أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسمياً الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي حملت تصميم “الخطوط السبعة”، وذلك عقب اختياره من قبل الأكثرية من بين 10.6 ملايين شخص شاركوا في التصويت المفتوح من مختلف أنحاء العالم لاختيار شعار الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات وتقديم قصتها الملهمة للعالم كرمز للطموح والإنجاز والانفتاح والأمل وثقافة اللامستحيل.
جاء ذلك في قصر الرئاسة بأبوظبي وبحضور فريق “الملهمون الـ49” من المبدعين والأدباء والفنانين والشعراء والمصممين الإماراتيين الذين عملوا على ابتكار التصاميم والشعارات المقترحة لتمثيل الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات وتقديم قصتها الملهمة ومنظومتها القيمية لشعوب العالم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات تمثل خارطتنا.. وهويتنا.. وتصاعد طموحاتنا، مضيفاً سموه: الهوية الإعلامية المرئية تمثل سبع إمارات.. وسبعة مؤسسين.. وسبعة خيول نتنافس بها في سباق التنمية العالمي.
واعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن فتح باب التصويت عالمياً لاختيار تصميم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات أكد البعد الإنساني لقيم الشراكة والانفتاح التي تتميز بها دولة الإمارات.
وأشار سموه إلى أن مبادرة زراعة الأشجار ساهمت في نشر الأمل، حيث قال سموه: 10 ملايين شجرة ستزرعها الإمارات .. وتزرع من خلالها أيضاً أملاً جديداً وقصة إلهام جديدة.
وختم سموه: ندعو جميع القطاعات والفعاليات والمؤسسات الاستراتيجية في الدولة لاستخدام هذا الشعار ضمن مبادراتها وفعالياتها الاستراتيجية التي تنقل قصة الإمارات للعالم.
وبهذه المناسبة قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان : نهدف من خلال الهوية الإعلامية الجديدة إلى ترسيخ سمعة الإمارات العالمية والتي استثمرنا فيها عبر 48 عاما من العمل المتواصل الآلاف من فرق العمل.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن : خارطة دولة الإمارات في قلب كل مواطن ومقيم ومحب لهذه البلاد الطيبة .. ونقدر جهود الجميع في رفع راية بلادنا عالميا والتي تحققت في ظلها كل الإنجازات الحضارية على مدى العقود الماضية.
وترافق الإعلان عن الهوية الإعلامية المرئية مع اعتماد الشعار المرافق لها “لا شيء مستحيل” باللغة العربية وMake it Happen باللغة الإنجليزية، تجسيداً لثقافة التميّز والريادة والطموح، وتأكيداً على مبدأ اللامستحيل الذي يميز قصة الإمارات ومسيرتها وتفكير قادتها وطبيعة المشاريع التي تطلقها .. كما يؤكد الشعار الجديد على طموحاتها الجديدة والتي ليس لها حدود ولا تحدها سقف، ولا تقف كلمة المستحيل أمامها.
وهو شعار يؤكد مكانة الإمارات كحاضنة للإبداع البشري، ووجهة للكفاءات من جهات الأرض الأربع، وفكرة إنسانية عابرة للثقافات تؤمن بالفرص وتفتح الباب لتحقيق الآمال والتطلعات والأحلام وتحتفي بالطاقات والإمكانات اللامحدودة الموجودة في كل إنسان .. كما يمكن لهذا الشعار أن يكون شخصياً أو مؤسسياً أو اقتصادياً ليعبر عن الإمكانات العظيمة في كل فرد والطموحات الكبيرة التي لا تعرف حدوداً.
ويجسّد تصميم الهوية الإعلامية المرئية الفائز بأكثرية الأصوات وهو “الخطوط السبعة” كل القيم التي أراد مشروع الهوية الوطني وكل القائمين عليه والملهمون الـ49 الذين عملوا فيه تضمينها في تصميم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات وشعارها؛ وقيم الوحدة والتوحد والتعاون لتشكيل تجربة تنموية غير مسبوقة وإبراز خارطة الإمارات على خارطة العالم .. كما يشير الشعار إلى السبع إمارات والسبعة مؤسسين في خطوط متصاعدة تعبر عن الطموح اللامحدود.
وتصميم “الخطوط السبعة” هو عبارة عن سبعة خطوط ترسم خريطة الإمارات، أقرب إلى أعمدة شاهقة، ودعائم راسخة، ثابتة في أرضها، في دلالة تشير إلى علو الهمة وارتقاء الحلم وتسارع التنمية .. سبعة أعمدة تشكل دعامات البيت المتوحد، تقديراً للقادة السبعة الذي وحدوا أحلام الشعب تحت راية علم واحد لدولة متحدة، لسان حالهم معاً نستطيع أن نبني .. معاً نستطيع أن نحلم .. معاً نستطيع أن نكون دولة نباهي بها الأمم.
هذه الدعامات النابضة بالألوان الوطنية تجسد في ارتقائها وشموخها تطلعات الإمارات، قيادة وشعباً، إلى المستقبل ضمن حراك تنموي لا يتوقف، عنوانه التقدم والتميز والإبداع والابتكار والريادة والطموح الذي لا سقف له .. وتبرز الدعامات في الشعار بألوان علم الإمارات الأسود والأخضر والأحمر فيما يشكل الأبيض القلب المشترك الذي يربط أواصر هذه الدعامات.
وينقل تصميم الهوية الإعلامية المرئية وشعارها “لا شيء مستحيل” رسالة الإمارات للعالم كقصة نجاح ملهمة وورشة إنجاز مستمرة تحتفي بالإبداع وتمكّن الكفاءات وتصنع المستقبل وتحول التحديات إلى فرص ولا تعترف بالمستحيل.
وتقدم الهوية وشعارها للعالم ثقافة “اللامستحيل” التي تتبناها الإمارات كمنهج تفكير وثقافة شعب وطموح مجتمع ومنظومة عمل متكاملة، في سعيها المتواصل للارتقاء بجودة الحياة وتحقيق سعادة الأفراد والمجتمع وتسخير مختلف مقدراتها السياسية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية والإنسانية والثقافية والقيمية لبناء التجربة الإماراتية الاستثنائية وصناعة هويتها الإعلامية المتميزة كانعكاس لهويتها المتفرِّدة وقصتها الإنسانية الملهمة.
والهوية وشعارها هما أيضاً رسالة أمل وتحفيز تعزز سمعة الإمارات وحضورها في المجتمع الدولي كدولة حريصة على استدامة التنمية محلياً وعالمياً، ومواصلة التعلم والنمو والتطور والارتقاء، واحتضان الابتكار وتسخير الإمكانات وصناعة الريادة وتصديرها، وإحداث تحوّلات إيجابية وبنّاءة تخدم الإنسان والإنسانية وترتقي بالحياة البشرية.
ويهدف تصميم هوية إعلامية لدولة الإمارات إلى نقل قصة الإمارات الملهمة للعالم كقصة نجاح ومسيرة بناء متواصلة رغم التحديات والعقبات، وذلك من خلال شعار مرئي يمكن تناقله بين الشعوب والمؤسسات بصورة شعبية، ويمكن استخدامه من قبل كافة الفعاليات والقطاعات الحكومية وغير الحكومية .. وسوف تعكس الهوية الإعلامية والشعار المرئي قصة الإمارات وقيمها وتميزها وفرادتها وإنسانيتها لتشكل مصدر إلهام وتحفيز للشعوب، وترسيخ مكانة الإمارات وسمعتها في المجتمع الدولي كدولة فاعلة وقادرة على إحداث التغيير البناء بما يسهم في خدمة البشرية من خلال الارتقاء بواقع المجتمعات وتغيير حياة الناس للأفضل.
وتم الإعلان عن تأسيس مكتب الهوية الإعلامية لدولة الإمارات ضمن مكتب الدبلوماسية العامة في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، والذي سيشكل المرجعية لاستخدامات الشعار وسيقوم بإصدار أدلة الاستخدام لكافة القطاعات والمؤسسات.
وكانت مسيرة مشروع الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات بدأت مطلع شهر نوفمبر 2019 بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن إطلاق مشروع وطني لابتكار وتصميم شعار يعكس الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات، ويجسد قيمها الإنسانية والثقافية وإرثها التاريخي وإنجازاتها التنموية اقتصادياً واجتماعياً وبشرياً، ويقدم للعالم قصتها الاستثنائية وتجربتها المتميزة فكرةً ملهمة عابرة للحدود والثقافات وموطناً للفرص والأحلام والطموحات والإنجازات التي لا تعترف بالمستحيل ولا تقف أمام التحديات.
وتم توجيه الدعوة لـ49 مبدعة ومبدعاً إماراتياً من مختلف التخصصات ومن كافة إمارات الدولة، في ورشة “الملهمون الـ49″، للعمل على وضع تصاميمهم للهوية الإعلامية المرئية ضمن ورشة عمل وطنية جامعة توزعوا فيها على سبعة فرق لابتكار تصاميم متميزة تجمع بين المحتوى الإبداعي والتصميم الفني لتروي القصة الملهمة لدولة الإمارات.
وشكّل الملهمون الـ49 سبعة فرق هي فريق السدرة، وفريق الدانة، وفريق النخلة، وفريق الصقر، وفريق البوم، وفريق الغاف، وفريق البارجيل، تعاونت فيما بينها خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر 2019 على وضع تصاميم فنية وإبداعية متنوعة راعت تضمين سبعة قيم أساسية لتمثل دولة الإمارات ومنظومتها القيمية العالمية على أكمل وجه في تصاميم الهوية الإعلامية المرئية التي عملوا عليها؛ وهي العطاء، والمصداقية، والانفتاح، والابتكار، والاستشراف، والتسامح، والتواضع.
وعقب إنجاز التصاميم المقترحة والتوافق على ثلاثة خيارات كانت الأكثر تميزاً وتجسيداً للمنظومة القيمية لدولة الإمارات، وهي “الإمارات بخطّ عربي” و”النخلة” و”الخطوط السبعة” في منتصف شهر ديسمبر 2019، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعوة مفتوحة للجميع من كافة أنحاء العالم للمشاركة في التصويت على اختيار تصميم الهوية الإعلامية المرئية للإمارات، في خطوة منحت المشروع الوطني بعداً إنسانياً عالمياً وأكدت قيم التسامح والانفتاح والشراكة التي تحتفي بها دولة الإمارات وقيادتها.
وترافق فتح باب التصويت العالمي مع تعهد دولة الإمارات غرس شجرة مقابل كل صوت يشارك في اختيار تصميم هويتها الإعلامية المرئية، وهو ما ولّد تفاعلاً مليوناً عالمياً مع الحملة التي سجلت أكثر من 500 مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، وشجع الملايين من 185 دولة على المشاركة في عملية التصويت حتى بلغ إجمالي عدد المصوتين 10.6 ملايين بنهاية يوم 31 ديسمبر 2019 موعد انتهاء مهلة التصويت التي تم تمديدها نظراً للإقبال الكبير.
وبهذا يكون عدد الأشجار التي ستقوم دولة الإمارات بزراعتها أكثر من 10 ملايين شجرة في مناطق في كلٍ من إندونيسيا ونيبال بما يعزز التنوع الحيوي ويعيد تشجير تلك المناطق المتأثرة سلباً بالتغير المناخي، ويمكّن الأفراد والمجتمعات المتضررة منه، ويحمي البيئة.
وتقدم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات قصة الإمارات للعالم وتعزز صورتها الإيجابية في الذهنية العالمية انطلاقاً من دورها التنموي والبنّاء، فضلاً عن ترسيخ سمعتها في المجتمع الدولي بتسليط الضوء على تجربتها المتميزة القائمة على تمكين الإنسان والتطوير والتعلم المستمرين واستدامة النمو والحرص على التعاون والشراكة الإنسانية ومشاركة التجارب الناجحة مع الدول والشعوب، ووضع نموذج التقدم المتسارع الذي حققته الإمارات كدولة حاضنة للابتكار وصانعة للريادة في متناول الجميع، مع إبراز المقومات الاقتصادية والتاريخية والجغرافية والإنسانية والثقافية والقيمية التي تشكل أساس بناء التجربة الإماراتية المتميزة.
وتروي الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات سيرتها الملهمة وتجربتها الاستثنائية، وتقدم للعالم فكرتها الإنسانية الملهمة التي لا تعرف المستحيل وتؤكد قدرة المجتمعات البشرية ذات الرؤية والروح الإيجابية على الإنجاز والريادة ..وهي هوية ترسخ مكانتها ملتقى للعالم ومنارة للأمل وأرضاً للمواهب ومركزاً تجارياً عالمياً وموطناً للإرث والتراث وبوابة للمستقبل.
وام