اندلعت مواجهات متفرقة، أمس، في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في الأغوار الشمالية ومخيم العروب وطولكرم والبيرة، وذلك رفضاً لخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما أدى إلى إصابة 41 شخصاً وفق ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني. وجاءت الإصابات، إما نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو بالمطاط أو بالرصاص الحي، حيث تم نقل 3 إصابات أحدهم بالمطاط وإصابتان بالرصاص الحي للمستشفى.
إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، دون اتضاح الأسباب.
هذا وكان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، قد أعلن في وقت سابق عن انطلاق مسيرة حاشدة تجاه الأغوار الشمالية ضمن الحملة الوطنية للدفاع عن الأغوار، وتأكيداً على دعم موقف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الرافض للخطة.
إلى ذلك، شهدت مناطق متفرقة في الضفة، أمس، تظاهرات رفضاً للخطة الأميركية. كما اندلعت مواجهات في القدس، بين عدد من المحتجين وقوات الاحتلال قرب جامعة القدس ببلدة أبو ديس، وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز والعيارات المطاطية تجاه المتظاهرين.
وفي الخليل، أصيب فتى، 14 عاماً، بالرصاص المطاطي في الرأس وعدد من المواطنين وطلبة المدارس بالاختناق، بحسب ما أفادت وكالة «معا» الفلسطينية. كذلك، شهدت بيت لحم مسيرة احتجاج، أدت إلى إصابة 7 متظاهرين، وتسجيل حالات اختناق جراء استخدام القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيلة للدموع.
وفي طولكرم، شارك الآلاف بمسيرة في ميدان وسط المدينة، وأوضح منسق الفصائل والقوى الوطنية في طولكرم، صايل حنون، أنه ومن خلال المسيرة سيتم إيصال رسالة للولايات المتحدة بأن شعبنا يقف بخندق واحد خلف قيادته والرئيس محمود عباس لمواجهة تلك الخطة. وذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي أحدهما بالقدم والأخرى بالكتف خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل الطويل في البيرة. كما جرت مواجهات مماثلة في مدن رام الله ونابلس وجنين، وسط تأكيد على التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية.
من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن عشرات الفلسطينيين ألقوا الحجارة على قوات الجيش الإسرائيلي في عدة مواقع في الضفة الغربية فيما ردت القوات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
في هذه الأثناء، عم إضراب شامل قطاع غزة رفضاً للخطة الأميركية، تضمن تعطيل المؤسسات الحكومية والمدارس وإغلاق المحلات التجارية تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية. وتظاهر مئات الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة وأحرقوا خلال ذلك العلمين الأميركي والإسرائيلي وصوراً للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنه من غير المقبول الاختباء وراء مواقف وبيانات وصيغ فضفاضة مبهمة كبوابة للهروب من استحقاق مواجهة «مؤامرة» الخطة. وأكدت الوزارة أن العالم أصبح بجميع أطيافه ومكوناته أمام الحقيقة المرة التي طالما حذرت القيادة الفلسطينية منها مراراً وتكراراً، وبادرت إلى وضع المجتمع الدولي وقادة الدول في صورة نتائجها وتداعياتها وعواقبها الخطيرة ليس فقط على القضية الفلسطينية، وإنما على النظام العالمي برمته.
وقالت إن المنطق الأميركي- الإسرائيلي يقوم على استبدال القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الناظمة بين الدول بسلطة القوة ومنطقها.
وأضافت أن مجرد تعميم مبدأ «فوضى القوة» كمبدأ يتحكم بالعلاقات الدولية سيصبح عاماً، وتطال أبعاده وتداعياته جميع الدول دون استثناء «ما يجعل أي دولة تمتلك القوة الكافية قادرة على الاعتداء، والضم، وفرض السيطرة بالقوة على دول الجوار، في عودة غير محمودة لمرحلة الاستعمار الكولونيالي القديم». وحذرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر «ضرب مبدأ حل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية، وأن ذلك يقلص هامش المفاوضات بين الدول، ويؤدي لخلق بيئة مناسبة لنمو التطرف والعنف والكراهية إن لم يكن الإرهاب»، متسائلة أين المجتمع الدولي ودوله من هذه الحقيقة المؤلمة؟.
«السلطة» تدعو أوروبا للتدخل ضد ضم الأغوار
دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس دول أوروبا إلى التدخل ضد خطط إسرائيل ضم أراض في الضفة الغربية. وأكد عريقات عقب لقائه في رام الله مع رؤساء البعثات الدبلوماسية لدول الاتحاد الأوروبي في فلسطين، على وجوب اتخاذ دول الاتحاد الأوروبي إجراءات عملية ضد إسرائيل، فيما يتعلق بنيتها ضم الأغوار التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية. وقال عريقات إن اللقاء «ركز على وجوب قيام دول الاتحاد باتخاذ إجراءات عملية ضد سلطة الاحتلال، إسرائيل، لأن الضم يعتبر اعتداء صارخاً على النظام الدولي والقانون الدولي». وأضاف «إنها لحظة حقيقة لأوروبا، وإن الفلسطينيين يريدون سلاماً».
في هذه الأثناء، صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأن الفلسطينيين سيتحركون في المؤسسات العربية والدولية، لمواجهة خطة السلام.
وقال أبو ردينة إن «التحرك الفلسطيني سيكون باتجاه الجامعة العربية وقمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي، وفق جدول زمني محدد لمواجهة صفقة القرن، ووضع الجميع عند مسؤولياتهم، ويترافق ذلك مع حراك شعبي على الأرض».
«التعاون الإسلامي»: القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين
أكدت منظمة التعاون الإسلامي أمس أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لابد أن يكون بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، مشددة على أن «مدينة القدس الشريف» جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. وقالت المنظمة، إنها «تابعت إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط».
وأكد الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين التزام المنظمة المبدئي ودعمها الثابت للجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، بما يؤدي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة، والوصول إلى سلام عادل وشامل. وشدد العثيمين على أن «مدينة القدس الشريف، بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن المساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني والسياسي للمدينة يُعد انتهاكاً للمواثيق الدولية».
الاحتلال يغلق الأقصى وأبواب البلدة القديمة
أغلقت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه، وفقاً لمصدر مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «معا» عن شهود عيان قولهم، إن قوات الشرطة احتجزت شابين في المسجد الأقصى، وقامت باعتقالهما بعد تكبيلهما، واقتادتهما إلى مخفر شرطة باب السلسلة.
وأضاف الشهود أن عناصر الشرطة اعتدت بالضرب المبرح على الشابين في ساحات المسجد الأقصى.
كما أغلقت القوات الإسرائيلية كافة أبواب القدس القديمة، ونصبت الحواجز الحديدية ومنعت الدخول أو الخروج منها.
«أونروا»: لا نية لإنهاء عملنا وخدماتنا مستمرة
أكد الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» سامي مشعشع أنه لا توجد لدى الوكالة نية لإنهاء عملها ولا لتسليم مهامها لأي جهة كانت، مشدداً على أنها مستمرة في التواجد على الأرض.
وشدد في بيان صحفي أمس على أن مدارس وكالة الغوث وعياداتها وخدماتها الحيوية الأخرى مستمرة، لافتاً إلى أن «الدعوة لإنهاء عملها قبل معالجة جذور القضية وإحقاق الحقوق يضرب بعرض الحائط آمال ملايين اللاجئين الفلسطينيين». وأشار إلى أن ولاية «الأونروا»، والتي صوتت 169 دولة قبل شهر على تجديدها لثلاث سنوات أخرى، «واضحة، وهي ولاية لا تملك هذه الدولة أو تلك نفيها… وستبقى مرجعيتها دوماً الجمعية العمومية للأمم المتحدة بكامل هيئتها، ومستندة إلى القانون الدولي والقرارات الدولية التي تضمن وتحمي مكانة ومطالب لاجئي فلسطين».
وجدد التأكيد على أن خدمات «الأونروا» في شرق القدس والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا وغزة «مستمرة دونما انقطاع، حتى يصار إلى إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين».
الاتحاد