وصف تقرير حديث لبنك «جوليوس باير»، إمارة دبي، بأنها واحدة من أفضل المدن في العالم التي توفر قيمة استهلاكية جيدة، مشيراً إلى أنها تحتل المركز الـ17 على لائحة أغلى المدن لعيش حياة الرخاء، متفوقة بذلك على مدن عريقة أخرى.
وأوضح تقرير «الثروات العالمية ونمط الحياة»، الذي كشف عنه البنك، خلال مؤتمر صحافي في دبي، أمس، أن هونغ كونغ تصدرت القائمة، فيما حلت شانغهاي في المركز الثاني، وجاءت سنغافورة رابعاً ولندن سابعاً.
وأكد التقرير أن دبي تبقى المدينة المترفة متعددة الجنسيات، كما أنها تعد من أكثر الأسواق تنافسية لناحية امتلاك العقارات، نظراً إلى جاذبية أسعارها، وتوفير قطاعات مثل المجوهرات والسفر في درجة رجال الأعمال وحفلات الزفاف.
إمكانات كبيرة
وأشار التقرير إلى الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها دبي في قطاع الخدمات المترفة والترف المتفرّد، معتبراً أنها قادرة إلى جانب دول خليجية أخرى على توفير خدمات إضافية للمستهلكين وتجارب أصيلة. وتوقع أن تستحوذ الإمارة على حصة أكبر من هذا القطاع المزدهر الذي يقدّر بـ4.2 تريليونات دولار حول العالم مع إطلاق منتجعات مترفة جديدة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأفاد بأن النتائج تشير إلى أن العقارات المترفة في دبي تتميز حالياً بقيمة استثنائية مقارنة بالسنوات الماضية، لافتاً إلى أن ذلك يتزامن مع انطلاق «إكسبو 2020 دبي» الذي سيعزز الإنفاق السياحي ويدعم النمو الاقتصادي.
الأسعار والاستهلاك
ونظر تقرير «جوليوس باير» الشامل في الأسعار وسلوكيات المستهلكين حول العالم من أجل فهم عالم الترف بشكل أفضل، حيث أظهر مؤشر نمط حياة «جوليوس باير» أنّ آسيا هي المنطقة الأكثر غلاء في ما يتعلق باستهلاك السلع الفاخرة، بينما أوروبا هي الأقل غلاء، في حين تحتل القارة الأميركية مركزاً بين الاثنتين، رغم أن الاختلافات في الأسعار المحلية ملحوظة.
وواضح أن السياسات الحكومية والضرائب ورسوم الخدمة وتقلّبات العملات المحلية تعتبر العوامل الأساسية المساهمة في اختلاف الأسعار بين المدن والمناطق، لكن الطلب على الترف العالمي يستمر في النمو بشكل ثابت، نظراً لتفوق أداء شركات السلع والخدمات المترفة في الغرب والمدرجة في التقرير مقارنة بالمؤشرات السائدة.
السلع الفاخرة
وقال مسؤول الأسواق وحلول إدارة الثروات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «جوليوس باير»، راجيش مانواني، إن النسخة الأولى من التقرير الذي أصدره «جوليوس باير» تُظهر حركة استهلاك السلع الفاخرة حول العالم، حيث اعتُمد هذا المنهج للمرة الأولى في تقرير ثروات آسيا الذي يصدره البنك منذ عام 2011، الذي توسّع ليشمل 28 دولة. وأضاف أن التقرير يتناول موضوع الاستهلاك الواعي وتفضيل خوض التجارب الجديدة والحدّ من الهدر على شراء الأشياء، لافتاً إلى أنه مع توجّه المجتمع نحو مستقبل أكثر استدامة، أصبحت الاستدامة موضوعاً تتداوله الحكومات والمنظّمون والبنوك المركزية.
وبين أنه من بين أبرز النتائج التي توصل إليها التقرير هي ميل المستهلكين في آسيا وأميركا اللاتينية إلى اختيار المنتجات بناء على معايير استدامتها، نظراً لاختبارهم الآثار السلبية للنموّ الاقتصادي التي يتسبّب فيها البشر.
دراسة
من جانبه، قال مسؤول حلول إدارة الثروات عضو المجلس التنفيذي في «جوليوس باير»، نيكولاس دو سكورونسكي، إن التقرير يظهر رغبة المستهلكين المتزايدة في التوفيق بين قرارات شرائهم وقناعاتهم الاجتماعية والبيئية والسياسية، خصوصاً مع أبناء جيل الألفية ليتمّ تناقله عبر الأجيال.
وأوضح أنه جرت دراسة أسعار 20 سلعة وخدمة فاخرة في 28 مدينة حول العالم، 10 منها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و12 في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وست مدن في القارة الأميركية.
وأضاف سكورونسكي أن آسيا تعتبر القارة الأكثر غلاءً، لاسيما في ما يتعلق بالعقارات السكنية، حيث تحتضن ستاً من المدن الـ10 الأكثر غلاءً في العالم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السيارات المترفة، إذ يضمّ المؤشر ثماني مدن آسيوية من أصل 10 هي الأكثر غلاءً، لكن قيمة السلع الأصغر حجماً أفضل في آسيا.
الأغلى والأرخص
أفاد تقرير لبنك «جوليوس باير»، بأن قارة آسيا تحتضن في الوقت نفسه أغلى مدينة في العالم هي هونغ كونغ، وأرخصها مومباي، موضحاً أن هونغ كونغ تعتبر أغلى بأكثر من 90% من مدن العالم في ما يتعلق بسعر العقارات وخدمات التجميل والأكل في المطاعم الراقية، والسفر في درجة رجال الأعمال، ورسوم المحامين، تليها شانغهاي في التصنيف الإقليمي والعالمي. وأضاف أنه على الرغم من أن شانغهاي أرخص من هونغ كونغ في ما يتعلق بأسعار العقارات والفنادق، إلا أنّ أسعار السلع المحمولة فيها مثل الساعات وحقائب النساء باهظة، وكذلك الخدمات مثل رسوم المحامين وأجور المدرّبين الشخصيين.
وأشار إلى أنه في المقابل، توفر مومباي قيمة ممتازة في ما يتعلق بأسعار كل السلع والخدمات المتعددة، وتحتل مرتبة ضمن أرخص 25 مدينة.
الإمارات اليوم