أخيراً، بعد ثلاث سنوات من التسريبات والتكهّنات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، تفاصيل خطته لما يعتبرها تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
والتي أطلق عليها إعلامياً مسمى «صفقة القرن». الملخص اللافت للصفقة أنها تعطي لإسرائيل القدس الموحّدة، والمستوطنات ومنطقة الأغوار، وتعطي الفلسطينيين كلاماً عن مستقبل أفضل، وعن عاصمة «في القدس الشرقية»، أي في حي من أحيائها مثل أبو ديس، كما راج قبل سنوات، أو في مخيم شعفاط بضواحيها، وهو مما راج من تسريبات قبل إعلان الصفقة.
ترامب، وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعلن أن خطته تقوم على «حل واقعي بدولتين» يعالج المخاطر التي تشكلها الدولة الفلسطينية على أمن إسرائيل. وشدّد على أن القدس ستبقى «عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة».
وقال إن «الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير»، وذلك خلال مؤتمر صحافي أعلن خلاله خطته للسلام التي تتألف من 80 صفحة والتي اعتبرها «الأكثر تفصيلاً» على الإطلاق.
دولة مشروطة
وأضاف أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تقوم إلا وفقاً «لشروط» عدة بما في ذلك «رفض صريح للإرهاب».
ويمكن أن تكون هناك «عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية». وتابع أن واشنطن «مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراضٍ محتلة» لم يحدّدها. وفي إطار عرض خطّته تطرّق ترامب إلى عاصمة لدولة فلسطينية في القدس الشرقية، واقترح تجميد البناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية، وقال إن اقتراحه لحل النزاع قد يكون «آخر فرصة» للفلسطينيين.
ووصف ترامب خطّته بأنه «فرصة تاريخية» للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مضيفاً «قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها». وقال إن «الفلسطينيين يعيشون في الفقر والعنف، ويتم استغلالهم من قبل من يسعون لاستخدامهم كبيادق لنشر الإرهاب والتطرف».
وقال ترامب «اليوم اتخذت إسرائيل خطوة عملاقة نحو السلام… بالأمس أبلغني رئيس الوزراء نتانياهو بأنه مستعد لتبني الرؤية كأساس للتفاوض المباشر، وبوسعي القول إن (زعيم المعارضة الإسرائيلي بيني غانتس) قبلها أيضاً».
اقبلوا خطتي
وتابع مخاطباً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه إذا اختار السلام فإن أمريكا وغيرها من الدول ستكون على أهبة الاستعداد لل
مساعدة، وقال «إذا قبلتم بخطتي سنكون إلى جانبكم لمساعدتكم في بناء دولتكم». وقال ترامب إن الرؤية الأمريكية ستضع نهاية لاعتماد الفلسطينيين على المؤسسات الخيرية والمعونة الأجنبية.
من جانبه أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بخطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قائلاً إنها تقدم «طريقاً واقعياً» لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وأضاف «وفي هذا اليوم أيضاً رسمت مستقبلاً مشرقاً للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة من خلال طرح طريق واقعي لسلام دائم».
وأكد أنه وافق على التفاوض مع الفلسطينيين لأن خطة ترامب للسلام «تحقق توازناً». وقال إن ترامب يعترف بأنه ينبغي أن تكون لإسرائيل السيادة في غور الأردن ومناطق أخرى، حيث تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها.
تعزيزات الاحتلال
واستبق جيش الاحتلال الإسرائيلي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «صفقة القرن» بنقاش أمني معمّق للتداعيات المحتملة، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش قرر الدفع بقوات وكتائب عسكرية في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار المحاذية للأردن والضفة الغربية.
ودفع لأول مرة بكتيبتي غفعاتي والمظليين في الضفة على خلفية تهديدات الفصائل الفلسطينية بتصعيد الأحداث رداً على إعلان ترامب.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تصعيد «إرهاب» المستوطنين في ظل الإعلان عن «صفقة القرن».
وفي حدث نادر، يشارك ممثلون عن حركة حماس في اجتماعات القيادة الفلسطينية الذي دعا إليها الرئيس محمود عباس لبحث آليات الرد على صفقة ترامب. وأكد القيادي في حركة فتح عزام الأحمد «دعونا حركة حماس لحضور اجتماع القيادة الطارئ وسيحضرون الاجتماع»
البيان