يعكس المعرض الجماعي الموسوم بـ«أرضية مشتركة» الذي استلهمت فكرته من معرض «القصر الأحمر» الذي يقام حالياً في المجمع الثقافي بأبوظبي، الأرضية المشتركة بين كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على نحو معاصر يخاطب جيل الشباب.
يشارك في تجسيد هذه الأرضية المشتركة 13 فناناً إماراتياً، من خلفيات ثقافية ومدارس فنية متنوعة، تجمع في ما بينهم رابطة تروي لمحات من قصة الإمارات.

في عمله «اللماد» يعكس الفنان أحمد سعيد العريف الظاهري التحول الذي شهدته المجتمعات الخليجية من خلال ثيمة الأفلاج، التي عرفها الإماراتي منذ القدم، وعن عمله قال: يجسد العمل الساعة الشمسية التي كانوا يستخدمونها من قبل لتوزيع حصص المياه في «الأفلاج»، وكان الوقت يقاس بهذه الأداة المنحوتة التي توزع حصص المياه. ويضم العمل الفني أحجاراً بحرية ملونة لكي تظهر في الظل، وكلما وصل الظل عند حجر المزارع الذي ترتبط باسمه تكون حصته. وشرح الفنان العريف الظاهري أن هذه الساعة تعتمد على الظل نهاراً، لكن في الليل يستخدمون مواقع النجوم لضبط الوقت. وكان الشخص الذي يشرف على هذا العمل يسمى «العريف».
وأضاف الظاهري: هذه القطعة التي تشير للوقت استوحيتها من أحاديث جدي الذي كان «عريفاً» وكان يتبع أثر الظل نهاراً ويقرأ موقع النجوم ليلاً، لافتاً إلى أن هذا العمل منجز ليرافق معرض «القصر الأحمر»، ويصلح فقط لهذه الفترة وينتهي مع المعرض.
بينما الفنانة رناد حسين أخذت فكرتها من عرض (استاند) يضم مجموعة من الكتب المتنوعة بين الثقافة والعلوم والاقتصاد، مشيرة إلى أن هذا العمل التركيبي يعبر عن أهمية التعليم وإسهاماته في تحقيق نمو الدولة والتوازن الاقتصادي والتنمية المستدامة. وأوضحت أن التعليم هو أحد العوامل الأساسية للتنمية الاقتصادية، فما من دولة يمكنها تحقيق اقتصاد مستدام دون الاستثمار في مجال التعليم. وشرحت الفنانة أنها من خلال عرض هذه الكتب وبهذه الطريقة، عملت رصداً تفاعلياً، بمعنى أنها حين تأخذ كتاباً تتحرك بقية الكتب، وهو ما يشير إلى تحرك الاقتصاد من خلال حركة الكتب التي تعلم الناس.

طبق واحد.. ورمال سبعة
تشارك الفنانة مريم السويدي في عملين: «طبق واحد»، و«الرمال السبعة.. الإمارات العربية»، وهو مجسم كبير من الخشب والأنابيب الشفافة التي تحمل داخلها رمالاً من الإمارات السبع. وأوضحت الفنانة أنها استوحت فكرة هذا التركيب ليعكس التنوع والوحدة من خلال رمال الإمارات، وقد تم العمل عليه بشكل هندسي، ويمكن رؤية ألوان الرمال من خلال الأنابيب التي وضعت فيها، وهو يرمز للوحدة. بينما استوحت فكرة العمل الثاني من طريقة تناول الطعام والسفرة التقليدية في الإمارات، حيث تأكل العائلة الطعام المسكوب في طبق واحد، وفي جلسة تجمع أفراد الأسرة والضيوف إن وجدوا. والعمل من النوع التركيبي يتكون من منطقة جلوس حديثة فيها جهاز عرض يظهر مقطع فيديو مكرراً لمجموعة من الناس يتناولون الطعام في طبق واحد.
أما الفنانة مها الحمادي فاستوحت من الخليج العربي منحوتة من الخشب والخيوط تحمل عنوان: «البحر» قالت عنها: اشتغلتُ هذه المنحوتة التي تشير إلى الحياة البحرية وما يتعلق بها من حرف وصناعات مهمة، توشك على الاختفاء. صناعة السفن من أصعب المهن، وقد تميز أبناء الإمارات بخبرات واسعة في مجال الإبحار والملاحة وبناء السفن والغوص والتجارة البحرية، لذلك أود أن أحيي ذاكرة هؤلاء العمال من خلال فن النحت المعاصر.
الفنانة والشاعرة وفاء القصيمي أقامت منحوتة على شكل خيمة تحمل عنوان «عزلة الروح» قالت عنها: هذا العمل يتناول الطرق التي ننظر بها إلى الصراع المتعلق بالروحانية والسكينة، من خلال التركيب الفني لاستخدامه في بناء وسائط مختلفة عدة ليكون أشبه بمتاهة للتعبير عن الشعور الروحاني للصلاة وتأثيرها على الإنسان المسلم.
أما الفنان سعود الظاهري، فقد اعتبر أن مشاركته في معرض «أرضية مشتركة» فرصة مهمة جداً، وقال: شاركت في عملين متكاملين يعبران عن استشهاد جنودنا البواسل في ميادين الواجب، الأول عبارة عن خريطة دولة الإمارات والجنود الذين استشهدوا، وأحببت أن أجسد هذه الفكرة الوطنية وأعرضها بهذه الطريقة الرمزية، والعمل الثاني عبارة عن أذن بشرية ينزل منها شمع أحمر يعبر عن الدم وقت سماع الخبر لفقد هؤلاء الجنود الذين يستشهدون لأجل الوطن.
عبدالله حمود الرشيد مهتم بجمع المقتنيات الفنية أكد أن «الإمارات والسعودية هما بلد واحد والتنوع الثقافي الموجود هو سرّ جمال هذه الروح، وهذا ما تقوم عليه فكرة هذا المعرض. لقد أضاف الفنانون الإماراتيون شيئاً جميلاً جداً، وأبهرونا بأعمالهم».

الفنانون المشاركون
أحمد سعيد العريف الظاهري، غانم يونس، سعود الظاهري، خالد التميمي، آمنة المعصري، مها الحمادي، مريم السويدي، روضة الشامسي، ماتيا جامبارديلا، رناد حسين، سارة العضايلة، شمسة العميرة، وفاء القصيمي.

الاتحاد