قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن قوات الجيش الليبي دخلت لمواقع وتمركزات رئيسية للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في محاور طرابلس، ما دفع القيادة العامة لإعلان ساعة الصفر للدخول إلى قلب العاصمة.
وأكد المسماري، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، تقدم قوات الجيش الليبي في عدة محاور بطرابلس، لافتا إلى قيام المجموعات المسلحة بإنشاء سواتر ترابية أمام مقر وزارة الداخلية التابعة للوفاق في محور طريق المطار وشعورهم بالهزيمة في حي بوسليم.
وأشار المسماري إلى استعدادات تقوم بها قوات الجيش خلال الساعات المقبلة في محور صلاح الدين، موضحا أن سلاح الجو يقدم الدعم اللازم للقوات البرية بتوجيه ضربات مباشرة لفتح ثغرات في صفوف الميليشيات.
ولفت المتحدث إلى شن سلاح الجو غارات على تمركزات للميليشيات في مدينة مسلاتة غرب البلاد، وذلك بعد محاولتها الهجوم على مدينة ترهونة الداعمة للجيش الليبي، بعد وصول إمدادات تركية من أسلحة ومعدات وإرهابيين كانوا يقاتلون في سوريا.
وأكد المسماري وصول دعم تركي وصل لمطاري مصراتة ومعيتيقة وهي عبارة عن طائرات نقل مدنية تستخدم في نقل معدات عسكرية، لافتا إلى تحشيدات عسكرية تقوم بها ميليشيات الوفاق لمهاجمة ترهونة مجددا بدعم تركي مباشر.
وحول تمديد المهلة التي منحتها القيادة العامة للجيش الليبي للميليشيات في مدينة مصراته لثلاثة أيام اعتبارا من الليلة قبل الماضية، أوضح المتحدث باسم القيادة العامة إلى أن القوات المسلحة لن تمدد المهلة التي أعطتها لمدينة مصراتة لسحب مليشياتها من طرابلس وسرت. وأوضح المسماري أن هذه المهلة جاءت استجابة للاتصالات من حكماء مصراتة واكتفائها بثلاثة أيام فقط مهلة إضافية، تنتهي الساعة 12 منتصف ليل الأربعاء المقبل، لافتا إلى أن حكومة الوفاق أعلنت رفضها للمهلة التي حددتها القوات المسلحة الليبية لانسحاب قوات مصراتة من مدينتي طرابلس وسرت.
بدورها أصدرت بلدية مصراتة، بياناً، نفت فيه تواصل شخصيات من المدينة مع قوات الجيش الليبي، مشيرة إلى أن غرفة الطوارئ الخاصة بالمدينة، والأجسام المنتخبة بها لم يتواصلوا مع المشير حفتر، ليعلم الليبيون والمجتمع الدولي، مؤكدةً مُضي المدينة في تسخير كل الإمكانيات لدعم معركة الحسم ضد الجيش الليبي، على حد قول البيان. وأكد عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي لـ«الاتحاد» أنه ضد تمديد المهلة الممنوحة لمدينة مصراتة لأن طائرات الشحن التركية لم تتوقف عن إرسال المعدات العسكرية للميليشيات المسلحة التابعة للوفاق.
بدوره حذر المسماري شركات النقل الجوي التي تعمل في نقل الأسلحة والمعدات بطائراتها المدنية معتقدة أنها تحت حماية القوانين الدولية، وصرح بأنه قد تأكد أن طائرة من نوع «بوينج 747/412» تابعة لشركة «آيرو ترانس» ضمت حمولتها في الرحلة من اسطنبول إلى مصراتة معدات وعتادا عسكريا.
وأشار المسماري إلى وجود جنود أتراك على الأرض دعما للميليشيات المسلحة في طرابلس، لافتا إلى أن تركيا تتخوف من المجتمع الدولي لكنها تقول إنها تدرس الموقف لإرسال وحدات على الأرض لدعم الميليشيات، مضيفا «المعركة لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها بشكل كامل ضد الميليشيات والجماعات الإرهابية».
وعن سبب تأخر حسم معركة تحرير طرابلس، أكد المسماري أن الجيش الليبي لديه تحدي الحفاظ على أرواح المدنيين والممتلكات العامة والخاصة ولا نريد استخدام أسلحة ثقيلة وتعتمد على اختراقات فردية تقوم بها الوحدات العسكرية.
وفيما اعترف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بسعيه لدعم تسليح الميليشيات المسلحة بإحضار دبابات وطائرات مسيرة تركية، أعلنت غرفة عمليات قاعدة الوطية الجوية رفع حالة الاستعداد القتالي القصوى داخلها، وذلك ضمن الإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، مطالبة جميع الضباط وضباط صف وجنود برفع درجة الاستعداد القصوى.
كما طلبت الغرفة، من جميع الطيارين الالتحاق بالقاعدة فورًا ورفع إعلان حالة الاستنفار القصوى، مشيرة إلى أنها في انتظار الأوامر والتعليمات، وأن ما يفصلها عن انتهاء المهلة الأخيرة لمليشيات مصراتة إلا ساعات.
إلى ذلك قال عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي إن أحلام أردوغان العثمانية أكبر من قدراته وغالبا ما يتراجع عن مواقفه من الاصطدام بالواقع في ليبيا، مشيرا إلى أن تصريحات أردوغان بوجود مليون تركي في ليبيا يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الليبي.
ولفت الدرسي في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن أردوغان يسعى لزرع الفتنة والشقاق في ليبيا، موضحا أن مجلس النواب الليبي يرفض وبشدة التدخل الترکي في ليبيا ويستخدم کل السبل للتصدي لهذا التدخل حال حدوثه، مضيفا «أشكك في إمكانية تدخل ترکيا بقوة على الأرض في ليبيا».
وشدد الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح اللافي على دعم تركيا لإخوان ليبيا لشق الصف وتفتيت النسيج الاجتماعي في البلاد، لافتاً إلى أن الشعب الليبي يفهم عقلية الاخوان ومخططاتهم ضد ليبيا ويدافع عن أرضه. وأكد اللافي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الشعب الليبي سيقف سدا منيعا ضد الأتراك ويشهد تاريخ القبائل الليبية في مواجهة الغزو العثماني والتركي لليبيا. وأعلن عدد من مشائخ قبائل شرق ليبيا دعمهم للقيادة العامة للجيش الليبي وتحركات البرلمان الدولية الرامية لنزع الاعتراف بحكومة الوفاق غير الدستورية.
إلى ذلك، قال عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي، يوسف محمد، إن وفدا من مجلس النواب الليبي سوف يزور واشنطن يناير المقبل بناء على دعوة من البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن تتصدر ملفات التدخل العسكري التركي في ليبيا وسحب الاعتراف الدولي من حكومة الوفاق جدول أعمال الوفد في لقاء مسؤولين في الإدارة الأميركية. بدوره جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لجميع الأطراف الليبية لوقف جميع الأعمال العسكرية واستئناف الحوار السياسي، مشدداً على عدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا.
الإفراج عن طاقم السفينة التركي
أعلن المتحدث باسم القيادة العامة، الإفراج عن سفينة تحمل علم غرينادا يقودها طاقم تركي احتجزها الجيش قبالة سواحل مدينة درنة شرقي البلاد قبل يومين.
وقال المسماري إن قوات الجيش أفرجت عن السفينة بعد التأكد أنها لا تحمل سلاحا أو أي شيء عسكري وكانت في رحلة من مالطا إلى الإسكندرية وتم احتجازها لأنها دخلت المياه الإقليمية من دون إذن، لافتًا إلى أن السفينة تحمل علم غرينادا وعلى متنها طاقم تركي.
وكان الجيش الليبي أعلن أن سرية بحرية مقاتلة، قامت بجر سفينة تركية للتفتيش، تحمل علم غرينادا، ويقودها طاقم تركي الجنسية، وذلك قبالة السواحل الشمالية الشرقية للبلاد.
الاتحاد