أكدت معالي مريم المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تلبية الاحتياجات الغذائية للأعداد المتزايدة من السكان، والارتقاء بكفاءة منظومة توفير الغذاء النظيف والصحي والآمن، وذلك من خلال توظيفه في مجال تكنولوجيا الزراعة، والاستزراع المائي، وتحليل البيانات الخاصة بالمحاصيل بهدف ترشيد الموارد وتحديد ما تحتاجه بدقة لتحافظ على كامل قيمتها الغذائية.
وقد أحدثت الروبوتات والذكاء الاصطناعي ثورة في هذا القطاع، حيث أصبح بالإمكان الاعتماد عليها في قطاع الزراعة، وخصوصاً أنظمة الزراعة المغلقة، حيث أصبحت تقوم بإدارة شبه كاملة لتلك الأنظمة بداية من تهيئة التربة وزراعة البذور وريها بشكل مستمر باستخدام مستشعرات لقياس نسبة الرطوبة في التربة، وانتهاءً بحصاد المحاصيل الزراعية، كما دخلت الروبوتات في أنظمة الثروة الحيوانية والمساهمة في تربية رؤوس الماشية وإنتاج مختلف أنواع الغذاء منها. فضلاً عن عمل الروبوتات داخل خطوط الإنتاج في مصانع المنتجات الغذائية.
نقلة نوعية
وقالت معاليها: «في دولة الإمارات نعول كثيراً على تلك التكنولوجيا في إحداث نقلة نوعية في إنتاج وإدارة الغذاء، حيث تعتمد استراتيـجيـة الإمارات للذكاء الاصطناعي على هذه التقنيات في التشجير والزراعة بكل أنواعها، وقد استعانت العديد من الشركات الإماراتية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المحاصيل الزراعية والغذاء مثل شركة «بلاتفورم» التي تكافح سوسة النخيل الحمراء بالذكاء الاصطناعي، كما جاءت مبادرة الحزم الاستثمارية التحفيزية التي خصص بموجبها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مليار درهم لتسهم في تعزيز القطاع الزراعي والأمن الغذائي، عبر تشجيع الاستثمار، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة هذا القطاع، خصوصاً في البيئات الصحراوية».
مذكرة
وأضافت: «من أجل تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة أهداف الأمن الغذائي لدولة الإمارات، وقع مكتب الأمن الغذائي مذكرة مع جامعة جيمس كوك الأسترالية في يوليو الماضي لتشغيل وتطوير «مركز الابتكار البحري» التابع لمركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية، الذي يعد إحدى المبادرات الرائدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
ويهدف المركز إلى تعزيز دوره من خلال الاستعانة بخبرات الجامعة العلمية والتكنولوجية في تطبيق أحدث النظم والتقنيات الحيوية القائمة على الذكاء الاصطناعي في تنمية المزارع المائية وتربية الأسماك والمحاريات والنباتات المائية في ظل الظروف البيئية المغلقة بأقل الموارد الممكنة.
سيقضي فريق جامعة جيمس كوك، بموجب التعاون 8 أشهر في العمل مع فريق مركز الابتكار البحري والجهات المعنية لوضع خطة استراتيجية لتطوير المركز وتحقيق طفرة في البحوث البحرية على مستوى المنطقة اعتماداً على التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي».
البيان