لم تكتف أبوظبي باختيارها الوجهة الأولى في العالم للسياحة الرياضية في عام 2019، ولم تتوقف مساعيها على التميز في استضافة كبرى الأحداث الرياضية القارية والعالمية في مختلف الرياضات على مدار الأعوام الماضية، ولكنها كانت أمس على الموعد مع تقديم رقم قياسي جديد في رياضة صيد الأسماك، حينما أعلن في بطولة جولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد والسكل عن بيع سمكة كنعد بـ 200 ألف درهم في المزاد الذي عقد بعد انتهاء مسابقة الصيد على شواطئ أبوظبي.
200 ألف درهم هو ثمن أغلى سمكة في العالم تم اصطيادها بالمسابقة التي أقيمت تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، ومتابعة الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
وقد حققت الجولة الثانية من بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد والسكل، بدعم من فريق الطيار نجاحا كبيرا من خلال الأرقام القياسية التي سجلها المزاد الخيري الذي أقيم أمس السبت على حصيلة الأسماك المشاركة في البطولة والذي سجل بيع أغلى سمكة كنعد، كما سجل دخلا كبيرا في المجموع العام يبلغ 592 ألف درهم ذهبت كلها لدعم الأعمال الخيرية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
أما عن بطل الجولة وصاحب الرقم القياسي والمركز الأول في منافسة الكنعد الذي اصطاد أغلى سمكة فهو حمدان عبد الله العبيدلي، ويصل وزن سمكته من نوع الكنعد 30,85 كيلو، فيما حل ثانيا راشد القبيسي بوزن وقدره 29,33 كيلو، وثالثا طارق المنصوري بـ 29,11 كيلو، في حين حل في المركز الأول في فئة السكل محمد عبد الله المرزوقي بوزن وقدره 29,40 كيلو، وثانيا أحمد هلال الظاهري بوزن وقدره 25,17 كيلو، وثالثا بدر صديق الخاجه بوزن وقدره 24,36 كيلو.
وكرم سالم الرميثي مدير عام نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية – منظم الحدث – الفائزين، ومعه هزاع محمد بن ربيع المهيري مؤسس فريق الطيار راع البطولة التي يوجه ريعها للمشروعات الخيرية التي يتبناها الهلال الأحمر الإماراتي.
وكانت السمكة الأغلى قد شهدت مزايدة قوية بين كل الحضور للمزاد بدأت مع 10 آلاف درهم، وانتهت بالوصول إلى مبلغ 200 ألف درهم، وقام بشرائها سيف حمد جاسم الدرويش .
وعن السمكة نفسها فقد تم اصطيادها من الخليج العربي بإحدى بقاع أبوظبي التي فضل الصياد حمدان عبدالله العبيدلي عدم ذكر مكانها بالتحديد كي يكون الوحيد الذي من حقه استثمار هذا المكان والعودة إليه دون أن يعرفه أحد وينافسه فيه، وطول السمكة حوالي متر مربع تقريبا، وتم تسليمها خلال السباق بالتوقيت المسموح فيه، وفقا للضوابط المعتمدة، وهي من الأسماك المهاجرة التي تأتي لمنطقة الخليج في هذا الموسم ثم تختفي بعد ذلك على مدار العام.
وجاءت أجواء اليوم الختامي حافلة بالاحتفالات المبهجة من خلال مهرجان مصغر اشتمل على فقرات تم تقديمها بمنصات المحلات والمتاجر التي تعنى بصيد الأسماك وملحقات البحر، بالإضافة إلى إقامة مجلس خاص بالنواخذة والبحارة والمشاركين في البطولة، وأغلقت عملية وزن الأسماك في تمام الثالثة بعد الظهر لتبدأ بعدها مرحلة فحص الفيديوهات المشاركة وإتمام كل المشاركين لقوانين المشاركة قبل أن يتم إعلان أسماء الفائزين والأوائل في الجولة الثانية من البطولة.
من جهته هنأ سالم الرميثي جميع الفائزين في ثاني جولات البطولة، وبارك لكل من صعد على منصة التتويج والعشرة الأوائل في كل فئة، وأكد أن أكثر ما أسعده في المسابقة والمزاد الخيري هو تسابق الجميع من أجل دعم الخير والمساهمة في الأعمال التي تعزز العطاء من أجل الإنسانية .. وقال :” بكل تأكيد هذا المزاد الذي قمنا بإعداده في ختام المسابقة لن يكون آخر تجربة وسنقوم بإعداد مزاد آخر في الجولة الثالثة والختامية”.
وأكد الرميثي أن الأحوال الجوية المتقلبة خلال الأيام الماضية لم تؤثر سلبا على نجاح المنافسة لا سيما مع توفر أربعة أيام كاملة للمتسابقين وفرصة كبيرة من أجل الوصول إلى أفضل حصيلة من الصيد، وقال : “توافرت عناصر النجاح للمسابقة بالرغم من أن الجو كان متقلبا في بعض الأيام، ولكن شاهدنا التفوق الفني الكبير للبطولة والإقبال الذي سجله المشاركين قبل بدء البطولة ووصول العدد لأكثر من 400 مشارك”.
من ناحيته وجه هزاع محمد بن ربيع المهيريالشكر إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، وأكد أن المزاد الذي رافق الجولة الثانية من المنافسة هو حدث تاريخي لا سيما ببيع السمكة الأغلى في فئة الكنعد .. وقال : ” نتوقع أن تصل أصداء الحدث إلى العالمية خاصة وأننا قد حققنا أكثر من هدف من خلاله، والأهم هو أنه كان قناة لإيصال الدعم والخير للمحتاجين والفقراء”.
وأبدى هزاع بن ربيع رضاه الكبير عن المستوى الفني العالي الذي وصلت إليه البطولة سواء من ناحية عدد المشاركين أو الأرقام والأوزان التي شاركت في المسابقة.
واضاف : ” شهدنا في ثاني جولة للموسم الرياضي الحالي نجاحا كبيرا على مستويات مختلفة جعل من المسابقة أكثر تميزا وإبهارا، و البطولة أصبحت علامة فارقة في بطولات الصيد خاصة وأنها تركز على فئتي الكنعد والسكل وهي من الأسماك التي كانت تحظى باهتمام كبير من الأجداد في الماضي، ركزنا في جزئية مهمة جدا في التراث، ونريد أن ننشر هذه الجزئية من خلال الأجيال المقبلة ونرسخها بشكل أفضل مع مرور الوقت”.
أما شريك البطل في الإنجاز وهو الذي قام بشراء أغلى سمكة فهو سيف حمد جاسم الدرويش الذي كسر الرقم القياسي الماضي في الجولة الأولى لأغلى سمكة كنعد والذي كان قد بلغ 125 ألف درهم، فقد أكد أن الهدف الرئيسي من حضوره المزاد هو دعم الخير والإنسانية وتوفير عطاء أفضل للأسر والمحتاجين الذين يدعمهم الهلال الأحمر.
وقال سيف: ” سمعت عن إقامة المزاد منذ أيام وقررت أن أحضر بنفسي كي أساهم في دعم الخير، نشكر القائمين على البطولة والمزاد حيث أن ما قاموا به عمل رائع ومميز يعلي قم العطاء وتقديم الخير للمحتاجين”.
وام