شهد المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في دبي فستيفال آرينا في يومه الثالث عددا من الجلسات الحوارية الهادفة إلى توسيع أفق وتطلعات الطلبة من خلال استعراض تجارب ملهمة قادرة على أن تترك أثرا إيجابيا في وعي الطلبة.
واستهل المهرجان – الذي يستمر حتى 8 فبراير الحالي – يومه الثالث بعنوان “ما وراء التوقعات” بجلسة افتتاحية قدمها سعادة نجيب محمد العلي المدير التنفيذي لمكتب إكسبو دبي 2020 قدم خلالها نبذة عن أهم محاور إكسبو وأهميته باعتباره مساحة تعليمية إضافية للطلبة بأبعاد عالمية.
وتطرق سعادته إلى أول مشاركة إماراتية في معارض إكسبو الدولية والتي كانت عام 1970 في أوساكا وهو ما يعبر عن مدى اهتمام القيادة في الحضور والمشاركة في مختلف المحافل الدولية الجامعة لمختلف دول العالم.
وقال ” الاستدامة والتنقل والفرص تمثل محاور إكسبو 2020 وهي عناوين تقع على تماس مباشر مع اهتمامات وأولويات دولتنا خلال المرحلة المقبلة ويستقطب المعرض 25 مليون زائر 70٪ منهم سيكونون من خارج الدولة على عكس معظم دورات هذا الحدث الدولي حيث فاقت نسبة الحضور المحلي على الحضور الخارجي.
وأضاف سعادته أن إكسبو 2020 سيحظى بمشاركة 192 دولة وهو ما يعتبر نجاحا لدولتنا ولمجتمعنا الإماراتي وقدرته على التناغم والتعايش مع مختلف الثقافات والأعراق.. لافتا إلى أن المعرض سيشهد يوميا ما يقارب 80 فعالية ترفيهية وتعليمية وغيرها من الفعاليات لذلك استقطب المعرض ما يقارب 30 ألف متطوع لتنظيم هذه الفعاليات والتظاهرات الثقافية المتنوعة.
وقال “سنقدم قصة الإمارات للعالم في معرض إكسبو من خلال شخصيتين وهما راشد ولطيفة في خطوة تدل على تمسكنا بتراثنا وانفتاحنا على التجارب الإنسانية الريادية” معتبرا أن مشاركة الطلبة من خلال التطوع في المعرض تشكل واجهة للحدث و للإمارات وهي مهمة وطنية تقع على كاهلهم.
من جانبه أكد سعادة عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجة والتعاون الدولي للشؤون الثقافية أن استدامة التعلم ومواصلة اكتساب لمهارات وصفة للنجاح والريادة والتطور ويجب أن يكون ذلك فعل ملازم ومستدام لمن يرغب في تحقيق طموحاته وأحلامه.
وقال سعادته خلال جسلة حوراية بعنوان “رسائل إلى دبلوماسيي المستقبل ” – بمشاركة سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم وكوكبة من الطلبة المتميزين -.. إن أهم مرتكزات العمل الدبلوماسي هي القراءة وتعلم اللغات واستثمار الوقت والعمل دوما على تطوير الذات والمهارات واكتساب ثقافات متنوعة بشكل متواصل وهو ما يسهم في تكوين تنوع معرفي.
وحث الطلبة على ضرورة مواصلة القراءة واكتساب المهارات لانها كفيلة بأن تنقلهم عبر مختلف محطات الحياة مؤكدا أن اللغات أهم مرتكز للانفتاح على الثقافات وجسر تواصل مع المجتمعات.
وأوضح سعادته أنه من الواجب علينا أن نوسع معالم هويتنا الاماراتية بحيث تستوعب مختلف توجهات ابناءنا واهتماماتهم وثقافاتهم خاصة في ظل ما نعايشه من انفتاح في عصرنا الحالي فهم أولا وأخيرا ينتمون لهذا الوطن ويضحون من أجله بالغالي والنفيس.
من جانبها قالت سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي أن عملية التعلم لم تعد مقتصرة على الغرفة الصفية إذ سعت الوزارة عبر ما أدخلته من تغيرات في المنظومة التعليمية إلى تنويع مساحات التعلم أمام طلبتنا وهو ما يسهم بدوره في تكوين شخصية الطالب الاماراتي عمليا وأكاديميا.
وأضافت أن الوزارة سعت إلى ترجمة توجهات الدولة في برامجها المتنوعة من خلال اطلاق عدة برامج ومبادرات من بينها برنامج سفراء الدبلوماسية بهدف تطوير مهارات طلبتنا في هذا المجال وإعدادهم أحسن إعداد للمستقبل.
وقالت ” نؤسس طلبتنا في مختلف المهارات الحياتية فهي ليست حكرا على تخصص معين وإنما هي ثقافة عامة تتيح لطلبتنا قدر اكبر للتعاون والانفتاح على الآخرين وعملنا في وزارة التربية على تمكين طلبتنا في العديد من المجالات الدبلوماسية وغيرها من البرامج وبلورنا صيغ تعاون مع العديد المؤسسات العالمية ليتمكن طلبتنا من تمثيل دولتنا فيها”.
وأوضحت الدكتورة آمنة الضحاك أن القيم الاماراتية هي محركنا في سعينا للتميز والعطاء وهي بوصلتنا للريادة في مختلف المجالات بها نعتز ولها نعمل لتبقى هوية حاضرة بقوة في المحافل العالمية.
واستضافت الجلسة ثلاثة طلبة أسهمت برامج وزارة التربية والتعليم في تطوير شخصياتهم ومهاراتهم مثل مبادرة سفراؤنا وسرد الطلبة تجربتهم الحافلة بالمعرفة والعلوم عبر مختلف البرامج التي شاركوا فيها.
وتمحورت الجلسة الثالثة حول تقديم نصائح ومعارف جديدة للطلبة وأهمية أن تتملكهم الرغبة في النجاح وخوض غمار مجال ريادة الأعمال فقد شارك بالجلسة سعيد مطر المري، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخليفة الجزيري، الشريك المؤسس لشركة إي هوم أوتوميشن.
وفي مستهل الجلسة قال سعيد المري أن خوض مجال ريادة الأعمال والمشاريع يتطلب أن يكون لدى الشخص شغف ورغبة وتحدي وطموح في البدء بمشروع معين يخدم شريحة من المجتمع ويعود عليه بعائد مادي ولا يوجد مشروع أو فكرة مرفوضة ولا نضع اشتراطات وقوانين تعرقل طموح الشباب، ونعتبر كل فكرة مرحب بها وقابلة للتطبيق وعلى صاحبها أن يؤمن بها ويحيطها بالأدوات والدراسة الناجحة والتكاملية لبلوغ الهدف.
وأضاف أن المؤسسة لا تبحث عن مشروع بل تتطلع إلى إيجاد وصناعة رائد أعمال متميز وجميع البرامج والصناديق الداعمة في الدولة تهدف إلى ذلك حيث تتسم منظومة ريادة الأعمال في الدولة بالتكامل والشمولية.
وقدم خليفة الجزيري خلاصة تجربته في مجال ريادة الأعمال وأكد أن كل فرد يمتلك موهبة وقدرات استثنائية عليه أن ينميها وأن يتخذ من المبادئ الثلاث وهي المثابرة والرؤية والإبداع طريقا لتميزه ونجاحه وتجاوز الصعوبات وعدم الاستسلام.
وام