في ضوء الأوضاع التي يشهدها الشمال السوري، جددت دولة الإمارات تأكيدها على ضرورة عودة الدور العربي إلى هذا الملف، في وقت تكرر أنقرة تهديدها بتصعيد عدوانها داخل الأراضي السورية، الأمر الذي دفع موسكو لتوجيه تحذير شديد اللهجة لأنقرة من مغبة تنفيذ تهديداتها.
وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في حسابه الرسمي على «تويتر»: «المتابع للمشهد السوري وما يجري في إدلب من مواجهات خطيرة يدرك أبعاد غياب الدور العربي».
وتابع معاليه في تغريدته: «صراع مصالح يطال البشر والأرض تخوضه الدول وكأن العالم العربي مشاع، أو فضاء لطموحها ولامتدادها الاستراتيجي»، مؤكداً أن «عودة الدور العربي لمواجهة تحديات الأمن العربي أصبح أكثر من ضرورة».في تفاصيل الملف السوري والتدخل التركي اللاشرعي في ساحتها، حذرت روسيا الاحتلال التركي من شن أي هجوم على الجيش السوري، بعدما هدّدت أنقرة بتنفيذ عملية عدوانية في منطقة إدلب.
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال بهذا الصدد «إذا كان الأمر يتعلّق بعملية ضد السلطات الشرعية للجمهورية السورية والقوات المسلّحة للجمهورية السورية، فهذا سيكون بالطبع أسوأ سيناريو».
تهديد متجدّد
وهدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق عملية عدوانية في إدلب بنهاية الشهر في حال لم تسحب دمشق قواتها إلى ما وراء مواقع عسكرية تركية. ويأتي الرد الروسي على التهديدات التركية المتكررة، بعد فشل مباحثات موسكو بين الروس والأتراك.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد أن المباحثات الروسية التركية في موسكو حول إدلب لم تتوصل إلى نتيجة معينة، وحمل أنقرة مسؤولية تعثر الحل. وأشار إلى أن الجانب التركي فشل في تنفيذ بنود اتفاق سوتشي، والمتعلقة بالفصل بين المعارضة والإرهابيين في الإطار الزمني المحدد.
ولفت لافروف إلى أن الجماعات الإرهابية في إدلب واصلت خلال الفترة الماضية استفزازاتها عبر القصف على قاعدة حميميم الروسية وعلى المدنيين والجيش السوري، وما يقوم به الجيش السوري هو الرد على هذه الاستفزازات، وروسيا تدعمه في هذه التحركات. لا عودة
وأكد لافروف أنه الآن لا يمكن الحديث عن العودة إلى الوضع ما قبل سنة ونصف السنة في إدلب، في إشارة ضمنية إلى النجاحات الميدانية للجيش السوري.
ومن الواضح أن موسكو باتت معنية أكثر باستعادة الجيش السوري السيادة على كل الأراضي السورية، ولا تعوّل على مزيد من اللقاءات مع الجانب التركي.
وفي رد غير مباشر على تصريح نظيره التركي مولود جاووش أوغلو لم يستبعد فيه إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان، قال لافروف إن موسكو مستعدة للعمل مع أنقرة على أي مستويات، بما فيها المستوى الأعلى، لكنه لا يرى حالياً أي مؤشرات على إعداد لقاء بين رئيسي روسيا وتركيا.
مطار حلب
ووصلت أول رحلة جوية مدنية أمس، إلى مطار حلب الدولي قادمة من دمشق، بعد توقف دام ثماني سنوات، وذلك بعد أيام فقط على استعادة الجيش السوري محيط مدينة حلب وإبعاد الإرهابيين عنها وضمان أمنها.
وأقلت طائرة «ايرباص 320» التابعة للخطوط السورية في الرحلة الأولى إلى حلب، التي هي بمثابة إعلان عن استئناف العمل في المطار، مسؤولين بينهم وزيرا النقل علي حمود والسياحة محمد مرتيني، فضلاً عن فريق من الصحافيين بدعوة من وزارة الإعلام.
ومن المرتقب، بحسب الوزارة، أنه تتم برمجة رحلات إلى القاهرة ودمشق خلال الأيام القليلة المقبلة.
البيان