كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، مساء اليوم الخميس، الوزير السابق والأستاذ الجامعي حسان دياب، بتشكيل حكومة جديدة بعدما حصد تأييد ما يكفي من النواب.
وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، في بيان «بعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى فخامة الرئيس (…) معالي الأستاذ حسن دياب لتكليفه بتشكيل الحكومة».
واستقبل الرئيس عون، في قصر بعبدا بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، الدكتور حسان دياب لإبلاعه قرار تكليفه بتشكيل حكومة. ثم خص عون، رئيس الوزراء المكلف بلقاء على انفراد.
عقب لقائه مع الرئيس عون، قال دياب (60 عاماً) إن الاستقرار السياسي والاقتصادي ضرورة قصوى، مضيفاً «جهودنا جميعاً يجب أن تتركز على وقف الانهيار واستعادة الثقة».
وتوجّه دياب، في كلمته، إلى البنانيين بالقول «إنني، ومن موقعي كمستقل، أتوجه إليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبرتم عن وطنكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية»، مؤكداً «أشعر أن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان».
وعلى مدى اليوم الخميس، أجرى عون مشاورات ملزمة مع النواب لاختيار رئيس وزراء جديد بعد أكثر من شهر ونصف على استقالة الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري على وقع غضب الشارع واحتجاجات تطالب بتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد.
وتقدم دياب على الدبلوماسي نواف سلام صاحب المركز الثاني، بحسب إحصاء رويترز ومحطات تلفزيونية محلية.
ونال دياب، وهو شخصية مستقلة لا ينتمي إلى أي حزب، تأييد 69 نائباً من النواب الذين شاركوا في الاستشارات.
وحجب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ونواب تيار المستقبل، الذي يتزعمه، أصواتهم عن دياب، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقان نجيب ميقاتي وتمام سلام مبديين اعتراضهما على تسمية «سقطت بالمظلة».
يأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ شهرين ضد السلطة السياسية ويطالبون برحيلها.
ولا يعني تكليف دياب بتشكيل الحكومة أن ولادتها ستكون سهلة في بلد يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية. وعادة ما يستغرق تشكيل الحكومة أشهراً عدة للتوافق على تقاسم الحصص بين مكوناتها.

الاتحاد