تواصل الإمارات تقديم العون والمساعدة إلى المتضررين والمحتاجين من أهالي جزيرة أرخبيل سقطرى التي تضررت جراء العاصفة المدارية المعروفة بـ«بافان» والتي ضربت الجزيرة مؤخراً وتسببت بأضرار كبيرة.
وشرعت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بتقديم يد العون والمساعدة لأهالي الأرخبيل عبر تسيير فرق إنقاذ برية وجوية إلى المناطق المتضررة وكذا إنقاذ المحاصرين جراء سيول الأمطار ونقلهم إلى أماكن آمنة. وسخرت المؤسسة مروحية إنقاذ من أجل إسعاف ونقل المصابين في المناطق المعزولة وإيصالهم إلى مستشفى خليفة بن زايد في الجزيرة من أجل تلقي العلاجات اللازمة.
وعملت الفرق الإغاثية التابعة للمؤسسة على فتح الطرقات الرئيسية التي أغلقتها السيول والصخور الكبيرة الواصلة بين مدينة حديبوه عاصمة الجزيرة وبقية المناطق السكنية في أطراف الجزيرة، كما عملت المؤسسة على فتح مجارٍ لمياه الأمطار في عدد من الشوارع والأحياء السكنية وإزالة الحواجز الترابية من أجل تصريف المياه باتجاه البحر.
وأفاد مسؤولون إغاثيون في سقطرى لـ«الاتحاد» بأن مؤسسة خليفة الإنسانية أطلقت خطة طارئة من أجل إغاثة المنكوبين والمتضررين جراء عاصفة «بافان» التي اجتاحت الجزيرة مؤخراً، موضحين أن الفرق الإغاثية والإنسانية شكلت غرفة طوارئ من أجل إنقاذ المنكوبين ومساعدة الأهالي والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء سوء الأحوال الجوية.
وأشار مسؤولون محليون في أرخبيل سقطرى إلى أن الأمطار الشديدة المصحوبة بالرياح تسببت في أضرار كبيرة في عشرات المنازل السكنية والخدمات الرئيسية، موضحين أن عدداً من الطرقات الرئيسية التي تربط مركز المحافظة بمناطق سكنية أخرى قطعت، ما أدى إلى عزلها بشكل كلي ويجري حالياً إصلاح تلك الطرقات للوصول إلى الأهالي وتقديم المساعدات العاجلة لهم. وأضافوا أن المستشفيات والمراكز الصحية استقبلت عدداً من المصابين إلا أنه لم تسجل أية حالة وفاة، موضحين أن الجهود تبذل بمساندة الأشقاء في السعودية والإمارات من أجل فتح الطرق وإيواء المنكوبين.
وقال أمين عام جمعية شباب أرخبيل سقطرى‏ مبارك سالم بن حمدين إن مؤسسة خليفة الإنسانية باشرت عملها الإنساني على قدم وساق بعد أمطار متواصلة شهدتها الجزيرة على مدى ثلاث ليالي، موضحاً أن الأشقاء سارعوا في نقل المرضى والمنكوبين في المناطق المعزولة جراء الطرقات المنقطعة جراء السيول إلى جانب الوصول إلى المناطق المتضررة ومد يد العون لهم عبر التخفيف عنهم، خصوصاً عقب انقطاع شبكات الاتصالات المحلية وعدم القدرة على التواصل معهم. وقدم الشكر والتقدير للفرق الميدانية التابعة لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الذين يبادرون طوعياً من أجل مد يد العون والمساعدة لكل المحتاجين في أرخبيل سقطرى، خصوصاً في الأوقات الصعبة.
وأشاد الإعلامي السقطري محمد سعيد محيميد بـ«الاستجابة الإنسانية من قبل مؤسسة الشيخ خليفة الإماراتية التي تأتي استشعاراً للمسؤولية الإنسانية في مد يد العون والمساعدة لأبناء سقطرى في شتي النواحي في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها».
من جانبه أكد المهندس مبارك جمعان باحويرث مدير كهرباء قلنسية أن فريقاً فنياً تمكن بدعم من مؤسسة خليفة من إصلاح الأضرار التي نتجت عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجزيرة خلال الأيام الماضية، موضحاً أن خدمة الكهرباء عادت إلى العمل بشكل متواصل دون انقطاع من أجل التخفيف من معاناة المواطنين الذين يمرون بأوضاع استثنائية جراء الأحوال الجوية المتقلبة.
وأضاف باحويرث أن الأشقاء في دولة الإمارات يولون اهتماماً كبيراً في دعم كهرباء قلنسية عبر توفير كل الاحتياجات من قطع غيار ووقود من أجل ضمان وصول هذه الخدمة لمنازل المواطنين دون انقطاع. وحظيت التحركات الإماراتية بإشادة كبيرة من أهالي جزيرة سقطرى الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم للجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذل من أجل التخفيف من تأثيرات العاصفة المدارية التي تسببت بأضرار كبيرة في ممتلكاتهم والخدمات الرئيسية الواصلة إليهم.
وأعادت الجهود الإنسانية التي بذلتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في إعادة فتح طريق رئيسي في أرخبيل سقطرى عقب الأضرار التي لحقت به جراء السيول.
ويعد طريق عقبة حيبق الرابط بين مطار سقطرى الدولي والمناطق الغربية والجنوبية ومدينة حديبوه عاصمة الجزيرة أحد أهم الطرقات الرئيسية، حيث أدت السيول التي خلفتها الأمطار المصاحبة لعاصفة بافان المدارية إلى إغلاق الطريق وعزل المناطق السكنية بشكل كلي.
وسارعت مؤسسة خليفة الإنسانية إلى تكثيف جهودها الإنسانية وتقديم دعم سريع لأجل إعادة فتح الطريق بعد انقطاع دام 6 أيام، حيث عملت الآليات الثقيلة على رفع الانهيارات الصخرية التي تسببت في إغلاق الطريق وتعبيده من جديد من أجل مرور مركبات المواطنين والواصلين إلى مطار سقطرى وباقي المناطق الرئيسية في الجزيرة.

الاتحاد