قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن موسكو تسعى قبل نهاية هذا العام إلى تجديد معاهدة «ستارت» النووية مع الولايات المتحدة، والتي تعد المعاهدة الأخيرة المتبقية بين موسكو وواشنطن للحد من التسلح.
وأكد بوتين، في حديث مع قيادات الجيش الروسي ومسؤولين تنفيذيين في وزارة الدفاع، أنه يجب اتخاذ القرار بسرعة بشأن المعاهدة التي ستنتهي صلاحيتها قريباً، وسط موقف مبهم من واشنطن حتى الآن.
وقال بوتين «روسيا مستعدة لتجديد معاهدة ستارت الجديدة دون تأخير، وفي أسرع وقت ممكن قبل نهاية هذا العام».
وأضاف «يمكنني أن أعلن هذا رسمياً حتى لا تظهر لاحقاً تفسيرات مزدوجة لموقفنا».
تخلت روسيا والولايات المتحدة عن معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التي تعود إلى الحقبة السوفييتية هذا العام، وألقتا باللوم على بعضهما بعضاً في إنهائها.
كانت تلك المعاهدة تعتبر بمثابة حجر زاوية للأمن العالمي، وأثار التخلي عنها مخاوف من بدء سباق تسلح جديد. وقد سعى بوتين، الخميس، لمناقشة «تدابير للرد على أخطار محتملة» مرتبطة بالانسحاب الأميركي من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى.
ولم تبدِ واشنطن أي اهتمام يذكر بالالتزام بمعاهدة «ستارت» الجديدة لخمس سنوات أخرى بعد انتهاء صلاحيتها في فبراير 2021، مشيرة إلى الرغبة في تخطي القيود الثنائية.
ومعاهدة «ستارت» الجديدة التي وقعها الرئيسان السابقان باراك أوباما وديمتري ميدفيديف عام 2010 خلال فترة أكثر دفئاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، يُنظر إليها على أنها المعاهدة النووية الرئيسة الأخيرة القائمة التي تحافظ على ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا دون ما كانتا عليه خلال الحرب الباردة.
وتلزم المعاهدة الجانبين بتخفيض عدد قاذفات الصواريخ النووية الاستراتيجية إلى النصف، وبإنشاء نظام تحقق جديد للأسلحة النووية.
وجاء تعهد بوتين بتجديد المعاهدة بعد يوم من عقد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي جلسة الأربعاء حول أهمية المعاهدة.
وحذّرت النائبة السابقة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي الدبلوماسية الأميركية روز غوتيمولر من أن «الأمور يمكن أن تتغير بشكل جذري وسريع» من دون المعاهدة، ما قد يؤدي إلى «أزمة استراتيجية» للولايات المتحدة.
الاتحاد