واصل الحراك الشعبي الجزائري، أمس، مظاهراته للأسبوع التاسع والأربعين، للمطالبة بتنفيذ مطالبه برحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وإطلاق سراح معتقلي الحراك ورفض الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي وفاز بها الرئيس عبد المجيد تبون.
وحاول المتظاهرون التجمع في ساحة البريد المركزي بوسط الجزائر العاصمة والشوارع المحيطة بها إلا أن الشرطة فرقتهم قبل صلاة الجمعة فتفرقوا في الشوارع الجانبية حيث رفعوا لافتات تطالب بتغيير النظام، ورفض الحكومة الجديدة، قبل أن يعاودوا التجمع والتظاهر بعد صلاة الجمعة دون تدخل من الشرطة التي سمحت لهم بالوصول إلى ساحة البريد المركزي، معقل الحراك الشعبي منذ بدايته في 22 فبراير الماضي.
ورفع المتظاهرون شعارات «مدنية وليست عسكرية»، و«يتنحوا جميعاً» و«لن نركع»، وأخرى تطالب بإطلاق سراح المعتقلين.
وأغلقت قوات الدرك الوطني (تابع للجيش) الطرق السريعة المؤدية للعاصمة منذ مساء الخميس الأمر الذي خلق ازدحاماً مرورياً على تلك الطرق، فيما التزمت الشرطة بتأمين المظاهرات دون اشتباكات بين الجانبين.
وشهدت ولايات جزائرية أخرى منها باتنة وبجاية وتيزي وزو ووهران والبويرة مظاهرات مماثلة.
ويأتي استمرار مظاهرات الحراك رغم تعهد الرئيس تبون، في حوار مع وسائل إعلام محلية الأربعاء الماضي، والتزامه بتنفيذ مطالب الحراك من تعديل للدستور وقانون الانتخابات ومحاسبة الفاسدين.
وقال تبون إن المشاورات التي بدأها مع الشخصيات الوطنية والحزبية ستستمر وتاريخ نهايتها غير معروف، مضيفاً أن هذه المشاورات تتم مع أصحاب التجربة والشخصيات التي كانت تعاني من الإقصاء في وقت سابق حيث سيتم الأخذ برأيها بخصوص المنهجية وكذا المشاكل التي تعاني منها البلاد.
وأوضح الرئيس تبون أن آراء هذه الشخصيات يمكن أن تدخل في التحرير النهائي لنص الدستور الجديد، وقال إن «الدستور للجميع وهو نص لا يمكن أن يكون جماهيرياً بل هو للمختصين في القانون الدستوري وهناك لجنة تقنية تبلور كل المقترحات في هذا الشأن».
واعتبر أن تغيير الدستور ضرورة لإبعاد شبح كل الأزمات عن البلاد مستقبلا وبهدف توضيح الأمور والفصل في كل ما تعيشه البلاد من أزمات أو اضطرابات.
وأبدى تبون استعداده للالتقاء مع رئيس الجمهورية الأسبق اليامين زروال، الذي طالب الحراك الشعبي بعودته للرئاسة، واصفاً زروال بـ«الجزائري النزيه» وقال إنه «يشجعني على منهجية عملي وأي لقاء معه فسيكون مفيداً».
من جانبه، أكد المرشح الرئاسي السابق عز الدين ميهوبي الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان، إن حزبه من أنصار التعديلات الدستورية التي طالب بها الرئيس تبون.
وأكد ميهوبي في تصريحات له أمس ضرورة سن دستور يعمر طويلاً، ويضمن بناء مؤسسات قوية.
الاتحاد