طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، مساء اليوم السبت، من الجيش وقادة الأمن استعادة الهدوء في وسط العاصمة بيروت بعد إصابة 165 متظاهرا خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
وقال حساب الرئاسة اللبنانية، على «تويتر»، «الرئيس عون طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين».
كما طلب الرئيس من قوات الأمن «منع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري في العاصمة».
ومع دخول حركة الاحتجاج غير المسبوقة في لبنان شهرها الرابع، شهد وسط بيروت السبت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن فيما لا تزال القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تهدئ غضب الشارع.
وأوقعت المواجهات، التي استمرت لساعات بين المتظاهرين وقوات الأمن في وسط بيروت، 165 جريحاً على الأقل من الطرفين، وفق إحصاءات الصليب الأحمر اللبناني الذي تتولى فرقه إسعاف المصابين.
وقال متحدث باسم الصليب الأحمر مساء السبت إن فرق المنظمة التي باتت في حال «استنفار قصوى» نقلت أكثر من 65 شخصاً حتى الساعة من وسط بيروت إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، بينما أسعفت أكثر من مئة شخص في المكان.
وأفادت قوى الأمن الداخلي عن إصابات في صفوفها. وقالت إن «بعضهم عولج ميدانياً والبعض الآخر نقل إلى المستشفيات»
وانطلقت مسيرات من نقاط عدة في بيروت تحت عنوان «لن ندفع الثمن»، احتجاجاً على التأخير في تشكيل حكومة جديدة. وقبل وصولها إلى وسط بيروت، حيث أقفلت قوات الأمن مدخلاً مؤدياً إلى مقر البرلمان بعوائق الحديد، بادرت مجموعة محتجين إلى مهاجمة درع بشري من قوات مكافحة الشغب.
وأقدم هؤلاء، وفق مشاهد حية بثتها شاشات التلفزة المحلية، على رشق قوات الأمن بالحجارة ومستوعبات الزهور. كما عمد عدد منهم إلى اقتلاع أشجار فتيّة وإشارات المرور من الشارع ومهاجمة عناصر الأمن مباشرة بها.
وردّت قوات الأمن بإطلاق خراطيم المياه ومن ثمّ الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم. واستمرت الموجهات نحو ثلاث ساعات، تحولت فيها شوارع وسط بيروت إلى ما يشبه ساحة حرب. وتحاول قوات الأمن إبعاد مثيري الشغب بينما تجوب سيارات الإسعاف المنطقة.
وأقدم مجهولون على حرق عدد من خيم الاحتجاج في ساحة الشهداء والتي غالباً ما تشهد احتجاجات منذ بدء التظاهرات.
وذكرت قوات الأمن، في تغريدة على «تويتر»، أنه «يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب».
ووقعت عشر حالات إغماء على الأقل في صفوف المتظاهرين جراء القنابل المسيلة للدموع.
وفي تغريدة ثانية، أعلنت قوى الأمن أنها ستبدأ «ملاحقة وتوقيف الأشخاص الذين يقومون بأعمال شغب وإحالتهم إلى القضاء».
وقالت مايا (23 سنة) «أنا هنا لأننا بعد أكثر من تسعين يوماً في الشارع ما زالوا يختلفون على حصصهم في الحكومة ولا يسألون عن الشارع (..) وكأنهم لا يرون تحركاتنا»، مضيفة «الغضب الشعبي هو الحلّ».
واستعادت حركة التظاهرات غير المسبوقة في لبنان زخمها الأسبوع الحالي مع مهاجمة متظاهرين لعدد من المصارف وتكسير واجهاتها احتجاجاً على قيود مشددة تفرضها على المودعين.
وإثر استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري بعد نحو أسبوعين من انطلاق المظاهرات، كُلف الأستاذ الجامعي الوزير السابق حسان دياب تشكيل حكومة جديدة تعهّد بأن تكون مصغرة ومؤلفة من اختصاصيين، تلبية لطلب الشارع.
إلا أن دياب لم يتمكن من تشكيل حكومته بعد.
الاتحاد