قتل مسلحون مجهولون اثنين من المحتجين بالرصاص في مدينة الناصرية بجنوب العراق بعدما بدأت قوات الأمن حملة صارمة على المظاهرات.
وقالت الشرطة ومصدر طبي إن 75 محتجاً على الأقل أصيبوا معظمهم بالرصاص الحي في اشتباكات وقعت في الناصرية الليلة الماضية حينما حاولت قوات الأمن إبعادهم عن جسور في المدينة.
وقال مراسلون لرويترز إن الاشتباكات استؤنفت صباح أمس في وسط بغداد، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
وقال مسؤولون أمنيون إن المحتجين قتلا في الناصرية في ساعة متأخرة من مساء الأحد برصاص مسلحين مجهولين في أربع شاحنات صغيرة هاجموا مخيم الاحتجاج الرئيس وأشعلوا النار في خيام المتظاهرين قبل أن يلوذوا بالفرار.
وقالت الشرطة وشهود من رويترز إن محتجين اقتحموا مركزاً للشرطة في الناصرية أمس وأشعلوا النار في خمس سيارات على الأقل كانت تقف داخله قبل أن يغادروه.
وقال شهود من رويترز إن المحتجين في الناصرية بدأوا أيضاً في بناء هياكل من الطوب بعد أن أحرق المسلحون المجهولون خيامهم.
وبعد إحراق خيامهم من قبل مجهولين، أعاد المتظاهرون نصب خيام جديدة للاعتصام في ساحة الحبوبي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
وقد أمرت شرطة محافظة ذي قار، حيث تقع مدينة الناصرية، بحماية المتظاهرين والتصدي للمسلحين بقوة، مؤكدةً أن قواتها «تلاحق مسلحين وتشتبك معهم». ومن جهتها، أفادت مصادر بأن «عشائر عراقية تتجه لحماية ساحة الحبوبي في الناصرية».
وشهدت مدينة النجف هجوماً مماثلاً، قام خلاله مسلحون مجهولون بحرق خيام متظاهرين في ساحة الاحتجاج وسط المدينة.
واستمرت الاحتجاجات أيضاً في كثير من مدن الجنوب وقاوم المحتجون محاولات قوات الأمن إنهاء احتجاجاتهم.
وأوضح متطوعون لإسعاف المصابين أن القوات العراقية استخدمت منذ ساعات الفجر قنابل مسيلة للدموع، وبنادق صيد في عمليات كر وفر للتصدي للمتظاهرين.
وأشاروا إلى أن غالبية الاصابات كانت في الرأس والعيون، لافتين أنه يتم إسعاف بعض الجرحى في ساحة التظاهر، فيما يتم نقل الإصابات الخطرة إلى المستشفيات.
وشهد عدد من الشوارع وفي محيط ساحات التظاهر أمس انتشاراً كبيراً للقوات الأمنية بعد اتساع رقعة الاضطرابات في المحافظات التي تشهد مظاهرات احتجاجية للشهر الرابع على التوالي.
وطافت مظاهرات احتجاجية شوارع بغداد، وعدداً من المحافظات أمس للتنديد بقيام جماعات مسلحة باقتحام ساحات التظاهر واستخدام الرصاص الحي وإحراق خيام الاعتصام، في ظل غياب أمني واضح.
وقال شهود عيان إن القوات الأمنية ومسلحين مجهولين شرعوا منذ ثلاثة أيام بحملات انتقامية، استهدفت ساحات التظاهر في البصرة وبغداد والناصرية وكربلاء، وإحراق خيام الاعتصام ومطاردة المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات.
وذكر الشهود أن ساحات التظاهر تكتظ بآلاف المتظاهرين من طلاب الجامعات والمدارس، للتنديد بحملات الانتقام التي تنفذها قوات أمنية ومسلحون في محاولة لفض المظاهرات، وإزالة خيام الاعتصام بالقوة الأمر الذي يرفضه المتظاهرون.
وحسب الشهود، انضمت مجاميع كبيرة من الموظفين وطلاب الجامعات أمس إلى زملائهم في ساحات التظاهر للتعبير عن دعم مطالب المتظاهرين واستنكار الهجمات على ساحات التظاهر.
واندلعت أمس معارك ضارية بمنطقة خيلاني قرب ساحة التحرير في وسط بغداد حيث ألقى المحتجون الحجارة والقنابل الحارقة على قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء، كما استخدمت نبالاً، لدفع المحتجين إلى التقهقر.
ورقص بعض المحتجين على خط الجبهة، بينما احتمى آخرون بسواتر خرسانية ومعدنية وبالأشجار.
وقال أحد المحتجين الملثمين، ويدعى علاوي «هذه الثورة سلمية… يطلقون علينا الذخيرة الحية والرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع. أُصبت في وجهي».
ونقلت مركبات التوك توك المنتشرة بين الحشود المصابين، ومنهم محتجون كانوا يعانون من ضيق التنفس بفعل الغاز المسيل للدموع.

ألمانيا: خطر «داعش» بالعراق لم ينته
دافعت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور عن مهمة قوات بلادها في العراق. وقالت كرامب-كارنباور في تصريحات لصحيفة «أوجسبورجر ألجماينه» الألمانية أمس: «نكافح هناك ضد داعش، أي ضد منظمة إرهابية مفزعة»، معربة عن معارضتها للتقديرات التي تقول إنه بالإمكان تقليل الضغط في عملية المكافحة لأن تنظيم داعش صار أضعف، وقالت: «في الواقع الخطر لم ينته بعد. في العام الماضي ارتفع عدد الهجمات مجدداً». وأضافت الوزيرة: «إذا تراخينا في هذه المعركة الآن، سيتعين علينا توقع أن داعش ستكون قادرة مجدداً على توجيه ضربات أقوى في أوروبا»، موضحة أن مشاركة ألمانيا في العراق تصب لذلك في صميم المصلحة القومية.

علاوي يحذر من العنف المفرط
أكد رئيس وزراء العراق الأسبق زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أمس أن «العنف المفرط سيؤدي إلى ردود أفعال أشد». وقال علاوي، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): «تباً لسلطة لا تستطيع أن تحمي شعبها، هل نسيتم أيام معارضة نظام صدام حسين، ارفعوا أيديكم عن شعبنا المحتج في الناصرية، فالعنف المفرط سيؤدي إلى ردود أفعال أشد، فهل سيتواصل قتلكم لـ39 مليون عراقي».

مقتل وإصابة 7 مدنيين بانفجار في الموصل
أفاد مصدر أمني بمحافظة نينوى العراقية أمس بمقتل وإصابة سبعة مدنيين، بينهم ثلاث نساء إثر انفجار عبوة ناسفة بالبلدة القديمة وسط الموصل.
وقال النقيب عمر صفوان إن «انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق قرب مقبرة البنت بالبلدة القديمة وسط الموصل أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بينهم ثلاث نساء». وأضاف المصدر أن عناصر الشرطة عثرت أمس أيضاً على جثتين لرجل وزوجته قضيا نحراً من قبل عناصر داعش في قرية تليارة بناحية بعشيقة شرق الموصل، موضحاً أنه تم تسليم الجثتين للطب العدلي الشرعي بالموصل.
وما زالت مناطق عديدة من محافظة نينوى وخاصة القريبة من الحدود السورية شمال غرب الموصل تشهد أعمال عنف واختطاف وقتل وتفجيرات ينفذها عناصر داعش ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين على الرغم من القضاء على تنظيم داعش عسكرياً في البلاد قبل أكثر من عامين.

الاتحاد