نعى كبار المثقفين المصريين سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رحمه الله، معربين عن عميق حزنهم لرحيل الشيخ ذي الأيادي البيضاء على الثقافة والتراث العربي.
وقال الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق: «تلقيت الخبر وأنا في حالة من الصدمة، فرحيله مفجع لنا جميعاً».
وأضاف حسني لـ«الاتحاد» أن سمو الشيخ سلطان بن زايد كان ذا همة ونشاط كبيرين في الاهتمام بالتراث في الإمارات العربية المتحدة، وفي بقية دول الوطن العربي، واصفاً مساهماته وجهوده في الحفاظ على الثقافة العربية ومكانتها بالكبيرة.
وأكد فاروق حسني أن أنشطة سمو الشيخ سلطان بن زايد الثقافية في مصر والعالم العربي ستظل تؤتي ثمارها حتى بعد رحيله. الإسهامات الثقافية في مصر لسمو الشيخ سلطان، رحمه الله، كانت متعددة، فعلى مدار 16 عاماً يشارك المركز في الأحداث الثقافية آخرها كان الوجود البارز لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب.
من جانبه، تلقى الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، خبر رحيل سمو الشيخ سلطان بن زايد، بأسى شديد وحزن عميق، لما له من معرفة شخصية بالراحل، وقال لـ«الاتحاد»: «جمعتني به معرفة خاصة، منذ أن كنا شباباً، وعشت معه في لندن والإمارات، فقد كان شخصية رقيقة، متميزة، ومتواضعة».
ووصف الفقي إسهامات سمو الشيخ سلطان بن زايد في الحفاظ على الثقافة العربية، بالمؤثرة: «سمو الشيخ سلطان بن زايد كان حريصاً على نشر الثقافة، والحفاظ على التراث على مستوى الوطن العربي بأكمله وليس في دولة الإمارات فقط، وكانت جهوده في مصر ملموسة».
وكان مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام قد نظم ندوة مشتركة مع مكتبة الإسكندرية في مارس الماضي، واتخذت الندوة دولة الإمارات نموذجاً لتطبيق التسامح والتآخي والتعايش بسلام. وكانت آخر رسائل سمو الشيخ سلطان بن زايد في تلك الندوة، واشتملت الرسالة على كلمات رقيقة في حق مصر، وكان ضمن نص الرسالة: «نحمل لكم كل الحب والمشاعر الطيبة، فالإماراتي لا يشعر أبداً أنه في أرض غريبة عندما يأتي إلى مصر، فهي وطننا الثاني، فمصر هي العمود الفقري للأمة العربية».
وقدم الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، التعازي ببالغ الحزن وعميق الأسى إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في وفاة سمو الشيخ سلطان بن زايد، وقال لـ «الاتحاد»: «نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ونسأل الله أن يلهم أهله، وأصدقاءه ومحبيه وشعب الإمارات الشقيق، وكل الشعوب العربية، الصبر والسلوان».
وأكد عبد الهادي أهمية الدور الذي أولاه سمو الشيخ سلطان بن زايد للقراءة والكتاب، حيث حرص المركز الثقافي الذي يحمل اسمه على المشاركة في كل معارض الكتب في مصر.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق: «نحن المثقفين المصريين نحمل الكثير من الحب والاحترام في قلوبنا للشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ولهذا فإن تعازينا في سمو الشيخ سلطان بن زايد ليس قاصرة على كونه رجلاً محباً للثقافة والتراث العربي، وإنما في الأساس لكونه ابن الشيخ زايد الذي يقدره كل المصريين».
وتمنى عصفور أن تستمر أنشطة الشيخ سلطان التراثية حتى لا يشعر محبوه بفقدانه، فمهرجان سلطان بن زايد التراثي، ومركزه الثقافي، سيظلان يشهدان على تقدير الراحل للثقافة العربية.

الاتحاد