اعتبر أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية، اليوم الاثنين، الإعلان الأميركي حول شرعية المستوطنات الإسرائيلية تطوراً بالغ السلبية، ووصفه بأنه” تحول مؤسف في الموقف الأميركي نشك في أن الإدارة الحالية تقدر تبعاته وآثاره على المدى الطويل حق قدرها”.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، وقال أبوالغيط إن مبعث الاجتماع هو هذا الإعلان المرفوض شكلا وموضوعا.

وأضاف أبو الغيط: “لا نقول هذا الكلام لأن الإعلان يُغير شيئاً من وضعية المستوطنات بوصفها كياناتٍ غير شرعية ولا قانونية.. فالقانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله، وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها.. والاحتلال الإسرائيلي يظل احتلالاً مداناً من العالم أجمع.. والاستيطان يظل استيطاناً، باطلاً من الناحية القانونية.. وعاراً على من يمارسه أو يُقر به من الزاوية الأخلاقية”.

وأوضح أبوالغيط قائلاً “ما يُثير الانزعاج حقاً في شأن هذا الإعلان هو تأثيره السلبي على أي أفق لتحقيق السلام في المستقبل.. إن الإقرار بشرعية الاستيطان يعني ضمنياً إقراراً بواقع الاحتلال.. فعلى أي شيء يتفاوض الفلسطينيون مع الإسرائيليين إذن، إن لم تكن هناك أرض محتلة، أو مستوطنون مغتصبون للأرض؟”.

وقال: “إننا ندين بأشد العبارات هذا الإعلان المؤسف الذي يضرب عرض الحائط بفكرة القانون الدولي ذاتها، “وندعو كافة دول العالم إلى التصدي لمثل هذا النهج، ونُرحب بحالة الإجماع الدولي المناهض للإعلان الأميركي والتي تشكلت تلقائياً بعيد الإعلان، وعبرت عنها جلسة مجلس الأمن المنعقدة في 20 نوفمبر الجاري، حيث أكدت الدول الأربعة عشر الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة، أن الاستيطان يُمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي. وتلت مندوبة المملكة المتحدة، نيابة عن الدول الأوروبية، بياناً واضحاً في هذا الصدد”.

بدأت بعد ظهر اليوم الاثنين بمقر الجامعة العربية أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم بناء على طلب فلسطين لبحث كيفية مواجهة القرار الأميركي الأخير بشرعية المستوطنات.

الاتحاد