أدى نحو 50 ألف فلسطيني من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم قيود قوات الاحتلال المشددة، فيما أكد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، أن خطة السلام الأميركية، تتضمن شروطاً تعجيزية ستمنع إقامة دولة فلسطينية وتحمل اعترافاً أميركياً بضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت لإسرائيل.
وخرج الكثيرون بعد الصلاة بهتافات رافضة لخطة السلام الأميركية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها «لا لصفقة القرن».
وأصيب عشرات المواطنين باختناق الغاز بعد قمع قوات الاحتلال مسيرة دعت لها القوى الوطنية الفلسطينية أمام المدخل الشمالي لمدينة البيرة، رفضاً لخطة السلام الأميركية، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في منطقة باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى الخارجية، وفرضت مخالفات مالية تصل إلى 150 دولار على بعضهم. ولاحقتهم قبل الصلاة وبعدها.
وامتلأت مصليات الأقصى القبلي والقديم والرحمة بالمصلين الفلسطينيين والأجانب، تلبية لدعوات الفجر العظيم التي أطلقت منتصف الشهر الماضي نصرة للأقصى وضد الانتهاكات فيه، واقتحمت قوات الاحتلال الخاصة وكبار الضباط الأقصى وانتشروا في بعض الأماكن خاصة ساحة المصلى المرواني وعند مدخل سطح الصخرة المشرفة.
واقتحم مستوطنون، أمس تجمع جبل البابا البدوي السكني قرب بلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس. وأفاد ممثل التجمع عطا الله مزارعة، بأن مستوطنين مسلحين اقتحموا التجمع وأرهبوا سكانه، مضيفا أنها المرة الأولى التي يقتحم فيها مستوطنون المكان.
وجبل البابا أحد التجمعات البدوية في محيط القدس، ويسعى الاحتلال إلى تهجير سكانه من أجل إقامة مشاريع استيطانية وربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وتنفيذ المخطط المعروف بـ (F1) الذي يهدف إلى فصل مدينة القدس المحتلة نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني.
وفي قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال النار ظهر أمس على مرصد للمقاومة شرق مدينة خانيونس. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على مرصد يتبع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي دون الإعلان عن إصابات.
في السياق، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتابع عن كثب التطورات الأخيرة في قطاع غزة وقال في بيان «ندعو كل الأطراف لتفادي أي عمل يزيد من التوتر ويصعد الوضع». مطالباً باحترام وقف إطلاق النار والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يساهم في تدهور الأوضاع ويؤثر على حياة السكان.
إلى ذلك، أكد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن خطة السلام الأميركية، تتضمن شروطاً تعجيزية ستمنع إقامة دولة فلسطينية وتحمل اعترافاً أميركياً بضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت لإسرائيل.
وقال في مقال في صحيفة «يسرائيل هيوم» نشرت أمس «نحن والولايات المتحدة سنقرر إذا استوفى الفلسطينيون شروطاً تعجيزية لقيام دولة فلسطينية، وهي مختلفة عن أي خطة تم طرحها في الماضي وتشكل فرصة تاريخية لإسرائيل، لأنها تفرض شروطاً متشددة وصارمة على الفلسطينيين مقابل صفقة مستقبلية، كما تلزم الخطة بتغيير أساسي للمجتمع الفلسطيني».
وتابع أن «إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان ستقرران ما إذا استوفى الفلسطينيون كافة الشروط، كالتوقف فوراً عن دفع رواتب (الأسرى وعائلات الشهداء) والتوقف عن أي محاولة للانضمام إلى منظمات دولية دون مصادقة إسرائيل».
وأوضح نتنياهو «كل هذه هي الشروط المسبقة مطلوب من الفلسطينيين تنفيذها قبل الدخول لمفاوضات سياسية، ومن أجل إنهاء المفاوضات السياسية، عليهم استيفاء الشروط التالية:
الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، الموافقة على سيطرة أمنية إسرائيلية على منطقة غرب نهر الأردن جواً وبحراً وبراً. ووقف التحريض ضد إسرائيل، بما يشمل المنهاج الدراسي في كتب التدريس وجميع مؤسسات السلطة الفلسطينية. ونزع كامل للسلاح في غزة ومن أيدي جميع الفلسطينيين.
والتنازل كلياً عن حق العودة». وأضاف «إضافة إلى ذلك، بعد توقيع الصفقة، إذا لم ينفذ الفلسطينيون الشروط الأمنية المطلوبة منهم، سيكون بإمكان إسرائيل قلب الخطوات التي نص عليها الاتفاق».
الاتحاد