يرى المخرج والممثل المسرحي أيمن الخديم أنّ المسرح في الإمارات متطوّرٌ وحصد جوائز لافتة، مؤكّداً أن وراء ذلك إيمان الدولة بأهمية هذا الفن، باعتباره «أبو الفنون»، ولذلك فقد استثمرت القيادة الرشيدة والحكّام في الإمارات هذا الفن الأصيل في أن يكون جزءاً من المجتمع، بل ومنذ بواكير الطلبة في ما يعرف بالمسرح المدرسي، والمسرح الجامعي، وفي كلّ الأنواع التي تكرّست فنّاً حضارياً راقياً له جمهوره ورواده وحضوره على مستوى الخليج والعرب.
ويذكر الخديم أمثلة هذا التطور في حقل المسرح في كلٍّ من الفجيرة والشارقة، حيث تقوم هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بدعم المسرح في الفجيرة وتفعيله بفضل جهود رئيس الهيئة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، أما في الشارقة فقد غدا المسرح فعلاً مؤسسياً وجامعاً لأكثر من نوع، بفضل الدعم المباشر لصاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كتب مؤلفات قيّمة في المسرح، ووجه بدعم هذا الفن، الذي غدا حاجة ضرورية للمجتمع لا غنى عنها، بسبب ما يطرحه من قضايا وما يركز عليه من ثيمات ومواضيع يحتاجها الناس، لدرجة أننا ما إن ننتهي من مهرجان مسرحي حتى ندخل في آخر، وهو ما ينسحب على كلّ أنواع الفنون والأدب وباقي الحقول المعرفيّة والثقافية بشكلٍ عام.
ويلفت الخديم، في حديثه عن معوقات المسرح الإماراتي، إلى اتجاه فنانين إلى الشاشة الصغيرة والأعمال التلفزيونية، مؤشراً على الحاجة إلى أن يزداد انخراط الشباب في المسرح، من خلال جولات ميدانيّة لكشف مواهب جادة سيكون لها شأن في المسرح الإماراتي. أما المسألة البارزة في ديمومة العمل المسرحي والفرق الإبداعية في هذا المجال فهي توفير الدعم المالي للمشتغلين بالمسرح.
ويرى الخديم أنّ اكتشاف المواهب في مرحلة عمريّة مبكّرة أمرٌ سيعود بالخير على الموهوبين في تكريسهم فنانين ناضجين، ذاكراً أنّه وعلى المستوى الشخصي اكتشفت موهبته في التمثيل عام 2002، بتشجيع من والده الذي جعله يشارك في ورشة مسرحية مع المخرج العراقي محمود أبو العباس بجمعية دبا للثقافة والفنون، ليشارك بعد ذلك في أول عمل مسرحي بعنوان «الساحل وجنى الصّاج»، أمّا أوّل عمل له كمخرج فكان في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي من خلال مسرحيّة «بحسن نيّة»، من تأليف عبدالله مسعود.
وحول اتجاه الفنان الإماراتي إلى التلفزيون والسينما باعتبارهما حقلين أثّرا على المسرح، يعزو الخديم ذلك إلى إيمان الممثلين والمخرجين بأنّ «المسرح ما يوكّل عيش!»، خصوصاً وأنّه فنٌّ جماعي ويحتاج إلى وقت كبير قد يستغرق فيه العمل الواحد أكثر من أربعة أشهر، بعكس العمل في التلفزيون، يُضاف إلى ذلك قلّة عدد مرتادي المسرح من الجمهور قياساً إلى جمهور ومتابعي التلفزيون.
يشار إلى أن الفنان أيمن الخديم عُرف ممثلاً مسرحياً في عدد من الأعمال عام 2002، قبل أن يخوض تجربة الإخراج، كما عرف بطاقته ودافعيّته للبحث والمعرفة والتميّز في المسرح. شارك في أكثر من عشرين عملاً مسرحياً، وخمسة أعمال تلفزيونية، وهو بطل الفيلم الإماراتي ليزا، وأخرج سبعة أعمال مسرحية من أبرزها «صدأ» التي فازت بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان شرم الشيخ، ومسرحية «عجوز.. إن» التي لقيت قبولاً كبيراً من الجمهور حين عرضت في مهرجان المسرح الخليجي للشباب في دورته العاشرة بدولة الكويت، وهو حاصل على جائزتي أفضل إخراج، في المهرجان الجامعي بالإمارات ومهرجان مسرح الشباب الخليجي بالكويت عام 2012.
الاتحاد