تنافس المنتجات الزراعية التي تنتجها مزارع المواطنين في الفجيرة بقوة، جميع المنتجات الزراعية المماثلة والمستوردة من الخارج، في جميع الأسواق الشعبية والمراكز التجارية الكبرى ومحال «السوبرماركت»، حيث تلقى المنتجات المحلية إقبالاً كبيراً من المستهلكين؛ نظراً لخلوها بشكلٍ كبيرٍ من المبيدات والأسمدة، ولوجود كميات كبيرة من هذه المنتجات التي تنتج عضوياً من دون استخدام أي أسمدة أو كيماويات أثناء الزراعة في المزرعة.
ويبلغ عدد المزارع الفاعلة في إمارة الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية، 2500 مزرعة، تنتج التمور والحمضيات بمختلف أنواعها والمانجو والجوافة والشيكو والرمان والتين واللوز والليمون، كما تنتج هذه المزارع الطماطم والخيار والفلفل والشمام والكوسة والباذنجان والملفوف والزهرة والبطيخ والملوخية والبامية، ومختلف أنواع الخضراوات الورقية.
كما تنتج بعض المزارع كميات من الشعير والقمح، وبعض المحاصيل الأخرى التي تستخدم علفاً أخضر أو يابساً بعد تجفيفه للحيوانات، وهذا يحد بشكل كبير من استيراد هذه المحاصيل الزراعية بشتى أنواعها من دول أخرى.
وتشهد مزارع المواطنين، خلال هذه الأيام، موسماً حافلاً بعد هطول الأمطار المستمر، ومنها الأمطار الخفيفة والمتوسطة التي تكون مفيدة جداً للزراعة في مثل هذه الأوقات من العام، حيث عاود كبار المواطنين زراعة مزارعهم من جديد بعد أن ارتفعت مناسيب المياه في بعض الآبار المملوكة لهم، والتي كانت قد شهدت نضوباً خلال السنوات الخمس السابقة.
وأكد مزارعون أن مزارعهم في كافة مناطق الفجيرة في حالة جيدة، كما في البدية وضدنا وشرم ورول دبا، وكما في مربح وقدفع والقرية وقيراط، وأيضاً في البثنة ومسافي ومربض والسيجي وثوبان وحبحب والحنية، وفي أودية مي والعبادلة والسدر والفرفار وسهم ومدوك والطبية والخليبية ووم، وكذلك في مناطق أوحلة وأحفرة والحيل وسكمكم وغيرها من المناطق التي بدت فيها المزارع تنتج محاصيلها بانتظام دون أي مشاكل تذكر.
وبحسب إحصاءات وزارة التغير المناخي والبيئة لعام 2018، بلغت مساحة الأراضي المزروعة في مزارع الفجيرة 31907 دونمات، منها 22120 دونماً مزروعة بجميع أنواع الفواكه، و4694 دونماً بالخضار، و5093 دونماً بمحاصيل الأعلاف، وبلغت كمية المحاصيل التي تم إنتاجها في الفجيرة خلال العام الماضي 87938 طناً.
وأعرب عدد من المزارعين عن سعادتهم ببداية الموسم الزراعي الجديد، وما ينتجونه من فواكه وخضراوات تنافس بقوة جميع المنتجات المستوردة.
وقال سالم عبدالله الحمودي: «إن المطر أنعش مزارعنا، والله يديم الخير ويحفظ قيادتنا ودولتنا، وأنا أعمل بيدي في المزرعة جنباً إلى جنب مع مزارع آسيوي يعاونني، وأقوم ببيع منتجاتي يومياً في الأسواق المحلية، والدخل والحمد لله مقبول، ولكن هدفي الأول والأخير ليس الربح بقدر ما هو حضور المنتج الزراعي الوطني في الأسواق، وأن يثق المستهلك -مواطناً ومقيماً- في المحاصيل المحلية بأنواعها وأشكالها كافة».
ومن جهته، توقع إبراهيم يوسف المزروعي أن تشهد الزراعة تقدماً كبيراً خلال السنوات القليلة القادمة بعد توفير المياه بشكل دائم وبأسعار رمزية. وقال: «نزرع الآن الخضراوات والفواكه، ونحقق تقدماً ملموساً، وهذا أمر جيد ومفيد للجميع، ولكن زيادة الإقبال على الزراعة ستكون مع توفير أهم شيء، وهي المياه العذبة للري».
وقال المهندس سيف الشرع وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة والقائم بأعمال وكيل الوزارة لقطاع التنوع الغذائي: «إن الوزارة سجلت وجود 2.477.124 شجرة نخيل، تم جنيها خلال عام 2018 في إمارات الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين. ويبلغ عدد مزارع النخيل في المناطق الشمالية 8.763 مزرعة». وذكر الشرع أن حجم الإنتاج خلال موسم 2018 بلغ 500 ألف طن من التمور بمختلف أنواعها على مستوى الإمارات محل اختصاص الوزارة، ويوجد طلب عالمي على المنتج الإماراتي من التمور من قبل 45 دولة في العالم، وأصبحت الإمارات إحدى أهم 10 دول في العالم مصدرة للتمور، حيث تستحوذ هذه الدول على نحو 30% من حجم التجارة الخارجية العالمية من التمور، وبلغت حصة الإمارات في صادرات التمور العالمية لعام 2018 أكثر من 5%.
الاتحاد