أسفرت سيطرة الحكومة السورية على مدينة معرة النعمان، عن شروخ كبيرة في التفاهمات التركية الروسية في سوتشي واستانا، إلى الحد الذي حدا بأنقرة إلى القول إنّ صبرها بدأ ينفد، متهمة موسكو بانتهاك الاتفاقات التي تهدف لقوف الصراع.

وتنتاب تركيا المخاوف من أن يسفر تجدّد القصف على إدلب عن تدفّق موجة جديدة من اللاجئين. واتهمت أنقرة، موسكو، بأنّها لا تلتزم حالياً باتفاقات استانة أو سوتشي، وأنّ صبرها على ذلك آخذ في النفاد. وصرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «إذا كانت هناك شراكة خالصة مع روسيا في هذا الأمر، فعليها أن توضح موقفها، نأمل أن توجه روسيا فوراً التحذيرات اللازمة للنظام الذي تعتبره صديقاً».

ومع اقترابه أكثر من تحقيق هدفه باستعادة طريق دولي استراتيجي، أعلن الجيش السوري، أمس، سيطرته على معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، مؤكّداً مضيه في ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب، على حد قوله.

وأسفرت معارك معرة النعمان وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 147 عنصراً في قوات الحكومة السورية، و168 عنصراً من الفصائل. وأشار المرصد إلى أنّ القوات الحكومية

تتمركز حالياً على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب مدينة سراقب الواقع أيضاً على الطريق الدولي شمال معرة النعمان. وأفاد المرصد بتوقف الغارات الجوية في منطقة إدلب، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة غرب حلب. ولفت المرصد إلى حركة نزوح ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية، مع اقتراب التصعيد من سراقب وريفها، والتي كانت ملجأ لنازحين فروا من منطقة معرة النعمان.

البيان