عندما تتجه كل الأنظار المصرية هذه الأيام إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث مباراة ” السوبر” بين الأهلي والزمالك بعد غد الخميس على ستاد محمد بن زايد.. تكون العلاقات الإماراتية – المصرية الرياضية في طريقها نحو تعزيز الشراكة بين البلدين الشقيقين على المستويات كافة ولتبدأ صفحة جديدة من الصفحات المضيئة في مسيرة التعاون بين الشقيقتين الإمارات ومصر.

و لا سيما إذا وضعنا هذا الحدث الجماهيري والشعبي الكبير في سياقه مع حدثين سابقين تركا أثرا كبيرا لدى نفوس الشعبين الإماراتي والمصري في الشهرين الأخيرين، هما مارثون زايد الخيري الذي أقيم في مدينة السويس المصرية بمشاركة 20 ألف متسابق بتنظيم ورعاية إماراتية والذي تم توجيه ريعه إلى المعهد القومي المصري للأورام التابع لجامعة القاهرة وذلك في 27 ديسمبر من العام الماضي ومهرجان شرم الشيخ التراثي الذي أقيم في 17 يناير الماضي بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

السوبر المصري يقام في الإمارات للمرة الرابعة فقد أقيم للمرة الأولى في 2015، وفاز به الأهلي على الزمالك /3-2/، في ستاد هزاع بن زايد بالعين ، وفي 2016 أقيمت المباراة بأبوظبي على ستاد محمد بن زايد وفاز الزمالك على الأهلي بركلات الترجيح وفي عام 2018 فاز الأهلي على المصري بهدف دون رد على ستاد هزاع بن زايد بالعين.

و يأتي هذا الحدث ليكون امتدادا لعلاقات رياضية قوية بين البلدين على مدار ما يقرب من 50 عاما، فمع الإعلان عن قيام دولة الإمارات عام 1971، بدأت العلاقات الرياضية بين الإمارات ومصر، وكان أول مدربين لمنتخب الإمارات الوطني لكرة القدم مصريين هما محمد شحته و ميمي الشربيني اللذين توليا المسؤولية تباعا خلال فترة وضع نواة المنتخب الوطني الأول من عام 1971 إلى عام 1974، كما كان للمدربين المصريين مع الأندية حضور قوي مع بدايات انطلاق المسابقات المحلية، حيث تولى الدكتور طه الطوخي /أول من رفع كأس الخليج كمدرب في النسخة الأولى وهو يقود منتخب الكويت/ تدريب النادي الأهلي في دبي، وتوالى المدربون المصريون على القيادة الفنية للأندية الإماراتية بعد ذلك فمن محمود الجوهري إلى الدكتور طه إسماعيل ومن شاكر عبدالفتاح و محمد أبو العز إلى أبو رجيله و حسن شحاته و طارق مصطفى، وصولا إلى أيمن الرمادي مدرب نادي عجمان الحالي.

و من القواسم المشتركة التي لن تنساها جماهير الرياضة وكرة القدم في الدولتين وعلامات الشبه الكبيرة أن منتخبي مصر والإمارات تأهلا سويا إلى مونديال كأس العالم في إيطاليا عام 1990، حينما توفر جيل ذهبي في كلتا الدولتين، وكان المنتخبان ممثلي العرب في تلك البطولة.

ولم تتوقف العلاقات الرياضية بين الإمارات ومصر عند كرة القدم لأنها امتدت لتشمل الرياضات الآخرى وأبرزها كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى، والكاراتيه والمصارعة والملاكمة.. فكل هذه الرياضات استفادت من خبرات مصر الرياضية في مجالات التدريب والإدارة وصناعة الأبطال، وكل هذه الرياضات مدت جسورا للشراكة والتعاون بين الدولتين تستفيد منها الأجيال تلو الأجيال.

و إلى جانب ذلك كانت الإمارات ولا تزال المقصد الأول دائما طوال الـ 49 عاما الأخيرة للمنتخبات والأندية المصرية كي تقيم فيها المعسكرات والمباريات الودية، كما كانت مصر هدفا دائما لمعسكرات المنتخبات والأندية الإماراتية.

ولن تنسى جماهير الكرة المصرية يوم 12 فبراير من عام 2008 حيث كانصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” فارس العرب أول من استقبل المنتخب المصري لكرة القدم الفائز ببطولة أمم افريقيا وكانت كلمته التي سجلها التاريخ بأحرف من نور” فوزكم بكأس أفريقيا إنجاز لكل العرب” .. وساما على صدر الرياضة المصرية، وقام سموه بتكريم بعثة المنتخب والاحتفاء بها على أفضل ما يكون لتبقى تلك المبادرة محطة مهمة وتاريخية في مسيرة العلاقات الرياضية بين الدولتين.

و في 8 يونيو عام 2015 وقعت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الإمارات مذكرة تفاهم مع وزارة الشباب المصرية، بشأن التعاون في مجال الرياضة، وذلك في مقر الهيئة بدبي.

وتضمنت تلك المذكرة 10 بنود مهمة، تمثلت في أن يعمل الطرفان على دعم وتسهيل التعاون بينهما في مجالات الرياضة، وتقديم الإمكانات كافة للأجهزة المعنية في الدولتين، لتحقيق هذا الهدف، والعمل على تشجيع ودعم التعاون بينهما في مجالات التدريب الرياضي، والأنشطة الرياضية والإعلام الرياضي، والطب الرياضي، والإدارة ونظم المعلومات الرياضية، وإعداد القادة الرياضيين، وإقامة المنشآت الرياضية، وتشجيع التعاون بين الطرفين في مجال الاستثمار الرياضي.. واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة من المسؤولين من كلا البلدين، لوضع البرنامج السنوي لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم.

وام