أشاد باحثون وأكاديميون ومتخصصون في المخطوطات، وتحقيق النصوص التراثية بجهود دولة الإمارات، ممثلة بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في حفظ التراث العربي وكنوزه من المخطوطات من التلف، وإيصاله إلى الأجيال القادمة، واعتبروا أن المخطوطات هي هوية الأمة.
جاء ذلك، غداة انطلاق فعاليات مؤتمر أبوظبي الثاني للمخطوطات الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تحت عنوان «إشكاليات ورؤى» في منارة السعديات، على مدار يومي 17 و18 فبراير الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قال عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن المؤتمر بات يمثل منصة تجمع نخبة الباحثين والخبراء والمختصين من مختلف أرجاء العالم لبحث ومناقشة سبل الحفاظ على المخطوطات وكيفية تحقيقها، بما ينسجم مع جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في المحافظة على التاريخ والتراث، وما يحتويه من مخطوطات وإرث علمي وفكري.
وشهد اليوم الأول انعقاد ثلاث جلسات رئيسة، الأولى بعنوان «إشكاليات عامة في تحقيق النص التراثي»، وأدارها الدكتور العراقي بشار عواد معروف، الذي أشاد بجهود دولة الإمارات، ممثلة بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في حفظ هذا التراث من التلف وإيصاله إلى الأجيال القادمة، معتبراً أنّ المخطوطات هوية الأمة وخزين تجاربها في أنحاء شتى من المعارف الإنسانية، وهي التراث الذي ينمي همم شبابنا، ويصقل انتماءهم وتمسكهم بتراث الأجداد.
وتحدث في الندوة: الدكتور حمد ناصر الدخيل، والأستاذ صالح الجسار من السعودية، والدكتور أنور أبو سويلم من الأردن، ويوسف السناري من مصر، وناقشت إشكاليات التصحيف والتحريف في النص المخطوط. ومن أبرز ما جاء فيها ما أشار إليه الجسار بخصوص «اضطرابات العنوان وتعدد الروايات في النص المُحقق» من أن من أسباب الاضطراب في عنوان الكتاب أن بعض المؤلفين لم يضع لكتابه اسماً، ومتابعة بعض المحققين عنوان أول طبعة طبع عليها الكتاب، ولو كانت تخالف ما في الأصول الصحيحة، فيما شدد يوسف السناري على أن تحقيق المخطوطات المجهولة أعلى خطورة من تحقيق المخطوطات الفريدة من حيث المسؤولية.
وركزت الجلسة الثانية على إشكاليات تحقيق النص الجغرافي، وشارك فيها الدكتور عبدالله الغنيم من الكويت، والدكتور عمرو عبد العزيز منير من مصر، وعبد الله السريحي من اليمن، والدكتور المهدي عيد الروايضة من الأردن، ومن أبرز ما ناقشته إشكاليات تحقيق الخرائط الجغرافية، والنص الجغرافي بين الواقعي والغرائبي.
أمّا الجلسة الثالثة، فقد حملت عنوان «إشكاليات تحقيق النص الأدبي»، وشارك فيها كل من الدكتور أحمد الضبيب من السعودية، والأستاذ إبراهيم الحقيل من السعودية، والدكتور عمر الفجاوة، والدكتور محمد إبراهيم أيضاً الأردن. وناقشوا فيها إشكالية تخريج الشواهد غير المنسوبة، وصحة النص الأدبي في المصادر التاريخية المضطربة الرواية، وإشكاليات تحقيق المفضليات والأصمعيات.
وفي تصريح خاص لـ «الاتحاد» قال أحمد محمد عبيد، مدير قسم المخطوطات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مدير مؤتمر أبوظبي الثاني للمخطوطات، إن «المؤتمر يعتبر إضافة كبيرة في مجال تحقيق النصوص، وهو موضوع دقيق جداً، وعادة تبرز إشكاليات تحقيق النصوص لدى المحققين الكبار». لافتاً إلى أن هناك عدة إشكاليات بحاجة إلى حلول لتجاوز العقبات والثغرات التي تواجه المحققين الجدد والمبتدئين، ولفتح الطريق أمامهم وسلك الطريق السهل بعيداً عن الطرق الوعرة والصعبة.

الاتحاد