بدأت هيئة الصحة في دبي، باستخدام منصة خدمات افتراضية، تقيم الحالة الصحية وتتوقّع الأمراض المحتملة، وتوفر تقريراً مفصّلاً عن الحالة، وكيفية الوقاية من الأمراض الوشيكة.

ويمكن للمنصة، عن طريق المعلومات المدخلة، تكوين «توأم رقمي»، بمواصفات المريض نفسها، بهدف تحفيزه صحياً، ومساعدته على معرفة طريق الشفاء، إضافة إلى مميزات أخرى وقدرات عالية، منها إمكان استخدام خاصية الدردشة الفورية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تصنيف الحالات والتشخيص في أي وقت، وعند بُعد.

والتوأم الرقمي هو نسخة إلكترونية طبق الأصل لكائن حي أو آلة أو أجزاء منهما، ويربط الجسم بنسخته الإلكترونية الافتراضية بطريقة تسمح بنقل البيانات بين الجزأين، للحصول على نسخة طبق الأصل تستجيب للعوامل الخارجية وتتفاعل معها بطريقة مطابقة لما يقوم به الأصل.

ويمكن، بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، إجراء نسخ وتكوين توائم رقمية للكائنات والبرامج والناس والأماكن والأنظمة المختلفة.

وتفصيلاً، أكد مدير مكتب إدارة المشاريع، في الهيئة، الدكتور محمد الرضا، لـ«الإمارات اليوم»، أن الهيئة توثق آخر التقنيات والتجهيزات في المجال الطبي، من خلال فريق مسرعات المستقبل، الذي يضم نخبة من المتخصصين. كما تقيم احتياجاتها لها، من خلال اللقاءات المباشرة والاجتماعات مع المسؤولين في مختلف القطاعات.

وقال إن الركيزة الأساسية في أعمال التحضير وتحديد التخصصات التي ستزودها بالحلول الذكية، هي استراتيجية الهيئة ومنهجيتها وأهدافها. وفي مقدمة هذه الأهداف: رفع مستوى جودة الخدمات الطبية، وتحقيق مزيد من رضا المرضى، مشيراً إلى إدخال الهيئة تقنيات مبتكرة وحلولاً علاجية ذكية، ضمن برنامج «مسرعات دبي للمستقبل»، مثل الروبوتات، وعلم الجينوم، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحسابات المالية، ومحاكاة الطبيعة، والتكنولوجيا الحيوية.

وشرح الرضا أن الهيئة ركزت، خلال الدورات الثلاث الأولى للمسرعات، على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ حددت سبعة مسارات رئيسة لإنجاز أهدافها، تضمنت الأطراف الاصطناعية، وخدمات طب الأسنان، والتخطيط الجراحي، والتعليم الطبي، إلى جانب الأجهزة الطبية، وأعضاء الجسم، والأدوية.

وتابع أن الهيئة حرصت، خلال الدورة الرابعة، على امتلاك منصة الذكاء الاصطناعي الطبي، (AI Platform) التي تتسم بقدرات فائقة في تفهم حالة المرضى، وتشخيصها. وتمثل أبرزها في جهاز «البنكرياس الاصطناعي»، شارحاً أنه «يتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي أية حالة انتكاس محتملة للمريض، باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال إعطائه جرعات (Dextrose) أو (انسولين) حسب الحاجة، فيما تتولى كبسولة ذكية متابعة القراءات الحيوية بأحدث الطرق العالمية، من دون مساعدة الطبيب أو الممرض، عبر التطبيق الإلكتروني المصاحب لها».

وأضاف: «تسهم الكبسولة في الوقاية من الأمراض المزمنة، والاكتشاف المبكر لداء السكري، والمحافظة على اللياقة البدنية، والتعرف إلى مكان الألم، فضلاً عن خاصية التطبيب عن بُعد، والتعرف إلى الأنماط الخاصة لحالة كل مريض وطرق العلاج المثلى. فضلاً عن قدرتها على تقديم نصائح طبية للمرضى».

كما عملت على توفير الخدمات الإكلينيكية عن طريق منصة الخدمات الافتراضية، التي تقيم الحالة الصحية وتتوقع الأمراض المحتملة، وتوفر تقريراً مفصلاً عن الحالة وكيفية الوقاية من المضاعفات.

وذكر الرضا أن الدورة الخامسة من المسرعات شملت مجالات الأشعة وجراحات الدماغ والعمود الفقري، وفحوص الدم لدى النساء الحوامل والأجنة، وفحوص المؤشرات الحيوية والدقيقة، من خلال مجموعة من الاتفاقات بينها وبين شركات رائدة عالمياً في صناعة وإنتاج التجهيزات الطبية الذكية، ووسائل الفحوص المتطورة.

وأكد الرضا أن برنامج «مسرعات دبي المستقبل»، يُعد أحد أهم البرامج المبتكرة في دبي، إذ يتميز عن غيره من البرامج في أنه يركّز على تطوير واستخدام المنتجات والنماذج الأولية المستقبلية على مستوى المدينة بالكامل، وهو ما لا يتوافر في أي برنامج آخر، لذلك يمثل البرنامج أهمية قصوى للهيئة، وهي تستند إليه لتحقيق التحولات المطلوبة في القطاع الصحي.

وأكد أن البرنامج ساعد الهيئة في تنفيذ برامجها التطويرية الخاصة بامتلاك أفضل التقنيات والحلول الذكية، التي توظف حالياً بشكل مثالي في تقديم أفضل الخدمات الطبية، بأبسط الطرق والإجراءات، إذ تأتي مؤسسات وشركات رائدة في التكنولوجيا الحديثة إلى دبي، حيث تتوافر منصة رحبة للمناقشات والمداولات، والاختيار بين ما هو أحدث وأفضل للهيئة، ومعرفة آخر ما وصل إليه العالم من التقنيات الذكية.

وتابع أن «البرنامج سرّع خطوات الهيئة في هذا الاتجاه، ووفّر وقتاً ثميناً لها في تحولاتها نحو المستقبل».

6 أجهزة

أفاد مدير مكتب إدارة المشاريع في هيئة الصحة بدبي، الدكتور محمد الرضا، بأن الهيئة استعانت أخيراً بستة أجهزة فائقة المستوى، لتحسين خدماتها الصحية. الأول هو «جهاز الملاحة الجراحية»، الذي يساعد أطباء جراحات الدماغ والعمود الفقري على تشخيص أي مشكلة صحية في الدماغ أو العمود الفقري، وتحديد موضع الجراحة بدقة، مجنباً المريض أي مخاطر محتملة في مثل هذه العمليات المعقدة. والثاني «جهاز الأشعة ثلاثي الأبعاد»، الذي يخص جراحات العمود الفقري، وهو يكفل الراحة والأمان للمرضى الخاضعين للعمليات، إذ لا يحتاج المريض إلى التنقل بين غرف الأشعة وغرفة العمليات، مع وجود جهاز الأشعة ثلاثي الأبعاد داخل غرفة الجراحة. والثالث جهاز «ذراع الروبوت الآلي»، الذي يستخدم في جراحات العظام والعمود الفقري. وهو يساعد الأطباء في تحديد موضع العملية الجراحية المطلوبة بدقة. والرابع جهاز «القياس الذكي»، وهو في حجم كف اليد، مخصص لقياس ستة مؤشرات حيوية من دون استخدام وصلات. ومن المؤشرات التي يرصدها تخطيط ونبض القلب، والحرارة، ونسبة السكر في الدم، ومعدل الأوكسجين في الجسم. والجهاز الخامس «تقنية فحص الدم»، وهو يمثل خطوة مهمة داخل المنظومة التي تتبناها الهيئة للوقاية من الأمراض، ويمثل آخر ما جادت به التقنيات والوسائل الذكية لفحص دم النساء الحوامل والأجنة. وتمكن التقنية الجديدة الأطباء والمتخصصين من الاكتشاف المبكر لأي أمراض وراثية أو مشكلات صحية عارضة للأم والجنين، أو مشكلات في الأيض أو أمراض أخرى لدى الأم أو الجنين، ومن ثم منح الفرصة للأطباء للتعامل مع المشكلات أو الأمراض وتفاديها والحد من مخاطرها. والسادس جهاز «محاكاة الواقع»، وتتلخص مزاياه في ربط غرفة العمليات مباشرة بمجموعة الأطباء والمستشارين الذين يمكنهم المشاركة في إجراء العمليات عن بُعد، من خلال متابعة العملية خطوة بخطوة، وتقديم الاستشارة المطلوبة لضمان سلامة المرضى.

الامارات اليوم