هبطت أول طائرة على أرض الشارقة قبل 88 عاماً، على أقدم مطار بني في منطقة الخليج العربي، في منطقة القاسمية في الشارقة، ليغدو جسراً جوياً لمختلف الرحلات التجارية ما بين بريطانيا والهند، إضافة إلى دوره كحلقة وصل تربط بين أوروبا وبلاد شرق آسيا ودول المنطقة، وبين الإمارات عموماً، وإمارة الشارقة خصوصاً، نظراً لموقعها الاستراتيجي المتميز.
وقال محمد يوسف الزرعوني، مساعد أمين متحف المحطة، إن المحطة والتي تم افتتاحها في العام 2000، ثرية بالعديد من المقتنيات التي تسرد مراحل إنشائها، وبداية أول هبوط على المطار الذي أنشئ في العام 1930، باتفاق ينم عن فكر نيّر وأفق واسع يستشرق المستقبل، بين كل من حكومة الشارقة والحكومة البريطانية أثناء تواجدها في الإمارات، حين ظهرت ملامح هذا الجسر الجوي تتشّكل في الخامس من أكتوبر عام 1932، بهبوط أول طائرة على أرض مطار المحطة، والتي عرفت آنذاك باسم طائرة هانو، ثم طائرة الهيروز البريطانية والتي سميت بـ«أم أحمد» تيمناً بالراكبة البحرينية التي ولدت على متنها ليستمر بعدها هذا المطار في تلبية كافة احتياجات الخدمات الجوية حتى عام 1977، ثم يتم استبداله بعد ذلك بالموقع الحالي لمطار الشارقة الدولي، فيما تم تحويل بناء المحطة هذا إلى متحف.
وأصبح المتحف صرحاً هادفاً يسعى إلى الحفاظ على تاريخ الطيران في الدولة، مسلطاً الضوء على أهم وأقدم مقتنياته، مشكّلاً بجوهره ومضمونه إرثاً حضارياً تتناقله الأجيال، متيحاً لرواده فرص التعرف على العديد من الطائرات القديمة التي يضمها المبنى، بالإضافة إلى مركبات خاصة بتزويد بالوقود، فضلاً عن استعراضه لمجموعة من الصور التاريخية لأول الطائرات التي هبطت في مبنى المطار القديم، مع لقطات لحراس المبنى وغيرها من المقتنيات النادرة، إضافة إلى احتوائه على سيارة bp، والتي بدأت خدمتها في عام 1932، مرتكزة على تزويد الطائرات بالوقود، إلى جانب وجود مقصورة مصنوعة في إنجلترا عام 1952.

الاتحاد