطات النفسية المتنوعة من خلال الرياضة وبرامج تطوير الذات والتواصل مع الأخصائيين النفسيين والأصدقاء الموثوقين، وقال: ساعة حوار عائلية يومياً قادرة على إيجاد الحلول لأصعب المشكلات، وتقريب المسافات بين الزوجين والأبناء، وتفريغ المشاعر السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية متفائلة، وتحصين الأبناء من أصدقاء السوء والانحراف والجريمة وتوجيههم لما فيه خير لهم وللمجتمع.
وتستهدف جائزة «حماية كليب» طلبة الكليات والجامعات والمعاهد من جميع الجنسيات داخل الدولة، والطلبة المواطنين المبتعثين خارج الدولة، حيث تسعى بالتعاون مع «جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي» إلى تشجيع الشباب على إبداع فيديوهات أمنية توعوية في 60 ثانية، للتنافس على الفوز بـ100 ألف درهم. يتم استقبال المشاركات خلال الفترة 1-15 ديسمبر المقبل عبر الموقع الإلكتروني لمركز حماية الدولي.
البيان