دخلت الاحتجاجات اللبنانية المندلعة منذ ما يزيد على الشهر إلى مرحلة جديدة، وأطلق الناشطون دعوات للإضراب العام غداً الاثنين، في وقت استمرت أمس التظاهرات في الميادين الرئيسية بعد يوم جمعة حاشد احتفل فيه اللبنانيون على طريقتهم بذكرى الاستقلال.. بينما احتدمت بشكل قوي خلافات القوى السياسية، ودعا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة الأطراف إلى المشاورات النيابية والإسراع في تشكيل الحكومة، محذراً بأن لبنان لن يحتمل الفراغ أكثر من هذه المدة، في وقت استمر حزب الله ببث سمومه، واضعاً متاريس جديدة أمام أي تقارب بين الكتل اللبنانية لتجاوز الأزمة الحالية، متهماً أطرافاً لبنانية بـ«العمالة».
تحذير
وإنطلقت مسيرات طلابية صباح أمس في مناطق بمحافظات طرابلس وعكار حيث رفعت شعارات الثورة وأغلقت مداخل المدارس التي فتحت أبوابها.وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات إلى إضراب عام غداً الإثنين .
وفي العاصمة بيروت أوضحت غرفة التحكم المروري عبر تويتر أن كل الطرقات ضمن نطاق بيروت سالكة وكذلك في البقاع.
وأشارت الى أن كل الطرقات ضمن نطاق الشمال ومن الجنوب باتجاه بيروت سالكة أيضا.
من ناحيته حذر السنيورة من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، قائلاً: «لبنان يشهد أوضاعاً اقتصادية ومالية شديدة الحساسية»، لافتاً إلى ضرورة الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية تمهيداً لتشكيل حكومة بعد استقالة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري.
واعتبر السنيورة أن اتهام الحراك بالعمالة والخيانة افتراء، مضيفاً أنه «لا يمكن انتظار المساعدة من الخارج إن لم يقم المسؤولون بما هو مطلوب منهم». وأوضح أن رئيس الحكومة يجب أن يكون ممن لديه الخبرة في العمل السياسي، على أن يكون الوزراء من اختصاصيين.
وشدد السنيورة على أن «المهم الآن هو وضع لبنان في الاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى أن الأمور تعالج من خلال الالتزام بالدستور.
وأضاف أن العامل الأساس في الاقتصاد هو الثقة باليوم والغد. وقال: «نشهد انخفاضاً في النمو الاقتصادي منذ العام 2011، ومعالجة العجز الاقتصادي تكون بقرارات سياسية لاستعادة الثقة».
وكان نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، اتهم مجدداً أطرافاً لبنانية بالعمالة للخارج، واعتبر أن المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هي أمريكا، لأنها تريد حكومة على شاكلتها. وقال قاسم إن واشنطن تتحرك في الخفاء، وتفرض شروطها، وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها.
البيان