أسفرت المعارك الدائرة في محافظة إدلب السورية موجة نزوح جديدة شملت أكثر من 235 ألف شخص، وسط استمرار القتال في ظل استمرار مشاريع التلاعب الدولي في الحرب السورية.

وعلى رأسها تركيا التي تخطط، وفق مصادر سورية، بنقل هؤلاء النازحين إلى المنطقة التي احتلتها في تل أبيض وراس العين من أجل استكمال سياسة التغيير الديمغرافي.

وسبق لتركيا أن تلاعبت بملف تهجير السوريين من مناطق الحرب، وقامت بإسكان عشرات الآلاف في منطقة عفرين وشمالي حلب.

كما ترتفع نبرة أنقرة ضد أوروبا كلما حدثت موجة نزوح، وهو ما يطرح تساؤلاً تداوله المعارضون للخطط التركية، حول ما إذا كانت أنقرة متواطئة أصلاً في برمجة موجات نزوح المدنيين مع أطراف فاعلة في سوريا من أجل استثمارها في أجندتها الخاصة، سواء داخل سوريا أو ضد أوروبا.

تطورات

وفي هذا الإطار، علق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على التطورات بالقول إن «ما يحدث في إدلب جزء من مشروع أردوغان لتدمير المنطقة».

وأضاف في تغريدة: «يجب وضع حد للمتاجرين بدماء ومنازل السوريين، ووقف هذه الحرب المدمرة وبناء مظلة تجمع كل القوى الوطنية التي تحمي المواطنين وتحفظ كرامتهم».

ويكتسب هذا الرأي مصداقية أكبر من حيث الطرق التي يسلكها المهجرون من الحرب، فوفق تقرير للأمم المتحدة، أمس، يتوجه الفارون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالاً مثل إدلب وأريحا وسراقب أو إلى مخيمات النازحين المكتظة بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة شمال حلب.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، نزح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، تزامناً مع تكثيف قوات الجيش السوري وحليفتها روسيا وتيرة غاراتها على المنطقة التي تسيطر عليها فصائل إرهابية وموالية لتركيا.

وأورد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان أنه «بين 12 و25 ديسمبر، نزح أكثر من 235 ألف شخص من شمال غرب سوريا»، مشيراً إلى أن كثيرين منهم فروا من مدينة معرة النعمان وقرى وبلدات في محيطها، وجميعها باتت «شبه خالية من المدنيين».

البيان