ولد الكاتب البرازيلي «رافاييل مونتيز» في عام 1990 في ريو دي جانيرو، ونشر العديد من القصص القصيرة جدا، وقصص الغموض والجريمة، وعندما كان في العشرين من عمره، أبهر النقاد والقرَّاء بروايته العظيمة «روليت»، وهي رواية جريمة. ترشَّح بعدها في عام 2010 لجائزة «بينفيرا الأدبية»، وحصل على جائزة «ماتشادو أسيس» التي تمنحها مكتبة البرازيل الوطنية في عام 2012، وجائزة «ساو باولو» الأدبية عام 2013، وفي عام 2014 نشر رائعته رواية «امرأة في حقيبة» تحت عنوان: «أيام رائعة»، وبيعت حقوق ترجمتها لأكثر من 13 بلدا.
وقبل أيام أصدرت «دار العربي للنشر والتوزيع» في القاهرة، ترجمة عربية نوعية، لهذه الرواية بتوقيع المترجم شرقاوي حافظ، وهي الرواية الرابعة التي تترجمها «العربي» من الأدب البرازيلي، إذ سبق لها أن ترجمت روايات «السيمفونية البيضاء» للكاتبة أدريانا ليسبوا، و«سارق الجثث» للكاتبة باتريسيا ميلو، و«بيتنا في أزمير» للكاتبة تاتيانا ليفي.
ترصد الرواية مسيرة بطليها.. «تيو» طالب الطب الذكي وصاحب النّزعة الاجرامية، و«كلاريس» الفتاة العصرية والفنانة المنطلقة بلا قيود ولا حدود، وعلاقة كل واحد منهما بمن حوله، ثم رحلتهما سوياً بكل مفاجآتها وتقلباتها وغرائبيتها من النقيض للنقيض، تحت مظلة علاقة حبّ مرضية، كل هذا يجعلنا أمام (رواية مراوغة)، لا يستطيع القارئ أن يتنبأ بأحداث الفصل التالي فيها، وهذا نجاح نوعي يحسب للكاتب مونتيز، علما بأنها ليست رواية بوليسية أو غموضاً وإثارة من النوع المعروف، بل هي رواية رومانسية بديعة، لكن فيها بعض الجنون، وهو جنون خاص فيه بعض المنطق والفكر الفلسفي، كما جاء في مقولة «فريدريك نيتشة» التي صدر بها الكاتب روايته النفسية التي تغوص في أعماق النفس البشرية وتطرح سؤالاً: إلى أي مدى قد تسيطر رغبات الإنسان وهوسه عليه؟.
يعتبر «مونتيز» الذي يطلق على نفسه (كاتب مشاكل شخصية معقدة) بكتاباته الفريدة التراجيكوميدية الجريئة، أحد أهم كتّاب تيار الرواية الحديثة، بفضل قدرته الفائقة على مزج الواقعية بالخيال، وانتباهه إلى سحر العمق النفسي في الشخصية الإنسانية وتنوع مشاعرها وتناقضاتها، إن سردية «مونتيز» تطرح سؤالاً حول المسافة الفاصلة بين «السيرة» و«الخيال» وتقدم درساً فنياً في كيفية تضفير الواقع والمتخيل، من دون أن يخل ذلك كله بمنطقية العمل الفني، ولا يولّد تنافراً بين ثقافة الكاتب وثقافة شخصياته.

الاتحاد