شهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس، وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة، نظمها أبناء الحديدة ومجلس تهامة الوطني، بالتزامن مع وقفات أخرى في عدد من مدن الساحل الغربي المحررة تنديداً بالجرائم والانتهاكات، التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في ظل صمت الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث، ومرور عام كامل على اتفاقية استوكهولم من دون استجابة الميليشيا لوقف إطلاق النار أو تنفيذ أي من بنود الاتفاقية.

وفي تصريحات خاصة لـ«البيان» أشار رئيس مجلس تهامة الوطني، النائب البرلماني محمد ورق، إلى أن هذه الوقفة تأتي في إطار حملة شعبية متواصلة منذ أيام احتجاجاً على استمرار العمل باتفاقية استوكهولم المجحفة، التي استغلتها جماعة الحوثي لحشد المزيد من مقاتليها إلى مدينة الحديدة، ومواصلة زراعة الألغام واستهداف المدنيين بشكل متعمد.

وأوضح ورق أن الميليشيا استفادت من توقف الجبهات، وعملت على إعادة تمركز قواتها، في مخالفة صريحة للاتفاقية، التي تنص على خروجها وإخلاء المدينة وموانئها من تواجد المسلحين، لكن ما حدث هو العكس، والمؤسف أنه يحدث في ظل صمت وتجاهل الأمم المتحدة وعجزها عن ردع جماعة الحوثي أو إجبارها على تنفيذ التزاماتها.

وأضاف رئيس مجلس تهامة الوطني أن «هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار هبة شعبية لأبناء تهامة، وتنديداً بمرور عام على نكبة اتفاقية استوكهولم، التي ضاعفت من معاناة المدنيين، وفتحت المجال واسعاً أمام ميليشيا الحوثي لتمارس جرائمها من دون حسيب أو رقيب».

وأردف «بدأنا وقفاتنا هنا في عدن وفي عدد من مدن الساحل الغربي المحررة، وستتواصل خلال الأيام المقبلة وبزخم أكبر لتشمل مدناً يمنية أخرى وعواصم عالمية لإيصال صوت المقهورين والمضطهدين والمشردين إلى العالم».

خدعة

وقال ورق: كنا استبشرنا خيراً في البداية وتفاءلنا باتفاق استوكهولم، لنكتشف أنه مجرد خدعة كبيرة وفخ وقعنا فيه، فهذه الاتفاقية، التي لم تنفذ منها جماعة الحوثي بنداً واحداً حتى الآن، جاءت لتعاقبنا على سعينا لاسترداد بيوتنا ومدننا ممن نهبها واحتلها بقوة السلاح، وتكافئ الميليشيا الإرهابية على جرائمها، وتسلم لها رقاب سكان الساحل الغربي، الذين باتوا يعيشون تحت رحمة صواريخ الميليشيا الباليستية ومقذوفاتها وألغامها، التي حولت حياتهم إلى جحيم ورعب يومي تمارسه جماعة إرهابية، مستفيدة من هذا العجز الأممي عن إلزامها بتنفيذ ما وقعت عليه.

رسالة

وفي نهاية الوقفة، سلم المحتجون رسالة إلى مكتب المبعوث الأممي في عدن، مبلغين إياه احتجاجهم واستنكارهم الشديد لصمته عن ممارسات الميليشيا الإرهابية، وتمردها على قرارات الأمم المتحدة وبنود اتفاقية استوكهولم، موضحين أن ما يجري هو انحياز واضح للميليشيا الحوثية، ومساهمة في زيادة تأزيم الأوضاع وتعقيدها.

وبحسب ما يرى المحتجون فإن «التحيز الأممي هو الذي ساعد بالدرجة الأولى في إطالة أمد الحرب وجلب القتل والدمار للأبرياء، حيث مر عام على توقيع الاتفاق دون تحقيق أي تقدم يذكر في أي من ملفاته، وفي مقدمتها انسحاب مسلحي الجماعة الحوثية من مدينة الحديدة، وتسليم الموانئ والمؤسسات، ووقف إطلاق النار، والتي كان من المفترض أن تتم في الأشهر الأولى من توقيع الاتفاق».

البيان