تمكنت الشابة المواطنة فاطمة البستكي، من إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص تعرّضوا لأزمات صحية حادة مفاجئة، كادت تودي بحياتهم، إلا أن القدر شاء أن تكون بجانبهم، لتقدّم لهم الإسعافات اللازمة إلى أن يتجاوزوا مرحلة الخطر، وكرّمتها مؤسسات رسمية ومجتمعية خارج الدولة وداخلها تقديراً لدورها الإنساني.
وروت فاطمة، طالبة الطب في إيرلندا، لـ«الإمارات اليوم» مواقف عدة، فرضت عليها التدخل لإنقاذ حياة مرضى كانت حياتهم على المحك، منها إنقاذ حياة مسافر على متن طائرة تعرض لأزمة قلبية، إذ تدخلت لمساعدة طاقم الطائرة في إسعافه وإنقاذ حياته، كذلك أسهمت مع إحدى زميلاتها في مساعدة شخص كان يعاني نوبة صرع سقط في أرضية مطار دبي وكان ينزف حتى وصول الإسعاف.
ويأتي آخر المواقف الإنسانية للبستكي في إيرلندا، إذ فوجئت أثناء عودتها من التدريب في مستشفى برجل مُسن ينزف في محطة المترو، بصحبة زوجته، وتبين أنه سقط من ارتفاع طابقين أثناء نزول السلالم، الأمر الذي دفع فاطمة إلى التدخل وتقديم كل الإسعافات اللازمة له، والعناية الطبية بجروحه، على مدار ساعتين، إلى أن جاءت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى.
وتابعت «بعد مرور فترة على مساعدته، وجدته يطلب زيارتي، ليفاجئني بتكريم منه ومن عائلته وسكان الحي الذي يسكن فيه، كما كرمتني الكلية برسالة شكر، تقديراً لجهودي المبذولة في المبادرة الإنسانية لمساعدة الرجل المُسن، بينما كان المارة يكتفون بتجاهل الموقف».
وقالت إن دراسة الطب حلم راودها منذ الصغر، منذ معايشتها لتجربة إصابة جدتها بمرض سرطان المخ، والآلام التي عانتها، في ظل عجز الأطباء وقتها عن تقديم العلاج المناسب، إذ ألهمتها دموع أمها على والدتها فكرة دراسة الطب، وإنقاذ حياة الآخرين وقت أزماتهم، الأمر الذي بدأ يتحقق حينما حصلت على منحة لإكمال دراستها في إيرلندا، في عمر 16 عاماً.
وذكرت أنها بحلول منتصف العام المقبل، ستكون قد أتمت دراستها، متمنية رد الجميل لبلادها، «التي قدمت لها الغالي والثمين، لتصبح نموذجاً مشرفاً لها داخل الدولة وخارجها».
وتطمح الطالبة المواطنة إلى إطلاق حملات توعية ضد الأمراض التي يمكن تداركها في المراحل المبكرة، بالإضافة إلى توفير خدمات تطعيم مجانية للأطفال في عيادتها المستقبلية، وتوفير خدمات طبية لكبار السن في منازلهم، لتخفيف عبء الطريق للمستشفى عليهم في الحالات البسيطة.
الإمارات اليوم