كشف فيلم وثائقي تمّ عرضه مؤخراً في الصين، وتحديداً في مركز شنغهاي الفنّي، عن أسرار صناعة نسيج الكشمير الفاخر. يحمل هذا الفيلم توقيع المخرج لوك جاكيه الحائز على جائزة أوسكار، مدته حوالي 20 دقيقة، عنوانه “الكشمير: مصدر هذا السرّ”، وهو يقدّم صورة واضحة عن مربّي الماعز في منغوليا الذين يقدّمون للعالم أفخر أنواع الكشمير.

– إنتاج محدود في ظروف مناخية قاسية:
يعيش مربّو ماعز الكشمير حياة رُحّل في ظروف مناخيّة وحياتيّة صعبة جداً ليتمكّنوا من إنتاج أندر أنواع الأنسجة على كوكبنا. قصّتهم تُبرز تناقضاً كبيراً بين هذا النسيج الفائق النعومة والظروف المناخيّة الصعبة التي ترافق تصنيعه. وتشير الدراسات أنه كلما ازدادت قساوة الطقس زادت نعومة الكشمير الذي يتمّ إنتاجه.

إن الكساء الخارجي لهذا النوع من الماعز يعمل كعازل خارجي يحجب عنها المطر، الغبار، وحرارة الشمس. ولكن تحت هذا العازل نجد طبقة من الصوف الناعم تتمتع بدورها بمفعول عازل إنه الكشمير. وفي كلّ ربيع يقوم رعاة الماعز بحصاده عن طريق تمشيط الماعز برفق دون إلحاق أي أذى بالحيوان. وقد تمّ توثيق هذه العمليّة في فيلم جاكيه الذي ركّز على كيفيّة استخراج كرات الكشمير وتحويلها إلى معاطف، كنزات، أوشحة، سترات، وقفازات. والجدير ذكره في هذا المجال أن كلّ عنزة لا تستطيع إنتاج أكثر من 150 غراماً من الكشمير الخام كل عام. وقد قال مخرج الوثائقي في هذا المجال: “كان لنا فرصة ومسؤولية التعامل مع هدية الطبيعة في هذا المجال، فهذه الألياف الطبيعيّة تأتي وليدة عمل أجيال وتبني علاقات إنسانيّة بين الرعاة، المنتجين، والمزارعين بهدف الوصول إلى منتج صديق للبيئة وذات نوعيّة عالية جداً”.

– منتج صديق للبيئة:
في العقود الماضية، سجّل عالم الموضة ارتفاعاً في الطلب على صناعة الكشمير رغم ندرته. ولذلك تمّ العمل بالتعاون مع جامعات متخصصة في الهندسة الزراعية على تطوير برامج في منغوليا تساعد منتجي الكشمير على تحسين كميّة ونوعيه الإنتاج بشكل تدريجي دون الابتعاد عن طابعها الصديق للبيئة.

وقد نجح هذا الفيلم في إلقاء الضوء على مصدر صوف الكشمير وظروف تصنيعه المرتبطة ببراعة ومثابرة الإنسان من جهة وبكرم الطبيعة الأم من جهة أخرى. ويقول المخرج جاكيه في هذا المجال: “عندما نفهم أن الطبيعة تقدّم لنا هذه الهديّة، وأن قوة وصبر الإنسان هي التي تساهم في وصولها إلينا سنتطلّع إلى هذه الخامة الفاخرة والنادرة بطريقة جديدة. وهذا ما يجعلنا نعي أننا نعيش في عالم ثمين علينا العمل جاهدين للمحافظة على ثرواته”.

– ما لا تعرفونه عن الكشمير:
يتميّز الكشمير بكونه من أنواع الأقمشة الأكثر نعومة رغم تركيبته الصوفيّة، إذ يتمّ تصنيعه بطريقة متقنة لا تتسبب بأي حساسية للبشرة. وهو قادر على توفير حماية من البرد القارس توازي 6 أضعاف الأقمشة الشتويّة الأخرى، حتى في حالات الانخفاض الشديد في الحرارة الذي يصل إلى أقل من 40 درجة تحت الصفر. وهو من الأقمشة المتينة جداً كونه لا يتأثّر بالعوامل الخارجيّة كالظروف المناخيّة ومرور الوقت. كما أن جودته العالية تعود إلى أليافه المترابطة ببعضها البعض مما يجعله لا يتمزّق أو يتضرر بسهولة.

 

 

العربية.نت