أعلن معالي حميد محمد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، عن توجه الهيئة لتأسيس مركز عالمي لزراعة الأعضاء.
لافتاً إلى أن «صحة دبي» تعمل الآن على إعداد دراسة فنية مع أحد بيوت الخبرة الدولية المرموقة، لتحقيق هذا الهدف، وحتى تكون مدينة دبي، في طليعة المدن الناجحة في مثل هذه العمليات الدقيقة فيما كشف رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء الدكتور علي العبيدلي أن إجمالي المتبرعين بأعضائهم في الدولة بلغ، 20 شخصاً من جنسيات مختلفة، تبرعوا بـ 74 عضواً أنقذوا حياة أشخاص من أكثر من 30 جنسية مختلفة.
وأوضح أن قائمة الأعضاء التي تم التبرع بها من أشخاص متوفين، بعد موافقة ذويهم، تضمنت 11 عضو قلب، و 8 أعضاء رئة، و 16 كبداً، و 38 كلية، و 1 بنكرياس، فيما ذهب 19 عضواً من إجمالي هذه الأعضاء إلى المملكة العربية السعودية لإنقاذ حياة مرضى، بموجب اتفاقية تبادل الأعضاء خليجياً.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الأشخاص الذين سجلوا رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم في الدولة بلغ حتى الآن نحو 2000 شخص، من جنسيات مختلفة.
وقال معالي القطامي في كلمة المؤتمر الدولي الخامس عشر للتبرع بالأعضاء الذي انطلقت أعماله في دبي، أول من أمس، إن دولة الإمارات أدركت وفي وقت مبكر- قيمة وأهمية أن يكون لها الدور البارز والمؤثر في حركة تطور الطب، وسخرت من أجل ذلك جميع الإمكانيات والقدرات.
ولفت إلى أن المؤتمر يأتي في وقت تزداد فيه الحاجة يوماً بعد يوم لعمليات نقل وزراعة الأعضاء، التي أصبحت الآن أحد أهم العلميات الكبرى المؤثرة في حياة الناس، وفي القوى الإنتاجية للمجتمعات، والتي تحركت من أجل تقنينها وتشريعها المؤسسات الصحية الدولية، والأوساط الطبية المتخصصة.
وأشار إلى أن عمليات زراعة الأعضاء صاحبها منذ سنوات طويلة جدلاً واسعاً، ارتبط بشكل أساس بالإمكانيات والقدرات، وأخلاقيات المهنة، كما ارتبط في الوقت نفسه بإشكاليات متعددة تتعارض مع الرسالة النبيلة لمهنة الطب، التي تدعو وتؤكد على أهمية التفاني في إنقاذ أرواح الناس وسلامتهم.
وأمام الحشد الكبير من الأطباء، سلط معالي القطامي الضوء على جهود الدولة في مجال نقل وزراعة الأعضاء، مؤكداً أن الإمارات واكبت التحولات العلمية والطبية المتصلة بنقل وزراعة الأعضاء، وحرصت كل الحرص على تجاوز كل المعوقات والإشكاليات، التي صاحبت هذه العمليات الدقيقة في مناطق متفرقة من العالم.
واستكمل: لذلك أجازت الإمارات عمليات نقل وزارعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وفقاً لدستورها، وفي ضوء القانون الاتحادي رقم (15) لسنة 1993، الذي جاء لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية، والقانون الاتحادي رقم (5) الذي صدر عام 2016، في شأن تنظيم إجراء عمليات نقل وزارعة وحفظ الأعضاء والأنسجة البشرية، والذي جاء أيضاً لمنع الإتجار في الأعضاء والأنسجة، وحماية حقوق الأشخاص، وتنظيم عملية التبرع، ومنع استغلال حاجة المريض أو المتبرع.
إضافة إلى ذلك اعتمدت الدولة لوائح تنفيذية لتنظيم هذا النوع من العمليات، وشكلت لجنة عليا ولجان فرعية أخرى متخصصة، للمتابعة والتطوير والإشراف.
وتحدث عن الشوط الذي قطعته هيئة الصحة بدبي على هذا الصعيد، موضحاً أن الهيئة اعتمدت تشكيل (لجنة زراعة ونقل الأعضاء البشرية)، وذلك في خطوة مهمة اتخذتها لتعزيز القدرات التنافسية لإمارة دبي على الساحة الصحية الدولية، وأنها ولم تكتفِ بهذه الخطوة. إذ تعمل ـ وبشكل متواصل – على تحديث منشآتها الطبية وتزويدها بأفضل التقنيات والحلول الذكية، ورفدها بنخبة من الكفاءات والعقول المتميزة في مختلف التخصصات.
وبدوره قال الدكتور أمين الأميري وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن الإضافة النوعية والأخلاقية التي حققتها الدولة في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية،.
تطبيقاً للمرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2016، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، لمواكبة أحدث المعايير الصحية الدولية، تحقيقاً لطموح دولة الإمارات كي تكون نموذجاً يحتذى به على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأوضح أن زراعة الأعضاء تشكل حلاً مستداماً لعدد كبير من المرضى خاصة المصابين بأمراض القلب والفشل الرئوي والتليف الكبدي والفشل الكلوي، كما يساهم البرنامج في تعزيز ثقافة التبرع بين سكان الإمارات وتحسين صحة المرضى في إطار توفير البيئة التشريعية الملائمة والإمكانات الداعمة لنجاح زراعة الأعضاء وفق أرقى الممارسات العالمية ووضع السياسات والإجراءات والبروتوكولات الطبية.
قالت الدكتورة منى الرخيمي رئيس شعبة أمراض الكلى في جمعية الإمارات الطبية ـ رئيس المؤتمر:
إن المؤتمر يُعد منصة ذات أهمية كبيرة في تبادل المعارف والخبرات لأخصائي الرعاية الصحية لتطوير أنظمة التبرع بالأعضاء الوطنية السليمة في الإمارات ودول الشرق الوسط، وإن الحدث يهدف إلى تعزيز أفضل الممارسات وتبادل الخبرات في علم التبرع عبر المجتمعات العالمية وتثقيف المهنيين في مجال التبرع المتقدم وتطوير مهاراتهم وتعريفهم بالشبكات التي تدعم التبرع وتحسين زراعة الأعضاء حول العالم.
البيان