انطلقت في أبوظبي أمس، أعمال الدورة السنوية الرابعة لـ«منتدى الطاقة العالمي» الذي ينظمه «المجلس الأطلسي»، بمشاركة 700 مسؤول يمثلون 75 دولة، لإرساء أجندة الطاقة العالمية لعام 2020 ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة. وأكدت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» أن الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في دولة الإمارات ستزداد إلى أربعة ملايين برميل نفط يومياً في نهاية 2020، في وقت تقترب فيه من تحقيق هدفها بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز، وأن تصبح مصدراً صافياً للغاز.

طاقة إنتاجية

وكشف وزير دولة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في دولة الإمارات ستزداد إلى أربعة ملايين برميل نفط يومياً في نهاية العام الجاري، مؤكداً أن الدولة تقترب من تحقيق هدفها بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز، وأن تصبح مصدراً صافياً للغاز في المستقبل. وأضاف الجابر في كلمة له في افتتاح الدورة السنوية الرابعة من «منتدى الطاقة العالمي» الذي ينظمه المجلس الأطلسي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات ضاعفت قدراتها في الطاقة الشمسية بنسبة 400%، كما استثمرت في مشروعات داخلية للطاقة المتجددة، وفي 25 دولة، بطاقة إنتاجية إجمالية تقارب 12 غيغاوات من الطاقة النظيفة.

وأكد أن دولة الإمارات ستكون العام الجاري، أول دولة في المنطقة تدير محطة لإنتاج الطاقة النووية لأغراض تجارية بطريقة آمنة وسليمة، كما ستستمر في تنمية مواردها الهيدروكربونية بطريقة مسؤولة، لضمان توفير امدادات مستقرة وموثوقة للطاقة إلى الأسواق العالمية.

وذكر أن الطلب على المديين القصير والبعيد على الطاقة لايزال قوياً للغاية خلال العقدين المقبلين، إذ سنشهد نمواً يراوح بين 25 و30% على الأقل في الطلب على الطاقة، وهو معدل لا يمكن لمصدر واحد أن يوفره، لافتاً إلى أن التحدي الرئيس يتمثل في كيفية إنتاج مزيد من الطاقة مع تقليل الانبعاثات، وهو ما تراه الإمارات فرصة فريدة لدعم قيادتها في مجال الطاقة.

عام حاسم

من جانبه، اعتبر وزير الطاقة والصناعة، سهيل محمد المزروعي، أن 2020 هو عام حاسم بالنسبة للإمارات حيث تبدأ تشغيل أول وحدة من مفاعلها النووي، مع بدء تحميل الوقود، مشدداً على التزام الإمارات بأن يكون مفاعل «براكة» أكثر المفاعلات أماناً في العالم. وأكد أن دولة الإمارات ملتزمة بالعمل مع الجميع لضمان أمن الطاقة، ومن أنه مكفول للجميع، وضخ المزيد من الاستثمارات من جانب الشركات المعنية في الأسواق، لافتاً إلى التزام من جانب منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» بعدم رفع الأسعار، وتوفير توازن بين العرض والطلب، وضمان تزويد العالم بإمدادات طاقة بشكل جيد، وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع.

مشروع نموذجي

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد إبراهيم الحمادي، إنه عند التشغيل التام لمحطات «براكة» الأربع، فإنها ستنتج ما يصل إلى 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية، وستحدّ من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، في وقت يسهم فيه المشروع بتوفير وظائف مجزية، وتطوير قطاع صناعي جديد.

وأكد أن المشروع يُشكل نموذجاً يُحتذى به من قبل الدول الساعية لتطوير برامج جديدة للطاقة النووية السلمية وتنويع مصادر الطاقة لديها.

وأوضح الحمادي أن قطاع الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات ومشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، يسهمان في دعم النمو والازدهار في الدولة من خلال إنتاج 5600 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، فضلاً عن توفير فرص وظيفية، ومنح دراسية لمواطني الدولة لعقود مقبلة.

وتابع: «بمجرد الحصول على ترخيص التشغيل للوحدة الأولى من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ستبدأ عملية توفير الكهرباء الآمنة والنظيفة والموثوق بها على مدار الساعة».

«براكة».. إنجاز عالمي بكل المقاييس

اعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، المشروع النووي الإماراتي إنجازاً عظيماً وعالمياً بكل المقاييس.

من جانبه، قال مدير مركز الطاقة العالمي في «المجلس الأطلسي»، راندولف بيل، إن المنتدى يتيح المجال لصانعي القرار من جميع أنحاء العالم لاتخاذ خطوات فعّالة من أجل احتواء الأزمات في المنطقة التي تؤثر بشكل كبير للغاية في أسواق الطاقة.

أمّا رئيس المجلس الأطلسي، فريدريك كيمب، فأكد أن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» يُعد أكبر تجمع للطاقة والاستدامة في العالم، إذ يشارك فيه أكثر من 700 مندوب يمثلون 75 دولة، مشدداً على التزام المجلس بدعم الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الوقود الاحفوري لتعزيز قطاع الطاقة.

الامارات اليوم