حفل مهرجان الشيخ زايد بإقبال كبير من الجمهور منذ انطلاقته فهو منصة الفرح، حيث عمّر الكبار والصغار جنباته مقبلين على الأنشطة التي يحتضنها وتلائم كل أطياف المجتمع في ظل الأجواء الشتوية الدافئة، حيث إن نسخة هذا العام تتضمن فعاليات يحلّق معها الزوار في ظل أجواء تُعد ملاذاً ثقافياً وإبداعياً وتراثياً وحضارياً وتعليمياً في قالب تشويقي ممتع، نتيجة وجود عدد كبير من أجنحة الدول المشاركة، وهو ما يبرز جهود المهرجان في إبراز الموروثات الخليجية والعربية والعالمية، ومنذ البداية والجمهور يتوافد على الأحياء التراثية والشعبية وأماكن الترفيه، ومن ثم متابعة أنشطة نافورة الإمارات والانغمار في متابعة العروض الشعبية اليومية والمسيرة للدول المشاركة، وحرص الحضور على التقاط الصور التذكارية وتوثيق الحدث عبر وسائط التواصل الاجتماعي، كون المهرجان يمثل إطلالة على ما تكتنزه الحضارات من تاريخ عريق.
سيارات كلاسيكية
يقول طلال المرزوقي (زائر)، إن المهرجان له طابعه الخاص وأنشطته التي تجذب الجمهور من الفئات كافة، وإنه يحرص على حضور فعالياته منذ انطلاقته الأولى وفي ه
ذه الدورة تجول بالأجنحة العالمية التي تعرض الكثير من المنتجات التقليدية التي يبحث عنها الجمهور، لافتاً إلى أنه زار أيضاً منطقة السيارات الكلاسيكية والمعدلة «الوثبة كستم شو»، كما تابع عروض الرياضات الخطرة للشاحنات العملاقة والدراجات النارية وساحة تحدي الرماية بتقنيات الليزر الحديثة وعالم الأطفال الذي يجذب العديد من الزوار كونه يكتظ بالعروض المدهشة، موضحاً أن المهرجان يتمتع بمناظر خلابة للموروثات العالمية، وهو ما يبرز دور المهرجان في إبراز الجمال.
فلكلور عالمي
ولا تخفي عائشة النعيمي (زائرة) أن المهرجان بكل عناصره، يجمع الجمهور على حب الموروث الشعبي الأصيل، لذا تحرص على زيارته بشكل دائم في دورته الحالية التي تكتنز الكثير من الفعاليات الجاذبة للجميع، فالمهرجان رسخ لمكانته بين الدول خاصة أن العارضين الذين يحرصون على المشاركة في كل عام يغتنمون الفرصة لعرض منتجاتهم في حضور جمهور عريض متفاعل مع هذه المنتجات التي تعبر عن حضارات وموروثات الدول المشاركة، من دول الخليج والدول العربية ومن مختلف دول العالم، وترى أن المهرجان يتطور باستمرار، كما يضم فعاليات ثقافية وفلكلورية عالمية تسعد الجميع.
موروث شعبي
ويبين إبراهيم علي النيادي (زائر)، أن المهرجان له دور كبير في الحفاظ على الموروث الشعبي، بالإضافة إلى أنه يتضمن فعاليات تعليمية وتثقيفية وأن الجمهور حريص على حضور الورش المختلفة، فهو ملتقى يجمع كل أفراد المجتمع تحت مظلته، ويشهد في كل دورة إقبالاً جماهيرياً ضخماً، وأنه في كل عام يسجل نسب حضور كبيرة، وهذا الإقبال الواسع يعد من المكتسبات والإنجازات التي تعززها رسالة المهرجان، حيث تستقبل منصاته أعداداً ضخمة من الجمهور، خاصة وأنه يقدم فعاليات تعليمية تثقيفية ترفيهية عالمية تناسب الأعمار كافة.
ملتقى عالمي
ولا تخفي هنا سعد (زائرة)، أنها تشعر دائماً بالفرح كلما حضرت للمهرجان، بخاصة أنه حدث حضاري وتراثي وشعبي، وفي الوقت نفسه ملتقى عالمي يجمع الزوار من كل الجنسيات، كما أنه يضم عدداً ضخماً من الفعاليات والعروض العالمية، وهو ما يظهر حجم الحفاوة بالموروثات العالمية التي تجد مكاناً رحباً على أرض الإمارات ملتقى الحضارات، وتذكر أنها تعرفت إلى العديد من جوانب حضارات الدول المشاركة واستمتعت كثيراً بالهندسة المعمارية لأحياء المهرجان والأسواق الشعبية، فضلاً عن تناغم العروض والأهازيج الفلكلورية العالمية بالإضافة إلى أنها تعرفت أيضاً على طبيعة المأكولات الشعبية للدول المشاركة، مبينة أن المهرجان بطابعه يجمع بين القديم والجديد ويبهر الزوار ويشجعهم على التفاعل بشكل مستمر مع كل الأنشطة والفعاليات.
مدينة الألعاب
ويلفت سالم إسماعيل (زائر)، إلى أن المهرجان ملتقى للترفيه والاستمتاع بالموروثات الشعبية للدول المشاركة، فضلاً عن أنه تفاعل مع منطقة تحدي الرماية بالليزر التي صممت لتكون مناسبة لمختلف الزوار، كما أن أسرته تجولت في مدينة الألعاب الترفيهية التي تضم مجموعة كبيرة من الألعاب بقرية عالم الأطفال التي أحبها أطفاله نظراً لنسقها الترفيهي، فضلاً عن انغمارهم في العديد من الورش التي تشجعهم على تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، وتنمي لديهم الحس الإبداعي ورح العمل الجماعي، ويرى أن العروض اليومية التي خصصها المهرجان كان لها وقع في نفسه بخاصة عروض نافورة الإمارات والعروض العالمية للفنون الشعبية وغيرها من الفعاليات الأخرى.
الجناح المغربي.. طرب أندلسي وتحف فنية
يرسم جناح المملكة المغربية في مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة، صورة حية وملهمة للثقافة والتاريخ المغربي بمختلف مكوناته، حيث يمتد على مساحة 2500 متر مربع، لتشكل محاله وما تعرضه من منتجات وممارسات حية للكثير من الحرف التقليدية المغربية مزيجاً متناغماً من ثقافة أبناء المغرب عبر طيف كبير من الصناعات والحرف التقليدية والفنون الشعبية، التي حضرت بتفاصيلها من مختلف المدن المغربية لتشكل تميزاً وتفرداً يمنح الجناح المغربي طابعاً خاصاً بين أجنحة المهرجان.
ويستمتع زوار الجناح المغربي في المهرجان بإبداعات وعبقرية 20 حرفياً يمارسون عدداً من الحرف اليدوية والتقليدية المغربية داخل محال الجناح أمام الزوار، مثل الفخار والزليج والتطريز والنقش على النحاس والفضة والسراجة وفنون الطبخ، وغيرها الكثير من الحرف التي تحاكي الموروث العربي الإسلامي والتأثيرات الأمازيغية لتروي قصة هذه الحرف في مختلف مناطق المغرب.
تحف فنية
ويعتبر محل صناعة السروج وجهة مهمة لزوار الجناح، خصوصاً محترفي وهواة الفروسية ومحبي تربية الخيل الذين يستمتعون بمجموعة متنوعة من السروج المصنعة يدوياً بحرفية عالية وذات نقوش بديعة مزينة بخيوط الذهب والفضة والألوان المتناسقة، حيث يتكون السرج الواحد من 34 قطعة ويستغرق تنفيذه من 6 أشهر إلى سنتين، حسب النقوش والرسومات المطلوبة، كما يمكن للزوار التعرف إلى كافة تفاصيل هذه الحرفة من أحد أمهر حرفي صناعة السروج في الجناح والذي يستعرض مهاراته مشكلاً لوحة جمالية تجسد تاريخ وتقاليد المغرب وثقافته.
ويلقى محل إبريق الذهب والفضة الاهتمام ذاته من زوار الجناح، حيث تحظى معدات الشاي المغربي باهتمام بالغ، فهي دليل على الفخامة والإبداع، وتتكون عادة من الصينية والإبريق المصنوعين من الفضة الخالصة والمزينين بنقوش يدوية غاية في الإبداع، حيث ترافق صينية وإبريق الشاي على المائدة ثلاث علب مصنوعة من المعدن نفسه، يوضع في كل واحدة منها السكر أو الشاي أو النعناع.
ويقف زوار الجناح لساعات طويلة أمام حرفي النقش على الإبريق والصينية الذي يبهر الزوار بزخرفة أنامله للكثير من الصواني والأباريق بأحجام مختلفة بنقوش مواكبة للعصر ومحافظة في الوقت ذاته على الأصالة، لتشكل أدوات الشاي وأطباق وصواني التقديم ومغاسل اليد والأطباق الفضية والنحاسية والمباخر الكبيرة والصغيرة، وغيرها من أواني الضيافة الفخمة التي يعمل على زخرفتها بدقة، تحفة فنية تتماشى مع ديكور المنزل.
ويعرض أحد المحال مجموعة كبيرة من الزجاج الملون بفن الرسم على الزجاج ليمزج بين التقليدي والعصري في تلوين كؤوس الشاي الزجاجية والحفر على الخشب، لإنجاز الصواني التي تواكب الموضة دون تجاوز لجذورها التاريخية، حيث يتم تطعيمها بالنقوش المغربية والزخارف المستوحاة من نقش الحناء والنقوش الإسلامية بألوان الفسيفساء.
طرب أندلسي
ويعتبر المسرح الذي يتوسط ساحة الجناح نقطة جذب واستمتاع مهمة للزوار، حيث يقدم يومياً على مدار الساعة عشرات العروض الفنية والوصلات الغنائية لفرقة الطرب الأندلسي واستعراضات لفرقة قناوي الشعبية التي تقدم مختلف الألوان الاستعراضية والموسيقية في مناطق الجنوب المغربي. كما اهتم الجناح المغربي عبر الكثير من محاله بعرض مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والأكلات المغربية بطريقة صحية، حيث تعد أكثر من 35 سيدة، الكسكسي بالعير والدرة والفوة وغيرها من المنتجات، إلى جانب الزميتة، وهي أكلة صحية تخلط بزيت الزيتون والعسل الحر.
كما يقدم الجناح المغربي لزواره مجموعة من أشهر الأطباق التقليدية، حيث يضم محل الطبخ أربعة أركان، هي: ركن المأكولات والأطباق الأكثر شعبية، وركن الحلويات، وركن المخبوزات، وركن الشاي، ويقدم للزوار أطباق الطاجين بالبرقوق والطاجين بالدجاج والزيتون وطاجين الخضراوات وشوربة الحريرة والمشاوي على الطريقة المغربية والإسفنج، بالإضافة إلى استمتاع الزوار بمشاهدة طقوس تحضير الشاي المغربي الذي يشهد طلباً وإقبالاً كبيرين من جانب الزوار، ويعمل على تحضيره نخبة من أمهر الطهاة بالجناح.
الاتحاد