أعلنت مصادر طبية عراقية، مساء أمس، ارتفاع حصيلة الضحايا في بغداد إلى 6 قتلى و54 جريحاً، منهم 2 سقطوا في ساحة الكيلاني، وسط العاصمة العراقية.
فيما أفاد مراسل العربية بوقوع مواجهات متقطعة بين القوات الأمنية والمحتجين عند طريق «سريع محمد القاسم».
ونُقل عن مصادر طبية قولها إن 7 إصابات بحالات اختناق سجلت بين المتظاهرين، إثر إطلاق الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع.
بدوره، أكد مصدر أمني، عودة المصادمات بين المتظاهرين والقوى الأمنية على الطريق الحيوي في العاصمة العراقية. وكانت مصادر طبية من ساحة الطيران، قرب ساحة التحرير، وسط بغداد، قد أفادت في وقت سابق بسقوط قتيل وإصابة 7 محتجين خلال اعتداء نفذه مسلحون يستقلون سيارات نقل جماعي، فجر أمس.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان بهجوم مسلحين يستقلون حافلات نقل جماعي عند طريق سريع محمد القاسم، حيث أقدموا على إطلاق الرصاص الحي.
بدورها، شهدت بعض المحافظات الجنوبية مسيرات، أمس، وفي الناصرية، مركز محافظة ذي قار، أقدم مجهولون على إحراق مدرسة في قضاء الدواية شمال شرقي المدينة.
وفي الناصرية، أفادت مصادر طبية عراقية مساء أمس بأن طبيبين اثنين أصيبا بجروح إثر إطلاق مسلحين النار عليهما، وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية بأن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على طبيبين اثنين قرب مقر قيادة شرطة ذي قار وسط مدينة الناصرية، ما تسبب بإصابتهما بجروح، وتم نقلهما إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وشارك الآلاف من مؤيدي الزعيم العراقي مقتدى الصدر امس في تظاهرة للمطالبة بطرد القوات الأميركية من العراق، فيما يقف شارع المتظاهرين المطلبيين في الجهة الأخرى على أهبة الاستعداد.
وفي ساعات الصباح الأولى، تجمع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كل الأعمار في حي الجادرية بشرق بغداد، رغم الطقس البارد.
وأطلق بعضهم هتافات «أخرج أخرج يا محتل» و«نعم نعم للسيادة». وتلا ممثل عن الصدر على منبر نصب في موقع التظاهرة، بياناً، دعا فيه جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة العراق وإلغاء الاتفاقيات الأمنية العراقية مع الولايات المتحدة وإغلاق المجال الجوي العراقي أمام الطائرات العسكرية والمسيّرة الأميركية، وألا يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«فوقية واستعلاء وعنجهية» عند مخاطبته المسؤولين العراقيين. وأضاف البيان «إذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلا فهي دولة معادية للعراق».
وبعيد ذلك، بدأ المتظاهرون بمغادرة الساحة، ورمي اللافتات في الحاويات على طول الطريق، فيما بقي بعضهم في مكانه.
الجدير بالذكر، أن الصدر كان أعطى لأنصاره حرية المشاركة في التظاهرات المناهضة للفساد، كما طلب من أنصاره حماية المتظاهرين من مجموعات مسلحة متهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف ضد ناشطين.
لكن أحد الناشطين قال لوكالة فرانس برس ليل الخميس إن «الصدر لا يمثلنا». وسعى المتظاهرون المطلبيون إلى استعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، وبدأوا منذ مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية. وكان هؤلاء أبدوا قلقاً كبيراً من دعوة الصدر، وتخوفوا من أن تكون قريبة من ساحة التحرير.
وحذر المرجع الديني العراقي علي السيستاني، في خطبة الجمعة، السلطات العراقية من «المماطلة والتسويف في تنفيذ الإصلاحات»، التي يطالب بها المحتجون.
وأكد السيستاني في خطبته، التي ألقاها ممثل عنه في كربلاء، على ضرورة «تنفيذ الإصلاحات الحقيقية التي طالما طالب بها الشعب العراقي وقدم في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات».
وقال إن المرجعية «ترى أن المماطلة والتسويف في هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من معاناة المواطنين وإطالة أمد عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلد».
ودعا السيستاني الأحزاب السياسية في البلاد، إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.
وقال: «إن المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضا وشعبا، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة».
وأضاف أنه من حق المواطنين العراقيين «التعبير عن أنفسهم بالطرق السلمية والمطالبة بما يجدونه ضروريا لصيانة السيادة الوطنية بعيدا عن الإملاءات الخارجية».
وأشار إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة، موضحا أن تشكيلها «تأخر طويلا عن المدة المحددة لها دستوريا، فمن الضروري أن يتعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف… فإنه خطوة مهمة في طريق حل الأزمة الراهنة».
الاتحاد