توعد الجيش اليمني، أمس الأحد، ميليشيات الحوثي الانقلابية بـ «رد قاس»، وذلك غداة مقتل وإصابة العشرات من الجنود، في هجوم صاروخي باليستي للميليشيات على معسكر في مدينة مأرب، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد الركن عبده عبدالله مجلي، في بيان نشره موقع الجيش (سبتمبر نت): إن 79 جندياً قتلوا، وأصيب 81 آخرون في الهجوم الصاروخي، الذي شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأصاب مسجداً بمعسكر التدريب في مأرب، مؤكداً أن دماء القتلى «لن تذهب هدراً، وسيتم الرد على الميليشيا الحوثية الإجرامية بقوّة، على يد أبطال الجيش في مختلف الجبهات القتالية».
وأضاف: إن «هذه الدماء الزكية ستكون لأبطال قواتنا المسلحة، بمثابة مشاعل لا تنطفئ ووهجاً ينير الطريق، حتى نأخذ بالثأر من الميليشيا الحوثي الانقلابية، ونستعيد كافة المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الميليشيا المتمردة، التي رمت بكل الاتفاقات والمعاهدات عرض الحائط».
وأكد العميد مجلي، أن «الأعمال الإرهابية لن تثني شعبنا اليمني وقيادته السياسية وقواته المسلحة، عن مواصلة السير في استكمال تحرير المناطق، التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية الحوثية»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الاستهدافات الإجرامية الغادرة لن تزيد قواتنا المسلحة والأمن إلا قوّة وصلابة وتحدياً وثباتاً وإصراراً على قهر الميليشيا المتمردة الحوثية».
وأشار إلى أن الهجوم الصاروخي لميليشيات الحوثي جاء «إثر الانتصارات التي حققها جيشنا في مختلف الجبهات القتالية، وبالأخص الانتصارات الأخيرة في جبهة نهم شرق صنعاء، وفي محافظات صعدة وتعز والبيضاء»، مؤكداً أن «الانتصارات الكبيرة ستتواصل، وسيكون الرد القاسي لتلك الميليشيات الحوثية المتمردة التي أصيبت بالهستيريا والجنون والتخبّط العشوائي، ما جعلها تقوم بإطلاق الصواريخ العشوائية بين الحين والآخر على الأعيان المدنية، في مخالفة للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية».
وذكرت مصادر عسكرية في مأرب، لـ«الاتحاد»، أن صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي الانقلابية من قاعدة عسكرية في مديرية خولان، جنوب شرق صنعاء، أصاب معسكر الاستقبال التابع للواء الرابع حماية رئاسية في منطقة الميل شمال غرب مدينة مأرب، التي تبعد 170 كيلومتراً إلى الشرق عن صنعاء، وأوضحت المصادر أن الهجوم استهدف «مسجد المعسكر أثناء تجمع عشرات الجنود لأداء صلاة المغرب، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود».
وتضاربت الأنباء بشأن الإحصائية المؤكدة لضحايا الهجوم، ففيما أشار بيانا الرئاسة اليمنية ووزارة الدفاع إلى «سقوط عدد من الشهداء والجرحى» من الجنود والمدنيين، أكد مصدر عسكري مطلع، لـ«الاتحاد»، مقتل ما لا يقل عن 73 جندياً، وإصابة أكثر من 90 آخرين، جراء الهجوم الصاروخي، في حين نقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر طبي في مستشفى مأرب العام، أن 83 جندياً قتلوا، بينما أصيب 148 آخرون.
ويعد الهجوم، الأعنف على القوات اليمنية في المناطق المحررة، منذ استهداف الحوثيين بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة معسكر الجلاء في عدن، مطلع أغسطس الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر 40 جندياً من قوات الحزام الأمني وجرح 50 آخرين.
وجاء الهجوم الصاروخي للحوثيين على معسكر الاستقبال في مأرب، بعد يوم واحد على إطلاق الجيش اليمني هجوماً واسعاً على الميليشيات الانقلابية في مديرية نهم، الواقعة شمال شرق صنعاء ومتاخمة لمحافظة مأرب.
ودعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، قوات الجيش إلى «تعزيز اليقظة العسكرية والجاهزية القتالية»، بعد الهجوم الصاروخي الحوثي، ووصف الرئيس هادي الهجوم الصاروخي على معسكر الاستقبال في مأرب بـ«العملية الإرهابية الغادرة والجبانة»، ودعا في اتصالين هاتفيين مع محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء عادل القميري، إلى «تعزيز اليقظة العسكرية والجاهزية القتالية، وتنفيذ المهام والواجبات العسكرية»، مشدداً على ضرورة «إفشال كافة المخططات العدائية والتخريبية، وحفظ الأمن والاستقرار والسير نحو تحرير كامل التراب اليمني، وتخليص الوطن من شرور هذه العصابة الانقلابية المارقة».
وقال هادي: «الأفعال المشينة للميليشيات الحوثية، تؤكد دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام، لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار، وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة»، لافتاً إلى أن استهداف الحوثيين للتجمعات، ومنها دور العبادة، اعتداءات سافرة «تجسد وجهها القبيح المجرد من القيم الدينية والأخلاقية».
وأكد عزم الشعب اليمني، وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي بقيادة السعودية، على «قطع دابر تلك الجماعات المارقة، ووأد مشروعها الطائفي البغيض الدخيل على اليمن والمنطقة»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». ووصف نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، أمس، الهجوم الصاروخي للحوثيين على «مسجد» معسكر الاستقبال بأنه «جريمة بشعة تثبت لليمنيين والعالم حجم بشاعة الميليشيات الانقلابية وثقافتها، وتاريخها الدموي الرافض لكل فرص السلام، والذي لا يؤمن سوى بإزهاق مزيد من الأرواح وسفك دماء اليمنيين، إرضاء للمشروع الإيراني التخريبي».
وحث الأحمر القادة العسكريين على «مضاعفة الجهود لاتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء الحادثة الأليمة، واتخاذ الاحتياطات الأمنية المطلوبة».
من جانبه، وجه رئيس الوزراء معين عبدالملك، أمس، بصرف تعويضات لأسر قتلى الهجوم الحوثي على معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في مأرب، وأمر بتقديم «كل أشكال الرعاية والعناية بالجرحى حتى يتماثلون للشفاء»، وقال عبدالملك، في اتصالات هاتفية مع وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي، وعدد من قيادة الجيش في مأرب: إن «هذه الدماء الزكية لن تذهب هدراً، وسيدفع الانقلابيون، ومن يقف وراءهم، الثمن غالياً على كل ما ارتكبوه من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني، خدمةً للمشروع الإيراني».
الاتحاد