تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، اختتمت أمس في دبي أعمال مؤتمر دبي الرياضي الدولي الرابع عشر أحد «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، حيث كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية عدداً من نجوم كرة القدم العالميين ضمن الحدث الرياضي السنوي الكبير الذي يجمع كل عام نخبة من أبرز وأهم رموز اللعبة من مختلف أنحاء العالم.

وحضر سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم الجلسة الرئيسة للمؤتمر الذي نظّمه مجلس دبي الرياضي تحت شعار «مسرعات مستقبل كرة القدم»، وتضمنت الجلسة عرض فيلم قصير استعرض أهداف المؤتمر المتوافقة مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مجال الابتكار والريادة، والمستلهمة من توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن يكون الحدث بمثابة منصة عالمية لتطوير كرة القدم في دولة الإمارات والعالم وملتقى لنجوم اللعبة وصنّاع القرار فيها، من أجل الاستعداد الأمثل للمستقبل ومضاعفة المكتسبات الرياضية الوطنية.

وتضمن الفيلم أهم المحاور التي تم تسليط الضوء عليها في دوراته الأربع عشرة وعدد من المبادرات التي أطلقت من خلاله وتركت أثرًا مهمًا على كرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي.

كما كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم يرافقه مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي عدداً من ضيوف المؤتمر والمتحدثين من كبار نجوم كرة القدم في العالم وهم: كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس وقائد منتخب البرتغال، وجواو فيلكس، نجم أتلتيكو مدريد ومنتخب البرتغال، وروميلو لوكاكو، نجم انتر ميلان ومنتخب بلجيكا، وميراليم بيانيتش نجم يوفنتوس ومنتخب البوسنة، بحضور عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، واللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، وعدد من قيادات المؤسسات الرياضية ولفيف من اللاعبين والمدربين من مختلف أندية الدولة كما حضرت لاعبات منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم للسيدات.

مواجهة

حملت الجلسة الرئيسية عنوان «مواجهة التحديات على طريقة كريستيانو رونالدو» وتحدث فيها نجم يوفنتوس وقائد المنتخب البرتغالي وأفضل لاعب في العالم لعدة مرات كريستيانو رونالدو، موضحاً أسلوبه الخاص في ممارسة كرة القدم وحرصه الدائم على المحافظة على لياقته وتطوير إمكانياته البدنية والمهارية لتحقيق إنجازات جديدة ومواصلة حصد الألقاب سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الفِرَق.

وتضمّن المؤتمر أربع جلسات سلّطت الضوء على دور مسرعات المستقبل والأساليب التكنولوجية الحديثة والجهود الدولية لتمكين المرأة في الرياضة، وشملت جلسة «عودة كرة القدم الإنجليزية إلى القمة» التي تحدث فيها الهولندي أدوين فان دير سار الحارس السابق العملاق لأندية أياكس ويوفنتوس ومانشستر يونايتد ومنتخب هولندا، والإيطالي فابيو كابيللو المدرب السابق لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى ومنتخب إنجلترا، والإسباني فيران سوريانو المدير التنفيذي لمجموعة سيتي الرياضية وتضم في ملكيتها نادي مانشستر سيتي وعدداً من الأندية في قارات أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

ترقية

وخصصت جلسة لكرة القدم النسائية وحملت عنوان «تمكين المرأة في كرة القدم»، التي تحدث فيها كل من ستيفاني فرابارت حكم كرة قدم فرنسيّة ، كما تحدث في الجلسة اللاعبات الدوليات: لوسي برونز لاعبة نادي ليون الفرنسي ومنتخب إنجلترا للسيّدات لكرة القدم، وأماندين هنري لاعبة نادي ليون وقائدة منتخب فرنسا للسيّدات المتألقة في مركز الوسط الدفاعي، وسارة جاما لاعبة المنتخب الإيطالي لكرة القدم للسيدات.

صناعة

وشملت أعمال المؤتمر الذي أقيم على مدار يوم واحد في دبي جلسة بعنوان «كرة القدم وصناعة المستقبل»، وتحدث فيها: جواو فيليكس نجم «أتلتيكو مدريد» والمنتخب البرتغالي الذي أصبح أغلى لاعب شاب في العالم حين انتقل من العاصمة البرتغالية إلى العاصمة الأسبانية في صفقة قياسية بلغت 126 مليون يورو، وروميلو لوكاكو نجم انتر ميلان والمنتخب البلجيكي، وميراليم بيانيتش صانع ألعاب يوفنتوس ومنتخب البوسنة، ويدير الجلسة اللاعب مايكل سيلفستر نجم المنتخب الفرنسي السابق.

وحملت الجلسة الأخيرة عنوان «التكنولوجيا والتدريب الحديث»، وتحدث فيها ديدييه ديشامب مدير المنتخب الوطني الفرنسي والفائز بكأس العالم لعام 2018، وريان جيجز المدير الفني لمنتخب ويلز وأسطورة مانشستر يونايتد، وسيموني اينزاجي المدير الفني لنادي لاتسيو الإيطالي.

ويعد مؤتمر دبي الرياضي الدولي من أبرز الفعاليات على الأجندة الرياضية لإمارة دبي، إذ يتكامل مع العديد من المناسبات والمسابقات المحلية والعالمية التي تحفل بها الأجندة المتنامية في إحداث زخم قوي يعزز مكانة دبي كمركز محوري للرياضة في المنطقة والعالم، تماشياً مع الرؤية الطموحة للإمارة لتبوؤ موقع الريادة العالمية في مختلف المجالات.

ستيفاني فرابارت: الكرة النسائية في تطور مستمر

عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان: «تمكين المرأة في كرة القدم» وأدارت الجلسة الإعلامية المتخصصة في الشأن الرياضي آش هاشم، بينما شارك فيها الحكمة الدولية الفرنسية ستيفاني فرابارت، واللاعبات: لوسي برونز لاعبة نادي ليون الفرنسي ومنتخب إنجلترا، وسارة غاما قائدة فريق «يوفنتوس» ومنتخب إيطاليا، وأماندين هنري لاعبة نادي ليون وقائدة منتخب فرنسا للسيّدات.

وقالت الفرنسية ستيفاني فرابارت الحكمة الدولية في كرة قدم منذ 2009، وأوّل حكمة فرنسيّة في بطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسية للرجال: إن هناك تطوراً كبيراً تشهده كرة القدم النسائية، واهتماماً من الاتحادات الرياضية التي باتت تقدم الدعم اللازم لهذه الفئة بحيث أصبحنا نرى المرأة لاعبة ومدربة وحكمة دولية.

وأضافت: عدد المشجعين لكرة القدم النسائية في تزايد مستمر بحيث باتت المقاعد ممتلئة وخصوصاً في المباريات النهائية، وهناك تحسن ملحوظ في أعداد المشجعين لكرة القدم النسائية في فرنسا فمعظم المقاعد أصبحت مملوءة بالعوائل، وفي النهائيات شعرنا بالكثير من الود، ولابد من المزيد من التطور في كرة القدم النسائية، وأعتقد أن كرة القدم النسائية في تطور مستمر.

تطور

وقالت لوسي برونز لاعبة نادي ليون الفرنسي ومنتخب إنجلترا للسيّدات لكرة القدم: هناك تطور كبير في الدعم المقدم لكرة لقدم النسائية وأنا محظوظة لأني العب لصالح المنتخب الوطني الإنجليزي، وعلى أرض الملعب تغيرت الكثير من الأمور سواء على صعيد اللعب أو التحكيم، أو التدريب، وحتى الملاعب، حيث أصبح شائعاً أن نلعب في ملاعب ونوادي الفرق الأولى، ونلعب في نفس ملاعب الرجال ملاعب الدرجة الأولى.

وقالت: أؤيد فكرة أن يكون تنظيم كأس العالم للكرة النسائية كل عامين وأرى أن ذلك يدفع كرة القدم للأمام، وأتوقع المزيد من التطور في مستقبلاً بحيث تصل كرة القدم النسائية للمكانة التي تستحقها. وعن رأيها في المساواة مع اللاعبين الرجال في العقود.

توقع

وقالت سارة غاما قائدة فريق «يوفنتوس» ومنتخب إيطاليا لكرة القدم: لابد من القول إن كل الأمور تتغير منذ عام 2015، مررنا بتطور مذهل في إيطاليا، لم يكن متوقعاً أن نلعب مع الفرق الكبرى في فرنسا واقتربنا من مستواها، ونتطلع إلى زيادة القاعدة من اللاعبات حيث يوجد في إيطاليا حاليا 24 ألف لاعبة ونتمنى أن يقترب العدد من فرنسا التي يزيد عن 100 ألف لاعبة.

ولفتت سارة إلى أهمية الاستثمار في كرة القدم النسائية وتقديم الدعم للأندية ومساندة المنتخب الوطني، وقالت: المال يجلب المال ولابد من طرح الاستثمار.

وقالت أماندين هنري لاعبة نادي ليون وقائدة منتخب فرنسا للسيّدات: عشنا عاماً مميزاً بالنسبة لكل الفرنسيين عندما وصلنا إلى نهائي المونديال.

وقالت: نحتاج إلى تطوير قاعدة اللعبة لدينا 42 ألف لاعبة فقط، وفي إيطاليا نحتاج أن نكون محترفات في هذا المجال ونتحدث الآن مع اتحاد كرة القدم وهذه خطوة مهمة لتمكين الفتيات الصغيرات من تقديم مباريات جيدة.

شباب الوصل فــــي قلب الحدث

حضر وفد كبير من نادي الوصل فعاليات الدورة الـ14 من مؤتمر دبي الدولي الرياضي، وضم عدداً من المدربين والإداريين، ومجموعة من بعض لاعبي شباب فريق تحت 17 سنة، برفقة مدير الفريق يوسف الطاهري، واللاعبين: عيسى جاسم ومعاذ صادق وفارس محمود ومحمد حميد ومحمد مطر وفيصل الشرفا وهزاع مديه ومعاذ صادق وفارس البلوشي. وأكد يوسف الطاهري حرص إدارة نادي الوصل على استفادة النشء الصغير من جلسات المؤتمر بما يعود عليهم بالنفع مستقبلاً.

سعادة

كما أعرب اللاعب فارس محمود عن سعادته بالمشاركة مع زملائه اللاعبين بالوجود في المؤتمر، الذي سمع عنه كثيراً قبل أن تتاح له فرصة الحضور مع ناديه، مؤكداً استفادته كثيراً مما سمعه من النجوم العالميين المشاركين من مدربين ولاعبين، متمنياً أن يحمل المستقبل له ولزملائه اللاعبين كل الخير لكل الإمارات ونادي الوصل.

نجوم الجلسة الثالثة: يجب محاربة العنصرية

خصصت الجلسة الثالثة، لعرض تجارب اللاعبين مع مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثوا خلالها عن مشاركتهم للحظات العائلية مع جماهيرهم، وجهودهم لمقاومة العنصرية في الملاعب، وكيفية إدارة منصات التتويج الخاصة بهم، واختير في هذه الجلسة كل من جواو فيليكس، نجم أتلتيكو مدريد والمنتخب البرتغالي، وروميلو لوكاكو، نجم انتر ميلان والمنتخب البلجيكي، والبوسني ميراليم بيانيتش، صانع ألعاب يوفنتوس ومنتخب بلاده البوسنة.

3 ملايين

قال جواو فيليكس، إن لديه من يساعده على إدارة منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به، مع ارتفاع أعداد متابعيه إلى 3 ملايين متابع، وأكد أن الكلمة النهائية له، ولكن هناك مستشارين يعملون معه في هذا المجال، وأن لديه الكثير من المساعدين الذين كانوا يساعدوني في تطوير مستواي، وقال عن علاقته مع النادي: يجب أن نكون حذرين، وهناك أسئلة تطرح علينا من إدارة النادي حول ما ننشره، ولهم بعض الأفكار والآراء.

8 ملايين

فيما كشف روميلو لوكاكو، عن ارتفاع عدد متابعيه لأكثر من 8 ملايين متابع، وقال: قنوات التواصل الاجتماعي، وسيلة لعرض حياتي خارج الملعب، وتقديم نفسي بشكل إيجابي، وللتأثير على اللاعبين الشباب في هذا المجال، وتقديم صورة إيجابية، وأنا مدير منصات التواصل الاجتماعي بنفسي، وهناك مساعدون من إيطاليا وأمريكا، ويرسلون لي الصور، ولكني أختار النص وأنشره، ونتعامل مع الجهات الداعمة، ونناقشها على الطاولة، وأحب أن أكون مبدعاً.

وأضاف: أحاول أن أكون دائماً إيجابياً بصرف النظر عن النتائج، ولا أحاول كتابة رسائل سلبية، ويجب أن تتمتع فيها بالمصداقية، ويجب أن يدرك المتابعون هذا الأمر، وتظهر للناس، أنك بذلت أقصى جهدك، وتجربتي مع مانشستر يونايتد، لا أنظر إليها بنظرة سلبية، وأعتقد أن انتر ميلان، يجني ثمار تلك التجربة، والآن أنا أكثر تماسكاً وخبرة، وأنا لا أقوم بأي شيء لا أشعر تجاهه بالراحة.

وعن مشاركة بعض اللحظات العائلية مع الجماهير، والتعامل مع العنصرية، قال: قبل أسبوعين وضعت صورة لإبني، وبات شهيراً الآن، وأحياناً صوراً لوالدتي أو أخين ولكن ابني أرغب في أن يعيش طفولته، والعنصرية أمر سيئ يجب التعامل معه بشكل جدي، والأدلاء بتصريحات مهمة تتواصل فيها مع جماهيرك لمساعدتك على القيام بهذا الأمر.

أما البوسني ميراليم بيانيتش، فكشف أن ما يكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي من عنده، وقال: لابد أن نكون مثالاً نحتذى، ولذا لابد أن نكون حذرين مع تطور الحركة السريعة، وهناك من يوحي لي، ولكني أنا من أختار ما ينشر على حساباتي الشخصية، ولكل مسؤوليته ومن المهم جداً معرفة جداً ما تكتب ومتى تكتب، ووقت البطولات يجب أن ترسل رسائل إيجابية، والتركيز على الكلمات.

وعن مواجهة العنصرية، والمواقف السياسية ومعاناة بلاده البوسنة من الحرب، قال: لابد أن تأخذ موقفاً في هذا الأمر، وأفعل أي شيء لحماية زملائي بالفريق، وأساند الجهود المبذولة لمقاومة العنصرية.

البيان