بينما يسود الهدوء الحذر على الأرض وتوقف العمليات العسكرية من قبل الجيش السوري وحلفائه ضد المعارضة السورية المسلحة في ريفي إدلب وحلب الغربي، يكثف الطيران المشترك (الروسي- السوري)، غاراته على مناطق محيطة بالطرق الدولية ومعاقل المسلّحين. وبحسب شهود عيان فإن القصف الروسي لم يتوقف منذ أسبوع، ولم تهدأ الطائرات المشتركة في سماء إدلب وحلب منذ انهيار الهدنة الأسبوع الماضي. وبينما يغيب مصير التفاهم الإقليمي والدولي حول إدلب، كشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» عن مشاورات روسية- تركية حول حسم مصير هذه المدينة وريفها، والعمل على إنهاء الصراع في تلك المنطقة.
وقال مصدر إن الولايات المتحدة بدأت في مشاورات مع الجانبين التركي والروسي للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في ظل إصرار روسي على استمرار العملية العسكرية حتى القضاء على جبهة النصرة وتفكيكها والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بينما ترى الولايات المتحدة بنصف حل يضمن هدنة طويلة الأمد، إلى حين حل سياسي متكامل.
أسلحة غربية
وأكدت مصادر في «المعارضة» أن الولايات المتحدة لا تريد هيمنة روسيا على غربي الفرات، بل تعمل على تقوية المعارضة المسلّحة كي لا تقع المدينة تحت سيطرة القوات الحكومية، مشيرة إلى دعم عسكري أمريكي لـ«المعارضة» لتحقيق التوازن العسكري.
ويرى مراقبون أن جبهة جديدة في الصراع فتحت في إدلب بين روسيا والغرب، إذ تحدثت وزارة الدفاع الروسية، عن أسلحة غربية مصدرها الناتو. وبحسب مصادر مطلعة في إدلب، فإن «المعارضة» تلقت صواريخ «تاو» المضادة للدروع، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى لوقف العمليات العسكرية الروسية، وأنها من المحتمل أن تزود «المعارضة» بالمزيد من الأسلحة.
احتكاك جديد
وفي احتكاك جديد بين الجانب الروسي والأمريكي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بدوريات مكثفة على طريق دولية رابطة بين بلدة تل تمر والقامشلي شمالي شرقي سوريا.
وأكدت مصادر وشهود عيان أن الدوريات العسكرية الأمريكية تجوب الطريق الدولي لمنع مرور القوافل العسكرية الروسية، وقد وصل بعض الدوريات إلى محيط تل تمر التي توجد فيها قاعدة عسكرية روسية، بينما علمت «البيان» أن الولايات المتحدة نشرت بعض وحداتها في منطقة تل تمر، على خط النار بين «قسد» والجيش التركي وما يسمى بالجيش الوطني السوري.
مسار التوتر
في الأثناء، يرى اللواء المتقاعد حاتم الراوي في تصريح لـ«البيان» أن التوتر الروسي- الأمريكي في سوريا لن ينتهي إلا بإنتهاء الأزمة السورية، لافتاً إلى أن روسيا تسعى لبسط السيطرة على ما تركته الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما أدركته واشنطن، وعادت للانتشار مجدداً.
البيان