ستكون الأنظار شاخصة اليوم نحو ملعب «كامب نو»، ليس لأنه يستضيف مواجهة الكلاسيكو الأهم في العالم بين برشلونة وغريمه ريال مدريد وحسب، بل لأن المباراة تترافق مع دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكاتالونيين، الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد.

وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر أكتوبر، ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كاتالونيا احتجاجاً على سجن تسعة قياديين انفصاليين، بين تسعة و13 عاماً، بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد عام 2017.

وستكون المباراة بشعار فض الشراكة من ناحية لصدارة الدوري التي يعتليها الفريقان بـ35 نقطة، مع تقدم برشلونة بفارق الأهداف، في المقابل أيضاً لفض شراكة الانتصارات التاريخية في الليغا خلال مواجهات الفريقين، حيث فاز كل منهما 72 مرة، وتعادلا 34 مرة، ويسعى كل فريق لأن يكون الفائزة بالمباراة الـ179 بينهما. وقبل مرحلة من دخول الدوري عطلة الأعياد، سيسعى الفريقان لحسم اللقاء والانفراد بالصدارة، مع أفضلية إحصائية لبرشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة أمام النادي الملكي في المباريات الست الأخيرة، بينها نصف نهائي الكأس الموسم الماضي.

كما أن عملاق كاتالونيا لم يسقط في الدوري على أرضه أمام ريال، منذ الثاني من أبريل 2016، حين خسر بهدف لجيرار بيكيه مقابل هدفين للفرنسي كريم بنزيمة ونجم يوفنتوس الإيطالي حالياً، البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وخلافاً لما كان عليه الوضع أواخر أكتوبر، فإن خسارة لقاء اليوم لن تشكل تهديداً لأي من المدربين، شرط ألا تكون بنتيجة مذلة.

بالنسبة لزيدان، الذي كان مهدداً بالإقالة قبل قرابة شهرين، مع الحديث أيضاً عن بديله المحتمل الذي أصبح الآن مدرباً لتوتنهام الإنجليزي، أي مدرب النادي الملكي السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، فإن «كرة القدم تنسى ما فعلته في السابق، لن أقول لكم إن ما قيل (عنه حينها) لم يؤلمني، لأنه آلمني، لكن ليس بإمكاني منع الناس من التعبير عن رأيهم».

بالنسبة لبرشلونة، تم ذِكر اسم مدرب المنتخب الهولندي، رونالد كومان، للعودة إلى الفريق مدرباً، بعد أن دافع عن ألوانه لاعباً بين 1989 و1995، ومساعد مدرب بين 1998 و2000.

وإذا كانت شائعات الإقالة في حينها مصدر إزعاج لفالفيردي، فإن مستوى الفريق في أرضية الملعب، خلال تلك الفترة، كان مصدر قلق حقيقي للمشجعين والمدرب على حد سواء، فبرشلونة فاز بمباراتين فقط من أصل الخمس الأولى.

وعلى مستوى اللاعبين، سيكون الغائب الأبرز عن ريال مدريد، النجم البلجيكي إدين هازارد، الذي عاد لتمارين صالة اللياقة، لكنه ليس قادراً على اللعب، كما سيغيب البرازيلي مارسيلو بسبب تجدد الإصابة. في المقابل، لا يعاني برشلونة غيابات بارزة، إذ سيكون أغلب اللاعبين وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروغوياني لويس سواريز، وكذلك الفرنسي غريزمان متوافرون للمدرب فالفيردي.

3 أمور سيتم الفصل فيها اليوم:

– يتساوى الفريقان في عدد النقاط في قمة «الليغا» بـ35 نقطة.

– كل فريق فاز في تاريخ «كلاسيكو الدوري» 72 مرة، وهذه المباراة رقم 179.

– نجما الفريقين كريم بنزيمة وليونيل ميسي يتساويان في عدد الأهداف بـ12 هدفاً.

ليونيل ميسي وبنزيمة في صراع «الهداف»

حوار آخر يجمع، اليوم، بين هدافي الفريقين، الأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسي كريم بنزيمة، إذ يتصدران معاً ترتيب الهدافين بـ12 هدفاً لكل لاعب، لكن مع تفوق ميسي في عدد المباريات، إذ سجلها في 11 مباراة، مقابل 15 لبنزيمة.

وكان بنزيمة قد استفاق بشكل لافت أخيراً، وأسهم في عودة الريال لقوته، بمساعدة من الوافد الجديد، البلجيكي إدين هازار، الذي عانى للتأقلم مع النادي الملكي، لكنه دخل تدريجياً في الأجواء قبل أن يتعرض، في أوائل الشهر الجاري، لإصابة في الكاحل ستبعده عن الـ«كلاسيكو».

في المقابل، ومنذ عودة ميسي من الإصابة، تمكن من استعادة صدارة الهدافين بسرعة كبيرة، وأسهم في استمرار برشلونة في القمة.

3000 رجل شرطة لتأمين المباراة

أعلنت السلطات المحلية في إقليم كاتالونيا، قبل يومين، أنه سيتم تخصيص نحو 3000 من رجال الشرطة، إلى جانب أفراد الأمن الخاص، من أجل تأمين الـ«كلاسيكو»، وذلك تخوفاً من حصول أي استهداف من الانفصاليين.

وأثارت الدعوة إلى التظاهر حول «كامب نو» المخاوف، وقال وزير الداخلية في حكومة كاتالونيا، ميشال بوخ، في مؤتمر صحافي، إن الشرطة «ستحمي المباراة ووصول المشجعين وأمنهم داخل الملعب وخارجه».

وأفادت المفوضة العامة للهيئة الإقليمية في كاتالونيا، أوجيني سالينت، بأن ما مجموعه 1000 شرطي من الشرطة الإقليمية الكاتالونية سيضاف إلى أفراد الأمن العام والخاص، ليرتفع العدد إلى 3000.

الامارات اليوم