أفاد تقرير إخباري عراقي، أمس، بأن «تحالف البناء» في البرلمان العراقي، استبعد مرشحه لتشكيل الحكومة المقبلة أسعد العيداني، وطرحت ثلاثة أسماء جديدة، اثنان منهم من كبار قادة الجيش، فيما ارتفعت إلى 25 قتيلاً حصيلة الضربات الجوية الأميركية، التي استهدفت ليل الأحد قواعد لفصيل عراقي موالٍ لإيران، رداً على مقتل أميركي في هجوم صاروخي، الأمر الذي أثار غضباً في العراق، في حين وصفت البنتاغون الهجمات بأنها «ناجحة».

وكشفت صحيفة «الصباح» الحكومية، أمس، أن الأسماء المرشحة حالياً هي الفريق الركن المتقاعد عبدالغني الأسدي، والفريق الركن توفيق الياسري، والمرشح المستقل محمد توفيق علاوي، مضيفة أنه يبدو أن هناك توافقاً من قبل المتظاهرين والكتل السياسية على قبول أحدهم لتشكيل الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن النائب فاضل جابر، عضو تحالف البناء، القول إن «الأسدي يعد الأوفر حظاً، كونه يحظى بقبول من جميع الأطراف، بما فيها الشارع العراقي».

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، وضع الخميس الماضي استعداده للاستقالة من منصبه تحت تصرف مجلس النواب، واعتذر عن عدم تكليف العيداني تشكيل الحكومة القادمة.

وكانت أنباء تكليف العيداني قد قوبلت برفض المحتجين.

من ناحية أخرى، ارتفعت إلى 25 قتيلاً حصيلة الضربات الجوية الأميركية، التي استهدفت قواعد لفصيل عراقي موالٍ لإيران، وفي مواجهة الهجمات المتكررة التي تتعرض لها المصالح الأميركية في العراق، وعدت الولايات المتحدة برد حازم.

وشنت القوات الأميركية سلسلة غارات، الليلة قبل الماضية، استهدفت منشآت قيادة وتحكم تابعة لـ«كتائب حزب الله»، إحدى أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي الذي يعد جزءاً من القوات العراقية، ويخضع لهيمنة إيرانية.

من جانبها، اعتبرت طهران، أمس، أن هذه الضربات تكشف «دعم الإرهاب»، من قبل واشنطن، وخصوصاً أن كتائب «حزب الله» تنتمي إلى قوات الحشد الشعبي، التي شكلت لمحاربة تنظيم «داعش»، وباتت اليوم جزءاً من القوات العراقية.

وجاء في بيان رسمي أمس، أصدره مسؤول مديرية الحركات في هيئة الحشد الشعبي جواد كاظم الربيعاوي، أن «حصيلة الاعتداء الغاشم على مقار اللواءين 45 و46 بلغت 25 قتيلاً و51 جريحاً».

وأشار البيان إلى إن «عدد القتلى قابل للزيادة، نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة، وإصابات بليغة»، جراء القصف الذي استهدف منشآت تابعة لـ«كتائب حزب الله» قرب مدينة القائم، وعلى امتداد الحدود العراقية السورية غرب العراق.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، أول من أمس، أن الضربات ضد قواعد كتائب «حزب الله» الموالي لإيران في العراق وسورية، كانت «ناجحة»، ولم يستبعد خطوات أخرى، «إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران»، من ارتكاب أعمال معادية.

وقال أسبر بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو، إنه ناقش في وقت سابق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «خيارات أخرى مطروحة»، بعد وقوع 11 هجوماً صاروخياً خلال الشهرين الماضيين ضد المصالح الأميركية في العراق، حيث اندلعت انتفاضة على السلطة وراعيتها إيران، فيما تبدو واشنطن غائبة سياسياً.

وأشارت مصادر أميركية بأصابع الاتهام إلى «كتائب حزب الله»، واعتبرت هذه المصادر فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران مصدر تهديد أكبر من ذلك الذي تشكله الخلايا النائمة لتنظيم «داعش».

من جهته، ندد المتحدث باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، بـ«انتهاك السيادة العراقية»، واستخدم الرئيس العراقي برهم صالح أيضاً الوصف نفسه، بينما ندد المرجع الديني، علي السيستاني، بالضربات، وقال في بيان إن ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف، يجب ألا تستخدم ذريعة لانتهاك سيادة العراق.

في السياق نفسه، رأت جماعة «عصائب أهل الحق»، التي جرى الإعلان في المدة الأخيرة عن عقوبات أميركية بحق قياديين فيها، أنّ «الوجود العسكري الأميركي صار عبئاً على الدولة العراقية، بل صار مصدر تهديد واعتداء على قواتنا المسلحة».

وفي بيروت، أعرب «حزب الله» اللبناني، استنكاره ما وصفه بـ«عدوان أميركي وحشي وغادر»، معتبراً أنه «اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره، وعلى الشعب العراقي».

في المقابل، رحبت البحرين بالضربات الأميركية. وتزامنت الضربات الأميركية مع استمرار الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بغداد وغالبية مدن جنوب البلاد. ويطالب المحتجون بـ«تفكيك النظام» السياسي الذي أرسته الولايات المتحدة بعد غزو العراق عام 2003.

الامارات اليوم

مواد ذات علاقة