أعلنت جامعة الإمارات عدم استحداث أي تغييرات جديدة تتعلق برفع نسبة قبول الطلبة لدى الجامعة، موضحة أن نسب القبول ستظل كما هي 80% حداً أدنى من مجموع درجات الثانوية العامة، مع معدل قبول في اللغة الإنجليزية «1250» في اختبار «إمسات» (ما يعادل 5.5 في الآيلتس)، مشددة على أنها تطمح إلى الوصول ضمن أفضل 200 مؤسسة جامعية على مستوى العالم، وأفضل 20 جامعة على مستوى قارة آسيا بحلول 2030.
وكشفت الجامعة، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس، عن استحداثها منهجاً استباقياً مبتكراً للتواصل مع طلبة المرحلة الثانوية، بهدف زيادة جاهزيتهم للالتحاق مباشرة بالتعليم العالي، دونما الحاجة إلى قضاء وقت إضافي في البرنامج التأسيسي الذي كان معمولاً به، من خلال استبدال المساقات التأسيسية التقليدية بـ«وحدات دراسية إلكترونية» ستكون في متناول الطلبة عبر المنصة الإلكترونية للجامعة أينما كانوا، اعتباراً من يوم الأحد المقبل.
وشددت الجامعة على أن التوطين يظل ضمن أهم أولوياتها، سواء على مستوى الطلبة أو هيئات التدريس والموظفين، مؤكدة أن الإدارة لم تستقر حتى الآن على اختيار المدير الجديد للجامعة.
وتفصيلاً، أكد مدير جامعة الإمارات بالإنابة، الدكتور غالب الحضرمي البريكي، أن جامعة الإمارات تركز حالياً، من خلال رؤيتها وخطتها الاستراتيجية، على تحسين مخرجات التعليم والعمل المستمر على مواءمتها لاحتياجات سوق العمل بمساعدة التقنيات التعليمية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعليم الإلكتروني، والواقع الافتراضي، مشيراً إلى أن هذه الأهداف تتطلب إعداداً دقيقاً لطلبة المرحلة الثانوية قبل انتقالهم إلى الجامعة.
وقال البريكي، خلال لقاء صحافي عقده أمس، مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام: «سعياً لتحقيق رؤيتنا الاستراتيجية، فإن جامعة الإمارات تواصل، بالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مهمتها الاستباقية لدعم وضمان الانتقال السلس لطلبة المرحلة الثانوية إلى مرحلة التعليم الجامعي، من خلال إتاحة الفرصة لطلبة الصفين الـ11 والـ12 وتهيئتهم أكاديمياً لتحقيق شروط الالتحاق بالجامعة»، مشدداً على أهمية مواكبة الجامعة لما يشهده التعليم العالي من تطور سريع محلياً وعالمياً، باعتبارها الجامعة الوطنية الأم بالدولة.
وأضاف: «بالنسبة لما أثير أخيراً حول تعديل معايير القبول بالجامعة، فإننا نؤكد أن نهج التطور، المدعوم بالبيانات، الذي تتبعه الجامعة، يستند إلى دراسة مقارنِة أجريت، أخيراً، تشير إلى أنه على الرغم من رفع درجة الحد الأدنى لمجموع درجات الثانوية العامة من 75% إلى 80% بداية من العام الأكاديمي 2019- 2020، فإن ذلك لم يؤثر سلباً بشكل ملحوظ على أعداد الطلبة المواطنين المقبولين قبولاً مباشراً بالجامعة، المقدرة بـ1146 طالباً، مقارنة بـ1201 طالب في العام الأكاديمي السابق 2018-2019، كما أوضحت الإحصاءات أن العام الأكاديمي الماضي شهد تسجيل نحو 60% من طلبة المدارس الثانوية المقبولين لدى الجامعة، في البرنامج التأسيسي (السنة التحضيرية) الذي كان يستهلك ما لا يقل عن عام أكاديمي كامل، يقضيه الطلبة المقبولون قبولاً مشروطاً في هذا البرنامج التصحيحي قبل الالتحاق بكلياتهم، مقابل قبول 40% فقط من الطلبة قبولاً مباشراً في الكليات المختارة».
وتابع البريكي: «نتيجة لهذا التباين الواضح بين مهارات الطلبة المقبولين قبولاً مشروطاً والطلبة المقبولين قبولاً مباشراً، قامت جامعة الإمارات بتعزيز معايير القبول في العام الأكاديمي الجاري 2019-2020، لتصل نسبة الطلبة المقبولين قبولاً مباشراً في كليات الجامعة إلى 77%، ينما التحق 23% فقط بالبرنامج التأسيسي».
وأشار إلى أن توجيهات وزارة التربية والتعليم وفق استراتيجية التعليم بإلغاء البرنامج التأسيسي (السنة التحضيرية) في الجامعات الحكومية، كانت السبب الرئيس لقيام الجامعة باتباع منهج استباقي مبتكر، يعتمد على التواصل مع طلبة المرحلة الثانوية، بهدف زيادة جاهزيتهم للالتحاق مباشرة بالتعليم العالي دونما الحاجة إلى قضاء وقت إضافي في البرنامج التأسيسي الذي كان معمولاً به، موضحاً أن فكرة هذا النهج الاستباقي ترتكز على استبدال المساقات التأسيسية التقليدية بـ«وحدات دراسية إلكترونية» ستكون في متناول الطلبة أينما كانوا.
وقال مدير الجامعة بالإنابة: «هذه الوحدات تم استحداثها ودمجها داخل منصة الجامعة الإلكترونية، تمهيداً لإطلاقها يوم الأحد المقبل، بموجب شراكة مع إحدى المنصات العلمية الرائدة على مستوى العالم (إي دي إكس)، التي تأسست عام 2012 من قبل جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو ما سيمكّن جامعة الإمارات من توسعة نطاق مسؤولياتها الاجتماعية نحو طلبة التعليم العام، وتحقيق نقلة نوعية لهم نحو التعليم العالي، وذلك من خلال طرح مساقات إلكترونية مجانية على منصتها، تكون متاحة لجميع طلبة المرحلة الثانوية أينما كانوا، ما يتناغم مع الجهود والتوجهات الحالية لجامعة الإمارات لتكون جامعة المستقبل، وتمثل نموذجاً مستقبلياً فريداً من نوعه في تقديم خدماتها التعليمية، يبنى على أساس التحول الرقمي لتمكين أدوات التعلم التفاعلية المختلفة، مثل التعلم الذاتي، والتعلم الشخصي، والتعلم المصغر، والتعلم التعاوني». وأضاف: «حرصاً من الجامعة على مساعدة وتأهيل الطلبة المواطنين لتحقيق متطلب القبول في اللغة الإنجليزية (1250 في الاختبار القياسي في اللغة الإنجليزية إمسات)، الذي بدأ العمل به منذ العام الأكاديمي السابق 2018-2019، فإن الوحدات الدراسية التي ستكون متاحة على منصة الجامعة، ستشمل مساقين يساعدان طلبة المرحلة الثانوية على تحقيق متطلبات الكفاءة في اللغة الإنجليزية بوصفها معياراً رئيساً للالتحاق بالجامعة، وذلك بهدف تطوير مهارات المتعلمين في اللغة الإنجليزية من خلال تنمية مهارات القراءة والكتابة في سياق أكاديمي فاعل، بالإضافة إلى تشجيع الإقبال على الموضوعات الأكاديمية وتطوير قدراتهم على استخدام المفردات الأكاديمية، وتعزيز النطاق المعرفي للمتعلمين، واستخدامهم الدقيق للبنى النحوية في اللغة الإنجليزية، ما يؤهلهم لاجتياز الاختبار القياسي في اللغة الإنجليزية (إمسات) أو أي من اختبارات الكفاءة في اللغة الانجليزية المعتمدة في الجامعة، مثل تويفل أو آيلتس، إضافة إلى وضع خطة متكاملة لتأهيل الطلبة لاختبارات اللغة العربية ومواد العلوم والرياضيات، وفق المعايير الوطنية المتبعة في اختبارات الإمارات القياسية».
منصة «أنا أتمنى»
وكشف مدير جامعة الإمارات بالإنابة، عن أن الجامعة استحدثت نظاماً جديداً يطبق للمرة الأولى في الدولة، للتواصل مع طلبة المرحلة الثانوية لتوفير الدعم والمشورة لتأهيلهم للقبول المباشر بالجامعة، من دون الاحتياج إلى البرنامج التأسيسي، لافتاً إلى أنه إذا رغب الطالب في الانضمام إلى جامعة الإمارات، فإن كل ما يتطلبه الأمر هو إرسال رسالة إلكترونية تحوي كلمتين، هما «أنا أتمنى»، عبر البريد الإلكتروني [email protected]، على أن يتواصل مرشد أكاديمي من الجامعة معه لتقديم الإرشاد والمساعدة، في غضون 24 ساعة من استلام البريد الإلكتروني، خلال أيام العمل الرسمية، ويوجهه حول تحقيق متطلبات القبول في الجامعة من خلال منصتها الرسمية.
معايير القبول
ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، أكد مدير جامعة الإمارات بالإنابة، عدم وجود أي تغييرات جديدة تتعلق بنسبة قبول الطلبة لدى الجامعة، وهو ما ينطبق كذلك على اختبارات اللغة الإنجليزية المؤهِّلة للالتحاق بالجامعة، قائلاً: «كل ما حدث أن الجامعة رفعت، بداية العام الدراسي الجاري، درجة القبول عبر اختبار (إمسات) إلى 1200، نتيجة لإلغاء السنة التأسيسية، لكن لن تكون هناك أي زيادات في نسبة القبول خلال الفترة المقبلة»، وفي ما يتعلق بما أثير من جدل، بين عدد من أعضاء الهيئات التدريسية والموظفين بالجامعة، بشأن طبيعة عمل وتوجهات لجنة تطوير العمل داخل الجامعة، المعروفة بـ«لجنة التحوّل»، قال البريكي: «بطبيعة الحال قد يقابل البعض أي عملية تطوير بنوع من التخوّف والرفض، وهو أمر متعارف عليه، لكن رفع مستوى المعايير الجامعية أمر مهم جداً للحفاظ على الترتيب العالمي للجامعات، فما بالك بمن يهدف إلى تخطي التصنيف العالمي للجامعة، الذي وصل إلى 329 على العالم، بعد أن كانت بعيدة عن المركز 500، بالتأكيد هذا الأمر يحتاج إلى معايير صارمة، وفريق عمل محترف ومؤهل على أعلى مستوى، لاسيما أننا نطمح إلى وضع الجامعة بين أفضل 200 مؤسسة جامعية على مستوى العالم، وأفضل 20 جامعة على مستوى قارة آسيا بحلول 2030».
وأضاف: «لا توجد أي جامعة على مستوى الدولة يمكنها منافسة جامعة الإمارات، لأنها جامعة شاملة، وهذه الشمولية تمثل تحدياً كبيراً للوصول إلى التصنيف العالمي، ولمواجهته نسعى دوماً لاستقدام أفضل العناصر من الداخل والخارج، مع تطوير العناصر الداخلية من موظفين وإداريين وأعضاء هيئات تدريس، بأفضل السبل وفي أرقى الأكاديميات العالمية».
مدير جديد
قال مدير جامعة الإمارات بالإنابة، الدكتور غالب الحضرمي البريكي، إن إدارة الجامعة لم تستقر حتى الآن على اختيار المدير الجديد للجامعة، خلفاً للدكتور محمد البيلي، موضحاً أن اختيار مدير الجامعة أمر يخضع لاعتبارات عدة متعلقة بالخبرات والاستراتيجية، وإذا وجدت الجامعة فروقاً بسيطة بين المرشحين للمنصب، فإن الأولوية ستكون لمدير مواطن.
لجنة التحوّل والتوطين
أكد مدير جامعة الإمارات بالإنابة، الدكتور غالب البريكي، أن لجنة تطوير العمل داخل الجامعة، منذ بداية عملها، حرصت على الارتقاء بمستوى الطلبة من خلال اختيار وانتقاء أفضل أعضاء للهيئات التدريسية، منوهاً إلى أن اللجنة فتحت المجال أمام الجميع للمشاركة بالمقترحات التطويرية.
وشدد البريكي على عدم صحة ما يثار عن أن لجنة التحوّل لا تهتم بمسألة التوطين، قائلاً: «هذا الأمر ليس صحيحاً على الإطلاق، فالأرقام تؤكد ارتفاع نسب التوطين داخل الجامعة، كما أن اللجنة تعمل تحت مسؤولية الرئيس الأعلى للجامعة ومديرها بالإنابة، وهما مواطنان، بجانب وجود أعضاء آخرين من المواطنين».
الامارات اليوم