قبل يومين من بريكست، صادق البرلمان الأوروبي الأربعاء بغالبية ساحقة على اتفاق بريكست وخص النواب البريطانيين بوداع مؤثر.

ودون أية مفاجأة، صادق النواب الأوروبيون على الاتفاق بـ 621 صوتا ومعارضة 49 وامتناع 13 عن التصويت. وهذه هي المرحلة الرئيسية الأخيرة في المصادقة على الاتفاق بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على الاستفتاء حول بريكست.

وكرست عملية التصويت خروج النواب البريطانيين من البرلمان الأوروبي، وتصافح نواب ورفع البعض العلمين الاوروبي والبريطاني.

وخلال نقاش قبل التصويت أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين “سنحبكم دائما وسنكون دائما قريبين منكم وسنفتقدكم”.

“أعارض بريكست غير منظم”

وأعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه، الذي بات مكلفا المباحثات حول العلاقة المستقبلية مع لندن “أشعر بالأسف لأن تكون اختارت بريطانيا الانعزال بدل التضامن. إنه بالطبع يوم حزين ودراماتيكي. يساهم ذلك في إضعاف الجانبين”.

وقال البلجيكي غي فيرهوفستاد “التصويت اليوم ليس مع أو ضد بريكست بل هو تصويت لبريكست منظم”.

وأضاف أن “بريكست هو أيضا فشل الاتحاد”.

وكان نايجل فاراج، زعيم حزب بريكست والمعارض التاريخي للاتحاد الأوروبي على مدى عقدين من الزمن حتى في داخل البرلمان، أول من تحدث صباح الأربعاء في مؤتمر صحافي بنبرة الانتصار.

وأكد أنه راضٍ عن قيامه بتأجيج المعارضة للاتحاد الأوروبي من داخل البرلمان بواسطة مداخلاته ونشره مقاطع فيديو على منصة يوتيوب. إلا أنه شدّد على خطوة بريكست الذي شبهه بالقطيعة بين الملك هنري الثامن مع روما عام 1534.

ولم تتمكن زعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الإسبانية إيراتشي غارسيا من كبت دموعها في لحظة وداع زملائها البريطانيين.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي أثناء حفل صغير نظمه حزبه إنه “يوم حزين لبرلماننا” مضيفاً “في يوم كهذا يجب أن نكون أكثر اتحاداً”.

ومنذ الصباح تمركزت وسائل إعلام كثيرة أمام مبنى البرلمان لنقل الحدث مباشرة طوال النهار.

وبعد التصويت يقام حفل وداع في حين حضّر مؤيدو بريكست البريطانيون معظم احتفالاتهم في منازلهم.

وقدم ممثل المملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو صباح الأربعاء إلى المجلس الأوروبي الوثيقة الرسمية التي تعلن استيفاء لندن جميع واجباتها القانونية للخروج من الاتحاد.

وتقضي المرحلة الأخيرة بموافقة مجلس الدول الأعضاء بموجب آلية خطية الخميس على الاتفاق، ليصبح بريكست نافذا في الساعة 23,00 ت غ ليل الجمعة، بعد 47 عاما من علاقة اتسمت في غالب الأحيان بالصعوبة.

وسيتوجه رئيس الوزراء بوريس جونسون بخطاب إلى الأمة في الساعة 22,00 ت غ.

وكتب الأربعاء على فيسبوك “إنها لحظة تاريخية لبلادنا لحظة أمل (…) وأيضا لحظة ثقة”.

وداع غير مسبوق

فهذه لحظة صعبة على التكتل، إذ إنها أول مرة يخرج أحد أعضائه، بعد سنوات من التوسع.

ووقعت رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي اتفاق الانسحاب الأسبوع الماضي وسط ليل الخميس الجمعة بعيدا عن الأضواء، ما كان له وقع المفاجأة.

كما أنه سيتم إنزال الأعلام البريطانية من المؤسسات الأوروبية بدون أي مراسم بروتوكولية.

وبهذه الخطوة يغلق فصل وتبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات لا تقل صعوبة عنه، إذ ستستمر المملكة المتحدة طوال الفترة الانتقالية حتى نهاية ديسمبر في تطبيق القواعد الأوروبية، وسيتحتم على الاتحاد الأوروبي ولندن التفاهم بشأن علاقتهما المستقبلية والتوصل بصورة خاصة إلى اتفاق تجاري.

وقدّم بارنييه صباح الأربعاء مشروعاً متعلّقا بالمفاوضات إلى المفوضية الأوروبية، الذي لن يُعلن قبل الاثنين، بعد خروج المملكة المتحدة.

واعتبر المفوض الأوروبي ماروس سيفكوفيتش في مؤتمر صحافي أن “يوم الخروج البريطاني هو بالطبع ليس يوم احتفال إنما (يوم) حزن” مضيفاً “لكن الآن ننتقل إلى الفصل المقبل”.

وتابع “نحن مستعدّون لبذل كل الجهود للالتزام بالجدول الزمني الصعب الذي اقترحه نظراؤنا البريطانيون”، مشيراً إلى أن “جولات” المفاوضات يمكن أن تُعقد كل ثلاثة أسابيع.

البيان