تمثل زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للدولة التي يبدأها اليوم محطة جديدة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين والممتدة على مدار 48 عاما.

وتعد اليابان من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدولة وذلك في عام 1971، فيما افتتحت سفارة الإمارات بطوكيو في ديسمبر 1973 وسفارة لليابان بأبوظبي في أبريل 1974.

وتواصل العلاقات الإماراتية اليابانية تطورها المطرد مستفيدة في ذلك من دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين وحرصهما المشترك على دفع هذه العلاقات إلى الأمام، ورفدها بالمزيد من أسباب النمو والازدهار.

وتأتي الزيارة في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين وضمن التاريخ الحافل من الزيارات المتبادلة بينهما التي كان لها بالغ الأثر في تنمية هذه العلاقات وترقيتها إلى المستويات التي تحقق الطموحات المشتركة.

وشهدت العلاقات الثنائية زيارات متبادلة لكبار قادة البلدين حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” بزيارة تاريخية لليابان في مايو 1990 التقى خلالها كبار المسؤولين اليابانيين وفي مقدمتهم جلالة الإمبراطور أكيهيتو.

وفي عام 2007، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة تاريخية لليابان استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء شينزو آبي الذي قام بزيارة مماثلة للدولة في العام نفسه.

كما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في عام 2014 الإمبراطور اكيهيتو إمبراطور اليابان في طوكيو وبحث سموه مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي علاقات التعاون والصداقة بين الإمارات واليابان، والقضايا التي تهم البلدين، والمستجدات في المنطقة.

وفي عام 2018 استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وبحث معه علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومجمل القضايا الإقليمية والدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

و أكد الجانبان في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة التزامهما بالتعاون من أجل تحقيق الرخاء والاستقرار، وصياغة رؤية مشتركة واستراتيجية تعاون مشترك نحو المناسبة التالية لاجتماع القادة في إطار ما يطلق عليه ” مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (CSPI)” .

وتعيش في دولة الإمارات جالية يابانية بلغ عددها في العام 2016 نحو 4000 ياباني، في حين يقيم المئات من الإماراتيين في اليابان بغرض الدراسة والاستثمار.

و تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموا وازدهارا مستمرين وتعتبر اليابان الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم .. وقد لعبت الاستثمارات والتكنولوجيا اليابانية المتطورة دورا حيويا في دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، لاسيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة، والنقل، والطيران، والرعاية الصحية.

و تعد الإمارات ثاني أكبر مورد للنفط في لليابان حيث وفرت بحلول سبتمبر 2019 حوالي 29.9 بالمائة من إجمالي وارداتها من النفط، وفي العام 2018، حصلت اليابان على امتياز نفطي في أبوظبي على مدار الأربعين عاما القادمة.

وتلعب السياحة بين البلدين دورا مهما في تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين الإمارات واليابان وبلغ عدد السياح اليابانيين إلى الدولة نحو 91 ألف زائر، فيما يشهد عدد الإماراتيين الذين يقصدون اليابان كوجهة سياحية نموا مستمرا، خاصة بعد إعفائهم من التأشيرة المسبقة لدخول اليابان اعتبارا من 1 يوليو 2017.

وتسير الناقلات الجوية الوطنية رحلات يومية إلى اليابان تشمل عددا من المحطات من أبرزها هانيدا وأوساكا وناريتا.

ونجح البلدان في التأسيس لعلاقات تعاون ثقافية وعلمية مميزة وارتبطا بعلاقة طويلة الأمد تعود إلى ما قبل إنشاء النظام الاتحادي لدولة الإمارات حيث شاركت إمارة أبوظبي بجناح خاص في معرض أوساكا إكسبو عام 1970 وبعد خمسين عاما، تستضيف دولة الإمارات معرض إكسبو دبي 2020، الذي من المتوقع أن يشهد مشاركة يابانية واسعة.

ويعد التعليم أحد أبرز مرتكزات العلاقات الثنائية بين البلدين فمنذ عام 1978 تم افتتاح أول مدرسة يابانية في الدولة، توفر خدماتها التربوية للطلبة من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف التاسع، وكانت قد بدأت في عام 2009 تدريس مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات للطلبة المواطنين الذين انتسبوا للمدرسة إضافة إلى المواد التابعة للمنهاج الوطني الياباني لذا فإن الطلبة المواطنين المنتسبين إلى المدرسة يكتسبون المعرفة بثلاث لغات.

و في المقابل.. يوجد أكثر من 100 طالب إماراتي يدرسون في الجامعات اليابانية ببرامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراة خصوصا في تخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.

ويرتبط البلدان بعلاقات تعاون وثيقة في مجال علوم الفضاء وشهد شهر أكتوبر 2018 إطلاق القمر الصناعي الإماراتي “خليفة سات” إلى الفضاء الخارجي من المحطة الأرضية في مركز “تانيغاشيما” الفضائي في اليابان على متن الصاروخ H-IIA في انجاز دشنت به الإمارات عهد التصنيع الفضائي الكامل.

وفي سبتمبر الماضي، نظم مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاسكا)، فعاليات تعليمية للتعريف بكيفية استخدام كاميرا الروبوت “Int-Ball” وقدم رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، شرحا مفصلا حول كيفية عمل الروبوت عبر بث مباشر من محطة الفضاء الدولية، للطلاب المبتعثين في اليابان.

وام