قيل منذ نحو 3000 سنة، إنه «لن تكون هناك من نهاية للكتب»، وهذا أمر ثابت وأكيد، غير أن طرق نشر تلك الكتب والاستمتاع بها تبدّلت دراماتيكياً، وقد شهدنا خلال السنوات العشر الأخيرة تحولات طرأت على هذه الصناعة بفعل القوى الاقتصادية الجديدة، والاختراعات التكنولوجية وسلوكيات المستهلك.
واحدة من تلك التيارات التي ساهمت في تغيير كيفية قراءتنا للكتب، هي سقوط سلاسل مهمة وإعادة بناء متاجر بيع كتب مستقلة، كما بدأ الجميع بالاستماع للكتب الصوتية، ما دفع بالناشرين نحو إنتاجات جديدة تضاهي العصر الذهبي للدراما الإذاعية، أضف إلى ذلك سيطرة الفتيات على المشهد بداية مع رواية «فتاة لا يحبها الرجال» لستيغ لارسن، وصولاً إلى «الفتاة على متن القطار» التي باعت نحو 15 مليون نسخة 2016، وقد دفعت ظاهرة «الفتاة» تلك إلى اقتحام فئة جديدة من النساء نادي الصبية في عالم قصص التشويق.
وأضحت الروايات المصورة بطل عالم النشر الخارق، حيث حققت مبيعات هائلة، ما لفت أنظار الناشرين والأساتذة وأصحاب المكتبات وهوليوود، أما أدب الأطفال، فبدأ يظهر تحيزاً وتحولت كتب الأطفال إلى أسلحة خطرة في الصراع السياسي.
وساهم الصدام بين المكتبات والناشرين إلى تبديل المشهد أيضاً، بعد أن اكتشف ملايين القرّاء ملاءمة تنزيل الكتب وقراءتها إلكترونياً، فخشي الناشرون من خسارة في المبيعات.
البيان