يعتبر الكاتب الإماراتي علي الحميري الكتابة أمانة، ويرى في حوار مع «الاتحاد» أن الكتابة موهبة، شغف، رحيل دائم وراء الكلمات، لكنها، مثل النبتة تحتاج إلى رعاية، وتربة، وماء، ومناخ صالح لكي تنمو وتزهر.
وبسؤاله عن معنى أن يكون المرء كاتباً، يقتبس الحميري من شيشرون، الحكيم الروماني البارز مقتبسا قوله (الخطيب يصنع، أما الأديب فيولد)، ويعلق الحميري قائلاً: «ترجمة هذا هو: هل بوسعي ألاّ أكتب؟ إنه قدري، الكتابة قدري.
وتابع موضحا أنه يكتب لعشاق القراءة، العشاق الحقيقيين الذين لا يمكن أن نحصرهم في سن، أو جنس، أو جنسية، لأن الكتابة في رأيه حضارة يجب أن يستمتع بها كل عشاق الحياة. ويضيف: ما أريد أن أقوله إن الكتابة أمانة، ومن يخونها لا يستحق أن ينسب إليها.
وحول بداية انطلاقه في عالم الكتابة، قال: لم أعد أدري كيف ولا متى كانت انطلاقتي الأولى. لعلها بدأت منذ نعومة أظافري، منذ حكايات أمي وجدتي.. وهي حكايات زاخرة بالأساطير التي كانت تسحرني، وربما ما تزال حتى الآن نبعاً أعود إليه للاستزادة.
قرأ الحميري كثيراً، وتوقف عند أسماء كثيرة أغنت تجربته، يقول: لا شك أن الروّاد الأوائل الذين قرأت لهم ساهموا إلى حد بعيد في إثراء مسيرتي الأدبية، دون تحديد اسم أو جنسية، فالشيء الجميل يجب ألا نقهره بحدود وخنادق. وددت لو قرأت كل ما يتوفر لي، المحلي والعربي والعالمي، أما الفن، بكل فروعه، والنقد فشقيقان متلازمان، ولا يمكن لأحدهما أن يعيش دون الآخر.
وعن حضوره المتميز في المشهد الثقافي يقول الحميري: حركتنا الثقافية في خير، وهي واعدة بخير أعظم. ولو قسنا ما وصلنا إليه، نسبة إلى المسافة الزمنية، فنحن – ولله الحمد- في ألف خير. ويضيف موضحا: أمّا التشجيع من قبل المؤسسات الثقافية، فهو مشهود، غير أنه ما زال دون المأمول. لكني هنا، أريد أن أسجل حقيقة تملأ كل وجداني، وهو إعجابي الشديد، نحن الأدباء والشعراء والفنانين، بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جزاه الله خيراً، على رعايته للأدب والفنون، ودوره وجهوده الثقافية البارزة محلياً وعربياً وعالمياً.
ويختم علي الحميري حديثه قائلاً: تحت يدي أكثر من عمل. لكن الأشد إلحاحاً رواية بعنوان «كوكب الخوف»، وأرجو من الله أن يعينني على الانتهاء من كتابتها قريباً.
الاتحاد