قالت شركة مايكروسوفت أن مكالمات خدمة التراسل سكايب التابعة لها تُنسخ الآن في “منشآت آمنة في عدد صغير من الدول”، وذلك بعد تقرير جديد نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، الجمعة، بشأن استخدام الشركة للمتعاقد في الصين للاستماع إلى بعض المكالمات للتأكد من أن برنامج النسخة الخاص بها يعمل بصورة صحيحة.

وأكدت عملاقة البرمجيات الأمريكية لموقع (ذا فيرج) The Verge التقنية أن الصين ليست حالياً واحدةً من البلدان التي تُنسخ فيها مكالمات سكايب.

استعراض آلاف التسجيلات الصوتية

وقال متعاقد سابق كان يعيش في بكين لصحيفة الغارديان: إنه نسخ مكالمات سكايب مع القليل من الحماية الأمنية بسبب تدخل محتمل من الدولة.

وقال المتعاقد السابق الذي لم يُكشف عن هويته للصحيفة إنه استعرض الآلاف من التسجيلات الصوتية من سكايب والمساعد الرقمي كورتانا على حاسوبه المحمول الشخصي من منزله في بكين على مدار عامين.

ووفقاً لتقرير الغارديان، فقد تمكن المتعاقدون الذين كانوا جزءً من عملية المراجعة من الوصول إلى التسجيلات عبر تطبيق ويب في متصفح كروم عبر الإنترنت في الصين، وقد كان هناك القليل من التدقيق في الموظفين، وعدم وجود تدابير أمنية معمول بها لحماية التسجيلات الصوتية من الدولة أو التدخل الجنائي.

“أمر جنوني”

وقال المتعاقد لصحيفة الغارديان: إنه سمع “جميع أنواع المحادثات غير العادية” أثناء قيامه بالنسخ. وأضاف: “بعد تثقيف نفسي بشأن الأمن الإلكتروني، أجد الأمر جنونياً بعض الشيء الآن، أنهم قدموا لي عنوان URL واسم مستخدم وكلمة مرور أُرسلت عبر البريد الإلكتروني”.

وبعد انتشار تقرير الغارديان، قال متحدث باسم مايكروسوفت لموقع (ذا فيرج) في رسالة بالبريد الإلكتروني: إنه “إذا كان هناك سلوك مشكوك فيه أو انتهاك محتمل من جانب أحد موردينا، فنحن نتحرى الأمر ونتخذ إجراءً”، وأضاف: إن المقتطفات الصوتية التي يحصل عليها المتعاقدون هي المراجعة لمدة عشر ثوانٍ أو أقصر، ولن يتمكن أي شخص يراجع هذه المقتطفات من الوصول إلى محادثات أطول.

وأضاف المتحدث: “لقد كشفنا دائماً عن ذلك للعملاء ونعمل وفقاً لأعلى معايير الخصوصية المنصوص عليها في قوانين مثل اللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات”.

يُشار إلى أن الحديث عن وجود برنامج لنسخ محادثات سكايب ظهر أول مرة في تقرير نشره موقع (مذربورد) Motherboard في شهر آب/أغسطس الماضي، ومع أن شروط خدمة سكايب تشير إلى أنها تعمل تحليل صوت المكالمات، إلا أن ذلك التقرير كان الأول في توضيح مقدار التحليل الذي يجريه البشر، وعلى عكس الشركات المنافسة التي أعلنت صراحةً أنها ستنهي ممارسة المراجعة البشرية لصوت المساعدات الرقمية، واصلت مايكروسوفت هذه الممارسة، محدثةً على ما يبدو سياسة الخصوصية الخاصة بها للاعتراف بأنها كانت تفعل ذلك.

 

 

العربية.نت